تعد محافظة جنوب سيناء محطة رئيسية للطيور المهاجرة، وهي أحد المناطق التي تلجأ إليها الطيور للحصول علي الماء والغذاء لاستكمال رحلة الهجرة من الشمال إلى الجنوب أو العكس، كما أن جنوب سيناء واحدة من المحطات الهامة للطيور المهاجرة "الحوامة"، خلال رحلة هجرتها من أوروبا إلى وسط وجنوب أفريقيا، هرباً من برودة الجو، حيث تستقبل المحافظة الآلاف من هذه الطيور المهاجرة، خلال فصلي الربيع والخريف، تقوم وزارة البيئة كل عام بمتابعة خطوط سير الطيور المهاجرة، ودراسة أي تغيرات تحدث في الرحلة، واطلقت مشروع الطيور الحوامة ونشرت وزارة البيئة خريطة الطيور الحوامة المهاجرة التي تزور مصر مرتين في العام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة.
ويركز مشروع الطيور الحوامة المهاجرة على جهود حماية 37 نوعا من أنواع الطيور فهناك خمس من هذه الأنواع مهدد عالمياً.
الدكتور محمد قطب مدير محميات جنوب سيناء يقول إن الطيور المهاجرة تتوافد بالآلاف إلى جنوب سيناء خلال موسم هجرة فصل الربيع، مشير إلى أن الطيور المهاجرة خاصةً التي يُطلق عليها الطيور "الحوامة"، نظرًا لكبر حجمها، تأتي من أوروبا إلى وسط وجنوب أفريقيا في موسم الربيع، هرباً من برودة الطقس، وتعود مرة أخرى إلى أوروبا، بعد قرابة 3 شهور، عقب تحسن أحوال الطقس في موطنها الأصلي. اضاف قطب إنها تأتي من شمال وشرق أوروبا، مروراً بتركيا، ومنها إلى مصر، عبر شبه جزيرة سيناء، ثم تستكمل رحلتها إلى السودان، وصولاً إلى جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن بعض هذه الطيور تمكث في شبه جزيرة سيناء لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، في أماكن تواجد الطعام والمياه، لتحصل على قسط من الراحة، حتى تتمكن من مواصلة رحلتها دون عناء، وأكد أن دور محميات جنوب سيناء هو رصد هذه الطيور وتتبعها ومراقبة مساراتها، بهدف تأمينها والحفاظ عليها، من خلال منع صيدها، وتقديم الرعاية الطبية للطيور المصابة منها بالتعاون مع الطب البيطري.
وقال إنه جرى إنقاذ المئات من الطيور المهاجرة المصابة فور تلقي إخطار بإصابة أي طائر ثم يقوم الطبيب البيطري بمعالجته، حتي الشفاء ويعاد إطلاق سراحه مرة أخري. تتعرض الطيور المهاجرة أثناء رحلتها التي تقطع فيها آلاف الأميال للإرهاق والتعب، البعض منها يتعرض للإصابة أثناء هذه الرحلة الشاقة ولا يستطيع التحليق مرة أخري مع السرب فيظل في مكانة ينتظر قدره، من أشهر الطيور المهاجرة اللقلق الأبيض.
الدكتورة رحاب الجوهري مدير عام الطب البيطري تقول إن هناك اسعافات أولية لابد أن تقدم لاي طائر مصاب أو حيوان خاصة التي تنزف دماء من اي جزء من أجزاء الجسم، اول هذه الاسعافات تنظيف المكان المصاب وتطهيره من الميكروبات، ربط الجزء المصاب أو المكسور لأن الطائر يصعب تجبيسه، بالإضافة إلى تقديم الطعام والشراب له حتي الشفاء وإطلاق سراحه بعد انتهاء فترة العلاج.
وقالت إن هناك تنسيقا كاملا بين قطاع محميات جنوب سيناء والطب البيطري للحفاظ علي سلامة الطيور المهاجرة، مشيرة إلى أن هناك طيور تحزن إذا أصيبت مثل الصقور والنسور وتمتنع عن تناول الطعام والشراب لحزنها علي ما حدث. وقال يوسف بركات أحد أبناء المنطقة، وأشهر الرحالة في جنوب سيناء لكونه يقوم باصطحاب السائحين في رحلات السفاري بمنطقة سرابيط الخادم، إنه خلال قيامه برحلات جبلية شاهد أحد أنوع الطيور الكبيرة الحجم مصابة بإصابات بالغة، ولم تستطيع الطيران، وحاول أن يعالجها ولكنه فشل.
وأكد "بركات" أن منطقة سرابيط الخادم تعد من أهم المناطق التي تمر بها الطيور المهاجرة، وتعد المنطقة أيضًا استراحة رئيسية لهذه الطيور التي قد تكون طيور نادرة في بعض الأحيان، وخلال رحلات السفاري المتعددة نرصد اصابات عديدة لكثير من هذه الطيور ولكن لا نعرف كيفية التعامل مع هذه الإصابات لتقديم اسعافات أولية لها كمحاولة لإنقاذها.
وطالب مديرية الطب البيطري بتنظيم دورات تدريبية لأبناء البادية بجميع المناطق التي تمر بها الطيور المهاجرة، لتعليمهم طرق تقديم الإسعافات الأولية لهذه الطيور أو الحيوانات البرية التي تصاب لإنقاذها حتي تستكمل رحلتها، خاصة أن الكثير من هذه الطيور أو الحيوانات تكون نادرة.