عمر الخيام.. عالم الرياضيات والفلك المتميز والأيقونة الخالدة في الشعر
يعد عمر الخيام أحد أكبر العلماء الرياضين، والفلكيين والشعراء الفارسيين، وقدم الكثير للعلم، وأكثر منه للشعر، ويتضح ذلك في أثره الراسخ المسمى "رباعيات الخيام"، وتميز شعره بأبعاد فلسفية أبهر كل من سمعه أو قرأه وأصبح أيقونة وعلامة راسخة في عالم الشعر حتى أيامنا التي نعيشها الحالية .
وكلمة "خيام " تعني في اللغة الفارسية تعني "صانع الخيام"، غير أنه ليس هناك أي مصدر يؤكد أنها كانت مهنته أو والده أو حتى عائلته، وأوضحت المصادر العربية اسم "عمر الخيام "على أنه" أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام "، ويسمى في النصوص الفارسية التي تم كتابتها في العصور الوسطى باسمه كما عرفناه "عمر الخيام".
ميلاد عمر الخيام
وتحل اليوم ذكرى ميلاد "عمر الخيام " حيث ولد في 18 مايو 1048 باسم "غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام"، في مدينة نيسابور إحدى قرى خراسان التي اتسمت بالتقدم والازدهار بدرجة كبيرة خلال العصور الوسطى في عهد الدولة السلجوقية، و كانت " خراسان " مركز للديانة الزرادشتية؛ لهذا فإن الكثير من العلماء ظنوا أن والد " عمر الخيام" كان من أتباع الديانة الزرادشتية التي كانت منتشرة بشكل كبير حينذام و الذين فيما بعد اعتنقوا دين الإسلام.
قضى عمر الخيام طفولته في مسقط رأسه وقام أساتذته الأوائل الذين قدروا موهبته بإرساله إلى خراسان للدراسة عند اعظم معلمي خراسان و هو "الإمام موفق نيسابوري" المشهور بتدريسه لأولاد النبلاء و بعد أن درس "الخيام" العلوم و الفلسفة و الرياضيات والفلك ترك مسقط رأسه و توجه إلى مدينة بخاري، وكان معروف بتردده إلى مكتبة الفلك العظيمة وبعد عام انتقل إلى مدينة سمرقند حيث كان يعيش حاكم ورئيس قضاة المدينة "أبو طاهر"، وفي نفس العام كتب الخيام أعماله المتعلقة بالجبر بالإضافة إلى أطروحته (رسالة في براهين الجبر والمقابلة) وقدمها إلى معلمه القاضي أبو طاهر، وفي هذه الآونة اكتسب عمر الخيام الشهرة وذاع صيته.
وفي عمر الـ26 عام 1073، دخل عمر الخيام في خدمة السلطان ملك شاه الأول مستشارا، ودعاه الوزير "نظام الملك" بدعوته إلى أصفهان عام 1076 للاستفادة من خبراته وعلمه في المكتبات ومراكز التعليم في أصفهان.
وكان عمر الخيام في هذا الوقت قد بدأ بدراسة أعمال علماء الرياضيات مثل إقليدس وأبولونيوس ، وبدأ في بناء مرصد فلكى في أصفهان بناء على طلب "الوزير نظام الملك" حيث قاد بعض العلماء لإجراء عمليات رصد فلكية دقيقة تهدف إلى مراجعة التقويم الفارسي، و في عام 1079 أنهى مع فريقه عمليات قياس طول السنة و كان التقويم الذي ابتكره يعتبر النظام الأكثر دقة على الإطلاق.
إسهامات علم الفلك والرياضيات
كان للعالم عمر الخيام إضافة لإسهاماته بعلم الفلك، إسهامات متميزة ومتنوعة في الرياضة والشعر فمن إسهاماته في الرياضة أنه عمل في تحديد التقويم السنوي للسلطان "ملكشاه" بسبب شهرته بالجبر والذى صار التقويم الفارسي المتبع حتى يومنا هذا.
كما يرجع إليه الفضل في اختراع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وكان " الخيام " أول من استخدم كلمة "شيء" للدلالة على الكلمة التي تشير إلى العدد المجهول في الكتب البرتغالية"XAY" و التي تم استبدالها بالحرف الول منها "X" للإشارة إلى العدد المجهول.
قدم "الخيام " إسهامات شعرية كثيرة ومن أشهر أشعاره "رباعيات الخيام" و الجدير بالذكر أنه لم يكتب هذه الأشعار بل كان يتغنى بها في أوقات فراغه وقام أصدقائه الذين سمعوها بكتابتها ونشرها وتناقلها عبر الأجيال و ترجمتها إلى العديد من اللغات.
قام المؤرخ البيهقي - المعروف بدرايته بشخصية عمر- بتقديم تفاصيل عن عمر مثل برجه "كان برجه هو الجوزاء، و كان يوم ولادته كل من الشمس و كوكب عطارد في حالة صعود؛ و وفقا لذلك فقد استخدمه العلماء لتحديد تاريخ ميلاده في 18 مايو 1048 م
وفاة أيقونة الشعر الخالدة
وتوفي العلامة الفارقة في علم الفلك والرياضيات والأيقونة الخالدة في مجال الشعر، عن عمر يناهز 83 عاما في مدينة نيسابور عام 1131م ودفن في قبر كان قد تنبأ بموقعه في شعره، ووصفه بأنه بستان تسقط فيه الأزهار مرتين في السنة ويطلق على ذلك المكان الآن "ضريح عمر الخيام".