كتائب الجهاد الإلكتروني| الضاحكون في الفيسبوك.. وعناصر حرب التشكيك
أصبحت الحروب الحديثة لا تأخذ شكلها التقليدي القائم على العمليات العسكرية فقط، كما كانت في القرون السابقة، وإنما باتت تعتمد على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والطرق المختلفة لتفكيك الشعوب وهدم المجتمعات وزعزعة الوعي من خلال كتائب الجهاد الإلكتروني.
ومن المعروف أن مصر تمتلك قوة عسكرية تصنف، حسب منصات عالمية منها «جلوبال فاير باور»، ضمن أقوى 10 جيوش في العالم، وهو ما يجعلها تمتلك قوة ردع لأي معتدٍ مهما بلغت قوته، لذلك رُصدت الأموال والعناصر من أجل ضرب وعي الشعب المصري.
ومن اليوم الأول لتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، وهو يدرك أن الحرب على مصر تعتمد على وسائل غير تقليدية من الإعلام المُعادي والمنظمات التي تعرف بـ«الحقوقية» التي ترفع شعار "حقوق الإنسان"، وكتائب الجهاد الإلكتروني.
وكان الهدف الأول للإعلام المعادي الناطق باللغة العربية أو بغيرها هو تشويه صورة مصر ونشر الأكاذيب وضرب ثقة الشعب المصري في قيادته، ولا ننكر بأي حال أن إعلام الدولار نجح في مهمته في بادئ الأمر، إلا أنه نال هزيمة نكراء خلال العامين الماضيين، وخاصة بعد تفشّي فيروس كورونا المستجد، حيث تكشفت الحقائق للرأي العام، وظهرت قوة مصر الحقيقية بأداء حكومي متماسك صمد في وجه تحديات جائحة كورونا، بالمشروعات القومية العملاقة التي نقلت الاقتصاد المصري إلى مكانة عالية في وقت قياسي.
وخلال السنوات الماضية، كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يحذر دائمًا من ضرب وعي الشعب المصري والانسياق وراء الإعلام المضلل الذي يشكك دومًا في قدرات المصريين، وكان السيسي حريصًا على توجيه رسائل الطمأنة للمصريين، الذين أصبحوا على ثقة كبيرة في قيادتهم السياسية بعدما لفظوا أبواق الإرهاب والمتآمرين.
ويمكن لأي عاقل الانتباه إلى أساليب جماعات الجهاد الإلكتروني، الذين لا يفوتون مناسبة للتشكيك في أي خطوة لمصر على الأصعدة كافة، فحينما تنشر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي "الرسمية وغير الرسمية"، خبرًا يتعلق بإنجاز مصري سواء مشروع قومي أو مكسب سياسي، تجد الضاحكين في "الفيسبوك" يحتشدون من أجل التشكيك في ما يصنعه المصريون وقيادتهم.
وقبل سنوات، كان موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يعتمد في التفاعل بين مرتاديه على الإعجاب أو التعليق، ولكن بعد تحديث تلك الأدوات بـ«إيموجي» (رموز تعبيرية)، تعبر عن الضحك أو الحب أو الغضب، استخدمها عناصر الجهاد الإلكتروني للسخرية من أي حدث وإنجاز يخص مصر، لتشكيك الشباب وهز ثقتهم في دولتهم، ومحاولة تشويه ما يتم تحقيقه من إنجازات.
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي في مناسبات عدة، ومنها خلال زيارة له للعاصمة الفرنسية باريس، أن حقوق الإنسان يأتي على رأسها توفير «حياة كريمة» للمواطنين، وإنشاء منظومة صحية لهم، ومسكن آدمي، والارتقاء بمعيشتهم والمرافق الخدمية والتنموية والاجتماعية المقدمة لهم، وإتاحة الفرص للعمل السياسي وشغل الشباب للمناصب القيادية التي كانت حكرًا، قبل عهد السيسي، على من تخطوا الخمسين من عمرهم، ولا يعني حقوق الإنسان نشر الأكاذيب وتضليل الشعوب وتشويه صورة مصر لأغراض سياسية تقودها الجماعات الإرهابية المتطرفة والمنظمات والحكومات المعادية.
إن معركة تشكيل الوعي التي قادها السيسي وارتكز فيها على خطاباته المباشرة، ووسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي، وأداء حكومي يستحق التحية، باتت تحقق مكاسبها ضد قوى الشر، فلا ينكر التطور والتنمية التي تحققت في مصر إلا جاحد أو متربص أو إنسان بلا وعي.
مصر في عهد السيسي أصبحت قوة عملاقة تتقدم بخطوات واثقة بشكل متسارع لتحقيق آمال وتطلعات المصريين، وصارت محور استقرار الشرق الأوسط بعدما ربحت معاركها السياسية ضد قوى الشر والإرهاب، وباتت الشريان الرئيسي لغاز المتوسط، فلا اتفاق بدون مصر، ونجحت في دعم الاستقرار في ليبيا والسودان، وإبرام تعاقدات إعادة إعمار العراق، وتوسيع مجال أمنها القومي ليمتد إلى الأشقاء في الخليج، الذين يمثل أمنهم واستقرارهم جزءًا من أمن مصر، ولم تغيب مصر عن أي محفل دولي أو إقليمي بعدما استعادت مكانتها قائدة للعرب وأفريقيا، فلا يضيركم كيد الضاحكين في الفيسبوك وعناصر الجهاد الإلكتروني، والضالين والتابعين لهم بلا وعي.