الإمارات ومصر.. تاريخ عظيم من العلاقات الاستراتيجية
"إن نهضة مصر نهضة للعرب".. مقولة خالدة للمغغور له الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ تلخص ما لمصر من خصوصية، كما وأنها تلخص عمق العلاقات بين مصر والإمارات، وكيف أنها ليست وليدة اللحظة، لكنها تضرب عميقا بجذورها، حتى قال الشيخ زايد: "أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".
هذه القواعد الراسخة هي البوصلة والأساس المتين، الذي تسير عليه العلاقات راهنا؛ فالرؤية الثاقبة لقادة البلديين الكبيرين، جعلت من هذه العلاقة فريدة في نوعها، كونها نموذجا متماسكا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، وتزداد هذه العلاقة رسوخا مع الوقت، رغم التحديات والصعاب التي تشهدها المنطقة.
وقد شهدت هذه العلاقة نموا كبيرا وازدهارا، حتى غدت علامة فارقة في التميز، والبعد الاستراتيجي. إن المصير العربي المشترك جعل من هذه العلاقة الأزلية، أكثر سموا ومتانة في مواجهة التحديات الإقليمية، بعزم الأخوة والألفة والمحبة، ما بين الشعبيين.
إن التغيرات العالمية والأحداث الإقليمية المتسارعة، التي شهدناها، لدليل قطعي على أن مصر عمق تاريخي للإمارات، بل عضيد مساند وحصن حصين.
نتذكر مع بدايات قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما أسهم أبناء أرض الكنانة من خلال أبنائها وبناتها، في التنمية التي شهدتها الدولة بشتى المجالات، وخاصة التعليم، الذي أسهم في بناء شخصية إماراتية متسامحة طموحة، محبة للخير والبناء، ومتمكنة من علومها وأدبياتها. ومازال أبناء مصر يسهمون بعلمهم وفكرهم النيّر، مع أبناء الإمارات في التطور المتسارع الذي نشهده.
ونجحت الإمارات في أن تكون نموذجا للتميز الحكومي، وهي التجربة التي يمكن أن تفيد منها مصر، من خلال نموذج عربي ريادي في العمل الحكومي، إن سقف التعاون الإماراتي المصري، لا طموح له، ويتخطى المستحيل، فوشائج وأواصر العلاقات، تتطلب النظر إلى هذا التعاون بنظرة استشرافية، نحو أفق مستقبلية مليئة بالتفاؤل، وبمزيد من الإنجازات العظيمة.
فالعلاقات الإمارتية المصرية تشهد تقدما ملحوظا بفضل دعم القيادة الرشيدة للبلدين.
وشهدت العلاقات المصرية الإماراتية وعيا وفهما استراتيجيا لتحديات المنطقة، من خلال التعاون المحنك والمشترك بين البلدين، في سياسات متزنة، ومواقف متكاملة ومتسقة، تسهم في تعزيز الأمن العربي الإقليمي، وتدعم الرخاء والرفاهية واستدامة التنمية في البلدين.
إن الرؤية الواحدة بين البلدين، والداعية إلى نشر السلام وقيم التسامح بين الشعوب، أسهمت في إرساء علاقات متجذرة منذ قيام الاتحاد، وازدادت حتى وصلت إلى مرحلة أكثر نضوجا تشمل التنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
جيلا بعد جيل تظل العلاقات الإماراتية المصرية قوية وشامخة كالطود العظيم.
أكاديمي إماراتي