رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لماذا اختارني كمال الشاذلي مديرًا لتحرير «الجماهير» جريدة ابنه معتز؟ (1 - 2)

19-5-2021 | 12:28


سليمان عبد العظيم,

في مشواري الطويل ببلاط صاحبة الجلالة صادفتني مواقف وقصص وحكايات غريبة ومثيرة، صحيح أني لم أكشف عنها في حينها لأسباب سوف تدركها وأنت تقرأ تفاصيلها، ولكن الصحيح أن مبررات السكوت وعدم الكلام وكشف أسرار هذه القصص والحكايات الغريبة لم تعد قائمة الآن بالمرة .

 

وأبدأ معكم في هذا المقال أول قصة غريبة مرت بحياتي الصحفية عام 2004، وعذرًا إن طالت هذه القصة لتمتد لمقالي يوم الأربعاء المقبل.

 

بدأت هذه القصة المجهولة باتصال تليفوني من الصديق سعيد إبراهيم سكرتير خاص وكاتم أسرار وزير شئون مجلسي الشعب والشوري كمال الشاذلي: أستاذ سليمان.. أنت فين.. عبد الحليم بك منصور عاوز سيادتك بسرعة.

 

أنا داخل أهو بعربيتي علي مجلس الشعب.. خير إن شاء الله يا أستاذ سعيد.. رد بغموض: إن شاء الله خير.

رددت بيني وبين نفسي أكيد هناك حاجة ضرورية وملحة دفعت أقرب رجال كمال الشاذلي وموضع ثقته الكبير لاستدعائي وبهذه السرعة لمكتبه.

 

بمجرد دخولي مكتب السيد منصور استقبلني بحفاوة بالغة: أهلاً يا أستاذ أنت فين.. مش بأشوفك ليه.. كل ما أسأل عليك يقولولي إنك بتيجي بس لمجدي عبد المنعم ورجب أصحابك في كلية الإعلام.. يا عم خلينا نشوفك.. إحنا برضه بنعرف بعض من 20 سنة.. مش كده ولا إيه ؟!..

 

تحت أمرك يا عبد الحليم بك.. حضرتك عارف أني من أول ما عرفتك عام 1981 أيام عز المعلم عثمان أحمد عثمان، نشأ بينا ود كبير واحترام متبادل.

 

قال لي عبد الحليم منصور أحد كبار زعماء الحركة الطلابية الوطنية في أواخر عهد عبد الناصر وأوائل عصر السادات، الذي أصبح العقل المفكر والمسئول الأول عن إدارة مكتب كمال الشاذلي كوزير لمجلسي الشعب والشوري: معتز الشاذلي حصل على ترخيص جورنال أسبوعي اسمه الجماهير من المجلس الأعلي للصحافة.. وإحنا عايزينك معانا مديراً لتحرير الجورنال الجديد.. إيه رأيك؟!

 

سألته: ومين رئيس التحرير.. ممكن أعرف مين هو؟.. فقال معتز الشاذلي الذي كان ثالثنا: محمد الطويلة صاحبك وحبيبك نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر والمحرر البرلماني.. إحنا أرسلنا طلب الترخيص للمجلس الأعلى للصحافة من فترة طويلة وحددنا فيه اسمه كرئيس للتحرير.

 

وتدخل عبد الحليم بك قائلاً: الموضوع ده حصل من سنة ونصف.. قبل أن تصبح المحرر البرلماني لمجلة المصور، مضيفا: إيه رأيك.. إنت موافق يا سليمان؟!

 

مبدئياً وافقت على العرض الذي فاجأني تماماً ولم أكن أتوقعه بالمرة.. لماذا؟.. حالاً ها تعرفوا.. سرحت متذكرًا ما جرى عندما حضر إلينا في "دار الهلال" الوزير الشاذلي أقوي الوزراء نفوذاً داخل مجلس الوزراء والأقوى سيطرة علي قيادات الحزب الوطني الحاكم.. تذكرت في تلك اللحظة ما جري ودار في حوار الأسبوع في الشتاء الماضي.. وكيف كان هذا الحوار الساخن بعد نشره لافتًا للوزراء والصحفيين وكل المراقبين.. فقد واجهنا الشاذلي على مدار 4 ساعات بكل ما كان يردده رجل الشارع حول كمال الشاذلي أقوى وزير في بر مصر.

 

في هذا الحوار، أرسلت لرئيس التحرير ورقة صغيرة كتبت فيها ما يلي: سيادة الوزير هل صحيح ما يقال ويشاع أنك تحصل على ربع مليون جنيه مقابل إدخال أبناء أثرياء وعمد البلد كلية الشرطة؟!

 

وهل صحيح ما تردده صحف المعارضة بشكل مكثف ومستمر أن فيزيتة كمال الشاذلي - مع حفظ الألقاب- لإدخال أبناء العمد والمحاسيب السلك القضائي والنيابة العامة تقترب من الربع مليون جنيه؟!

 

وهل صحيح أن نجاح أي مستثمر لا يكون مضمونا مائة في المائة إلا إذا دخل هذا المستثمر من بوابة كمال الشاذلي؟

 

 

كان سؤالي ثلاثي الأبعاد هو سؤال معظم المصريين الذين كانوا في غاية الاستفزاز من تضخم نفوذ كمال الشاذلي الذي كان الاقتراب منه مغنما والابتعاد عنه مغرما.

 

طبق الأستاذ مكرم رحمه الله ورقتي معلقًا بغضب مصطنع ناظرًا للوزير الشاذلي: ده سؤال ده؟!.. دي أسئلة تتسأل؟!.. سؤال مين ده؟!..طبعاً مكرم عارف خط  مين ده.. لكنه عمل نفسه من بنها مع إنه من المنوفية.. هو ده سؤالك يا سليمان؟

 

ساعتها قال الوزير الشاذلي لمكرم رافعاً حاجبه: أنا مستعد أجاوب على أي سؤال.. إيه هو السؤال يا مكرم؟

 

التفت لي الأستاذ مكرم .. قول يا سليمان سؤالك.. قول يا سيدي.. قلت السؤال متعمدًا ألا أنظر إلى عين الوزير، مضيفأ: ما كان ممكناً يا معالي الوزير أن تأتي إلينا وتجلس على كرسي الاعتراف دون أن نسألك أسئلة حائرة عند ولاد البلد ما زالت تبحث عن إجابات شافية.

 

ياه ياه.. هل بعد تلك الأسئلة الخبيثة الحرجة  يعرض علي الوزير الشاذلي تولي إدارة تحرير جورنال ابنه!

 

المهم.. رد عبد الحليم منصور على اتصال عرفت منه أن  الوزير الشاذلي نفسه هو صاحب هذا الاتصال.. حاضر حاضر يا فندم.. الأستاذ سليمان وأنا هنعدي على سيادتك

 

رحب بي الوزير: أهلأ يا سليمان..أهلأ بيك.. قهوتك إيه.. قلت عاوز شاي يا معالي الوزير.. وجلسنا نصف ساعة نتكلم ونتناقش حول عملية اختياري كمدير تحرير لجريدة ابن الوزير "صوت الجماهير".

 

 وعندما قال لي الوزير أنا ها أكلم مكرم وأستأذنه قلت في سرور ملحوظ: كده يبقي أحسن.. ولكن لم يكن ما قلته هو الأفضل.. ليه؟ سأكشف لكم كل الحقيقة في مقالي الأربعاء المقبل: ماذا قال الوزير الشاذلي للأستاذ مكرم في التليفون.. وماذا دار بيني وبين رئيس التحرير في داخل مكتبه.