تمر اليوم خمسة عشر عامًا على رحيل فارس السينما النبيل الفنان أحمد مظهر.. وفي السطور التالية نلقي الضوء على محطات هامة في حياته الشخصية والفنية.
ولد أحمد حافظ مظهر في 8 أكتوبر 1918 في حي العباسية بالقاهرة وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وأصبح ضابطاً في سلاح الفرسان وشارك في حرب 1948، ومع نشأة الضباط الأحرار انضم أحمد مظهر إلى باقي أفراد دفعته وهم البكباشي جمال عبد الناصر وأنور السادات وصلاح وجمال سالم وغيرهم من أفراد التنظيم، حرص مظهر على حضور كل اللقاءات التمهيدية التي سبقت ثورة يوليو 1952، وقبل قيام الثورة بفترة بسيطة تم اختيار مظهر للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في هلسنكي بفنلندا في نفس العام ، وبالفعل شارك أحمد مظهر في دورة الألعاب ومع قيام الثورة تم استدعائه.
عُرف أحمد مظهر بأخلاقه النبيلة ووسامته بين أفراد دفعته، وظهر ميله للعمل في السينما وهو مازال ضابطاً في الجيش، وأتاح له صديقه المخرج إبراهيم عز الدين فرصة للمشاركة في فيلم ظهور الإسلام، وقت أن طلب إبراهيم عز الدين من قيادة الجيش إمداده بـ150 فارساً و300 جندي من المشاة، وكان أحمد مظهر ضمن الفرسان الذي تم اختيارهم للمشاركة في الفيلم، ولبراعته في الفروسية أسند إليه المخرج دوراً بارزاً ليصبح ظهور الإسلام أول فيلم يشارك فيه أحمد مظهر عام 1951.
حاول أحمد مظهر بعد ذلك المشاركة في أعمال سينمائية لولا ضغوطاً وعراقيل واجهته من بعض قادة السلاح، وقدم استقالته من الجيش عام 1956 وخرج برتبة عقيد ليصبح بعدها سكرتيراً عاماً بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وهكذا تفرغ أحمد مظهر للسينما حيث شارك بدور كبير في فيلمه الثاني "رحلة غرامية" عام  1957مع الموسيقار محمد الموجي ومريم فخر الدين وشكري سرحان وسميرة أحمد، حتى الصور التذكارية بعد إتمام الفيلم لم يظهر بها أحمد مظهر ولم يحضر أيضاً العرض الأول للفيلم، وفي نفس العام شارك أحمد مظهر في فيلم "رد قلبي" وقام بدور بارز أيضاً وهو البرنس علاء ، وشارك أيضاً في ثلاثة أفلام أخرى وهي الطريق المسدود وبورسعيد وطريق الأمل.
بدأت بعد ذلك رحلة أحمد مظهر مع السينما ليصبح وجهاً مميزاً، واحتل اسمه المكان الأول على أفيشات روائع الأفلام التي قام ببطولتها، ومن الطريف أنه بعد أن ازدادت شهرته قليلاً شارك مع إسماعيل يس في فيلم العتبة الخضراء، وقد طلب أن يوضع اسمه بعد اسم بطلة الفيلم صباح، أي قبل النجم إسماعيل يس.. لم يبد إسماعيل أي اعتراض ووافق أن يسبق اسمه اسم أحمد مظهر، وعند العرض الأول للفيلم حضر فريق العمل ليلة الافتتاح وإذ بإسماعيل يس يحصد اهتمام وحب وتصفيق الجمهور له أكثر من أي من أبطال الفيلم، وهنا تعلم أحمد مظهر أن مكان اسم الممثل على الأفيش ليس مهمًا بقدر قيمة الدور الذي يلعبه في الفيلم.
تحتفظ ذاكرة السينما حتى الآن بروائع الأفلام التي قام أحمد مظهر ببطولتها، فقد قام بأدوار خالدة في تاريخ السينما، منها دوره في فيلم "دعاء الكروان" وفيلم "الناصر صلاح الدين" وفيلم "وإسلاماه"، ولم يحصر أحمد مظهر نفسه في دور واحد، بل تنوعت أدواره ليمثل أيضاً الأفلام الكوميدية، منها فيلم "لصوص لكن ظرفاء" وفيلم "أضواء المدينة" وفيلم "الجريمة الضاحكة". 
وبلغ أجمالي أفلام أحمد مظهر قرابة 125 فيلماً أشهرها "القاهرة 30 ولن أعترف ولوعة الحب وعمالقة البحار وغريبة والنظارة السوداء ونار في صدري والشيماء وأمبراطورية ميم وكلمة شرف"، كما شارك أحمد مظهر في العديد من المسلسلات، منها "محمد رسول الله وعمرو بن العاص والأزهر منارة الإسلام وضمير أبلة حكمت والقضاء في الإسلام".