مع تصاعد الأحداث في فلسطين والعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في القدس أو قطاع غزة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر مع تلك الأحداث مؤكدين دعمهم للشعب الفلسطيني ضد ما يتعرضون له من اعتداءات من قبل قوات الاحتلال، وازداد منشورات التضامن الرافضة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

وبسبب سياسات فيسبوك المتحيزة، عملت إدارة الموقع على حظر الكثير من المنشورات المنددة بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والرافضة للعدوان على قطاع غزة والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، ووصل الأمر إلى غلق حسابات للنشاط والصفحات التي تدعم القضية الفلسطينية.

وهربا من خوارزميات فيسبوك لجأ الشباب المصري والعربي لميراث الأجداد وهو الكتابة بدون نقاط، لتفادي حظر حساباتهم وحذف منشوراتهم والإيقاف لمدة شهر أو أكثر، من خلال كتابة منشوراتهم بكلام غير منقوط يفهمه العرب ويصعب على خوارزميات الفيسبوك فهمه مثل ما فهمت وترجمت من قبل لغة الفرانكو لتداولها وانتشارها ووجود بيانات كافية عنها.

كما لجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تقطيع الكلمات ووضع فواصل واستبدال بعض الحروف العربية إلى إنجليزية، حيث يصعب على إدارة فيس بوك فهم المنشور وبالتالي عدم حظره، فيما أكد أن ممارسات فيسبوك المزعجة والمتمثلة في إغلاق كثير من الحسابات في الفترة الماضية أظهرت تحيز إدارته للجانب الإسرائيلي.

فخلال الأيام الماضية أغلقت إدارة ايسبوك كثير من الحسابات التي دعمت القضية الفلسطينية وحي الشيخ جراح ونددت بالصهيونية ولم تعترف بالكيان الصهيوني ودولة إسرائيل، ما جعل رواد الموقع يعيدون تقييم التطبيق والتعليق رفضا لسياساته حيث تراجع تقييمه على متجر جوجل إلى نحو 3.2 خلال الأيام القليلة الماضية.

فيما زعمت إدارة فيسبوك أن هذه الدعاوى كاذبة وأن هناك انتهاكات بالفعل، وهو ما رفضه المختصين والمراقبين مؤكدين أن الحذف قام على سياسة عنصرية وانحياز لإسرائيل والأفكار الغربية.

ومن بين المنشورات التي تداولها الشباب بالكتابة بدون نقاط: "الموٮ للصهاىٮه  احڡاد الٯرده والحٮارىر"، "ٮارک الله ڡىک احسٮٮ الٮسر"، و"ڡکره حمىله حدا، احىىک".

وبعد التقييمات السلبية للتطبيق وازدياد شكاوى المستخدمين من تقييد الآراء وقطع طريق جزب الانتباه لمعاناة الفلسطينيين والحلول غير تقليدية من رواد الموقع، اعتذرت شركة فيس بوك في رسالة تلقاها سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة، حيث اعتذرت عما جاء في الشكوى التي تقدمت بها دولة فلسطين عن تقاعسها في احترام حق الفلسطينيين في التعبير، فيما أكدت الشركة أنها ستنظر في حملات التحريض على العنف ضد الفلسطينيين في الكيان الصهيوني.

تاريخ الكتابة بدون نقاط

وهناك خلاف قديم بين النحويين حول ما يسمى الإعجام وهو تنقيط وتشكيل الحروف وينقسم أهل اللغة إلى فريقين، فريق يزعم بان اللغة العربية غير منقوطة أو مشكلة أو معجمة وتم الإعجام ووضع النقط فوق الحروف على يد أبي الأسود الدؤلي وتلاميذه.

فيما فريق آخر يقول إن الإعجام والتنقيط والتشكيل كان موجودا وقديما لكن فقط أبي الأسود الدؤلي ونصر بن عاصم وتلاميذهم الخليل بن احمد والفراهيدي وضعوا له قواعد وأصبح اكثر اكتمالا وحدث ذلك بعد ظهور اللحن ودواعي ذلك بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية وليس هم من اخترعوه من الأساس، وهذا هو الأرجح ان الإعجام قديم لكن كان للتمييز فقط بين الكلمات والحروف  وبدائي نوعا وكان الاولى تركه والاستعانة به فقط في حالة الالتباس أو اللحن، وتطور ووضعت له القواعد بعد الحاجة إلى ذلك.