ربما انشغلت معظم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ببُعد واحد في قضيه فلسطين، ألا وهو كيفية وقف القتال، وضرورة التحرك لمواجهه هذا القتال، إلا أن الحقائق تشير إلى وجود بُعد آخر قادر على حسم هذه المعركة، وتحديد ما إذا كان من الممكن أن تستمر لمدة طويلة أم لا؟

الصواريخ المعترضة والتكلفة العالية

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نشرت تقريرا، يمكن أن يلقي الضوء على إجابة السؤال السابق، إذ يتحدث عن الكلفة التي تكابدها حكومة الاحتلال، لتقليل خسائرها جراء ما تتعرض له من قصف فلسطيني، أصبح يمتد إلى عمق المدن الإسرائيلية.

ويعترف التقرير، بأن صواريخ القبة الحديدية المعترضة لصواريخ المقاومة الفلسطينية، تتكلف أكثر بكثير من صواريخ "حماس"، لكن المسؤولين الإسرائيليين توصلوا بالفعل إلى استنتاج مفاده أن القبة الحديدية تستحق الكثير، وأن المقارنة الأكثر صلة هي المقابل الذي ستدفعه إسرائيل، إذا لم تكن هناك قبة حديدية، سواء في الأرواح أو الممتلكات المدمرة.

الصواريخ بعيدة المدى وقصيرة المدى

من بين ما يقرب من 3000 صاروخ تم إطلاقه خلال الأسبوع الماضي، من أصل 14000 صاروخ يعتقد أن "حماس" تمتلكها، لم يكن هناك سوى بضع مئات من الصواريخ بعيدة المدى.
"جيروزاليم بوست" نقلت عن خبيري الصواريخ عوزي روبين، وتال إنبار، قولهما إن الفرق في الكلفة ليس كبيرا بما يكفي لكبح جماح "حماس".

ويقول روبين، إنه حتى  أفضل صواريخ "حماس"، هي صواريخ بسيطة نسبيا وغير مكلفة، وغير معروفة بمداها الواسع، على عكس "حزب الله" في لبنان، الذي يمتلك بعض الصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، مضيفا أن  صواريخ "حماس" بعيدة المدى، هي في الواقع أقل دقة من صواريخها قصيرة المدى.

وتقدر التقارير أن صاروخ "حماس" قصير المدى الرئيس، المسمى "صاروخ القسام"، يتكلف ما بين 300، و800 دولار لكل صاروخ، وهناك القليل من المعلومات العامة حول كلفة صواريخ "حماس" طويلة المدى، مثل: R-160، وM-302D، وM302-B، وJ-80، وM-75، وFajr 3، وFajr 5، والجيل الثاني M - 75.

ويقدر تال إنبار، الرئيس السابق لمركز أبحاث الفضاء التابع لمعهد فيشر، أن كلفة هذه الصواريخ ستكون بآلاف الدولارات لكل صاروخ، أو 3 أضعاف الصواريخ الأقصر مدى، فيما تقدر كلفة صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، التي تقدر بما يتراوح بين 50000، و100000 دولار لكل منها.