«قضايا على مائدة المفاوضات الدولية».. دبلوماسيون: مصر متمسكة بحقوقها المائية.. وشعب فلسطين عاجز عن تقرير مصيره
أكد الرئيس على حرص مصر على تعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع فرنسا، والتنسيق مع الجمهورية الفرنسية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية القائمة.
اتخذت قضيتي سد النهضة، ومصير الشعب الفلسطيني مكانًا في المباحثات بين الرئيس المصري ونظيره الفرنسي، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تمسك مصر بحقوقها المائية، والعزم على التوصل لحل عادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذكر دبلوماسيون أن مصر تسعى لحل قضية سد النهضة، والوصول لاتفاق قانون ملزم خلال الفترة المتبقية قبل الملء الثاني للسد في يونيو القادم، بالإضافة إلى إيجاد دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
مصرمتمسكة بحقوقها المائية
وفي هذا الصدد، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر متمسكة بحقوقها المائية، وتسعى لخلق اتفاق قانون ملزم للأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا، للمحافظة على الحقوق المائية للدول الثلاث، وتجنب حدوث أي ضرر لأي منهم، وظهر ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول ملف سد النهضة خلال تواجده في فرنسا.
وأوضح هريدي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر تسعى لحل تلك القضية، والوصول لاتفاق قانون ملزم خلال الفترة المتبقية قبل الملء الثاني للسد في يونيو القادم، متمنيًا أن تسفر الجهود الأمريكية والإفريقية عن تغييرات إيجابية في الموقف الإثيوبي، وتنازلها عن تعنتها والرضوخ لتوقيع اتفاق يصب في مصلحة الأطراف الثلاثة.
وأكد أن الملء الثاني للسد يتسبب في أخطار جسيمة تهدد الأمن المائي لمصر والسودان، ويكمن تعقد القضية في تعنت الجانب الإثيوبي، ورغبته في بسط نفوذه في المنطقة، والعزم على الملء الثاني للسد للسيطرة على مياه نهر النيل دون الوضع في الاعتبار حجم الأضرار التي ستلحقها بمصر والسودان.
قضايا مائدة المفاوضات الدولية
وأشار إلى أن قضية سد النهضة ليست الوحيدة على مائدة المفاوضات الدولية، بل تشاركها قضية الشعب الفلسطيني بعدما تعرض لانتهاكات غير آدمية خلال الفترة السابقة أودت بحياة الكثيرين، مشيدًا بالموقف المصري في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني منذ بدء الاعتداءات، وأنها تعكس الإرادة الشعبية للوقوف بجانب فلسطين، والمقاومة الفلسطينية، ويتجسد ذلك في فتح معبر رفح، ووضع المستشفيات المصرية القريبة من غزة سواء في سيناء أو في مدن القناة، في حالة طوارئ لاستقبال الحالات القادمة من فلسطين.
واختتم هريدي تصريحاته، بأن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى السعي لإيجاء حل في أقرب وقت ممكن فيما يتعلق بسد النهضة قبل الملء الثاني للسد.
لا مجال للتراجع
وفي سياق متصل، قال السفير شامل ناصر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ملف سد النهضة لا ينطوي على مجال للتراجع أو للتنازل عن أي من الحقوق المائية لكل من مصر والسودان.
وأوضح شامل في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الدولة المصرية تحاول التوصل لحل فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وتعنت الجانب الأثيوبي لملء السد للمرة الثانية، دون الوضع في الاعتبار حجم الأضرار التي ستلحق بالأمن المائي لكل من مصر والسودان، منوهًا إلى أن مصر تستمر في محاولاتها للتوصل إلى حل سلمي في أسرع وقت ممكن قبل الملء الثاني للسد، على أن يكون الاتفاق يستند إلى قانون ملزم للأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا.
وشدد على أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية للتوصل لحل فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وتجنب الأضرار التي ستلحق بالأمن القومي المائي لكل من مصر والسودان، إلى جانب مواصلة جهودها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت، ولن يكون هناك سلام تام في المنطقة إلا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني
وأشار إلى أن الاتفاقيات التي لا تتناول الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني لن تؤدي إلى تحقيق السلام في المنطقة، فحقوق الشعب الفلسطيني تتحقق من خلال حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، وإيجاد دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، ولكن بخلاف ذلك سيظل التوتر قائم في المنطقة.
واختتم شامل تصريحاته، بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم الذي لم يتمتع بتقرر مصيره، نظرًا لوقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة عودة الأرض بما يسمح بتواجد دولة فلسطينية يتمتع بها الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة، ووقوف الانتهاكات التي تتعرض لها فلسطين في أسرع وقت ممكن.