مهمة خاصة داخل مستشفي الطلبة.. نقص الإمكانيات أبرز المشكلات
يعاني مستشفى الطلبة التابع لجامعة القاهرة والمخصص لعلاج الطلاب بالمجان من مشكلاتٍ تتعلق بنقص الموارد المالية ونقص الإمكانيات التجهزية مقارنةً بمستشفيات أخرى تابعة للجامعة، كمستشفى قصر العيني، مما يؤثر بشكلٍ أو بآخر على الكفاءة العلاجية للطلاب المترددين عليه، من حين لآخر أو من تنتابه وعكة صحية مفاجئة ويحمله القدر للذهاب إليها .
ولمعرفة أحوال المستشفي“الهلال اليوم”نظمت مهمة خاصة للاطلاع لمعرفة مشاكله، وما ينقصه من تجهيزات.
مشاكل بالجملة
البداية كانت في الجزء الخاص بالعيادات الخارجية والمختصة لعلاج الطلاب مجانًا، ومن أبرز تلك المشكلات المتعلقة بانصراف بعض الأطباء قبل المواعيد الرسمية، وهو ما وجدناه بالفعل في العيادة المخصصة للقلب، فعند ذهابنا عند الساعة الحادية عشر والنصف كانت العيادة مغلقة ولا يوجد بها أي أطباء.
المشكلة الثانية تكمن في جنوح بعض الأطباء للاسترخاء، و عدم وجود رغبة منهم في مداواة المرضى، وترك العبء على أطباء آخرين حتى لو لم يكن هذا من قبل تخصصهم، فقد حدث واقعة أمامنا هي عند ذهاب إحدى الطالبات تدعى أزهار حسن للعلاج من مشاكل صحية في عيادة الباطنة أحالها الطبيب إلى عيادة الصدر بدعوى أن ذلك ليس من تخصصه وعندما ذهبت إلى عيادة الصدر، أعادت الحالة إلى عيادة الباطنة مرة أخرى، رغم ذلك لم يقم الطبيب المشرف على عيادة الباطنة بعلاج الحالة!
أما عن الأسرة المخصصة لعلاج المرضى موجودة في عيادة القلب فكانت حالتها سيئة لا تصلح نهائيًا لراحة المرضى متروكة بالعيادة في نوعٍ من الإهمال من قبل القائمين على العيادة.
إضافة إلى انتشار برك مياه الصرف الصحي خارج مبنى العيادات الخارجية دون أن أدنى اهتمام بصحة المترددين.
عيادة القلب بالطابق الأخير!
ومن أكثر ما لفت نظرنا، وجود العيادة المخصصة لعلاج القلب في الطابق العلوي الأخير بمبنى العيادات الخارجية إلى جانب وحدة الرعاية المركزة، و هو أمرٌ غريبٌ لأن من الناحية الطبية ليس صحيًا على مريض القلب أن يكون في دورٍ عالٍ لأن هذا يسبب متاعب صحية له.
و بسؤال زينب محمد رئيسة قسم العلاقات العامة بالمستشفى- أكدت أنه بالفعل جارِ العمل من أجل جعل كل من عيادة القلب ووحدة الرعاية المركزة بالطابق الأرضي على أن يتم استبدال عيادة القلب بعيادة أخرى لا تسبب مشاكل صحية للمريض إذا وُجدت في الطابق العلوي بالإضافة إلى إنشاء وحدة رعاية مركزة جديدة تحل محل الأولى و أيضًا ستوجد بالطابق الأول.
على ما يرام!
ليس كل ما في المستشفى سيئًا فهناك عيادات طبية تعمل بكفاءة عالية وهو ما لاحظناه على سبيل المثال في عيادة العظام فمستوى العلاج فيها جيدٌ للغاية وأيضًا عيادة العلاج الطبيعي بالمستشفى.
العلاج للطلاب بالمجان إلا...
يمتاز مستشفى الطلبة أن العلاج فيها للطلبة والطالبات بالمجان ولكن هناك بعض الحالات لا يكون العلاج فيها بالمجان مثل أجهزة التخسيس وقسم التجميل وقسم الولادة بالنسبة للطالبات.
وتقول ناهد محمد مسئولة إدارة التسويق والعلاقات العامة إن هذه الأقسام غير متاحة للطلبة بالمجان لأنها أشياء غير أساسية للطلاب فالطالبة التي تريد مثلًا أن تجري عملية تجميل أو تستخدم أجهزة التخسيس لإنقاص وزنها هذا من شأنها ولكن عليها أن تتدفع المقابل ليتم استغلاله في رفع كفاءة المستشفى بالنسبة للأقسام الضرورية للعلاج.
وأضافت أن العاملين بالمستشفى ليس لهم الحق في علاج الأسنان مثلًا بالمجان لأن هذا يدخل في إطار الأمور الفرعية وليست الرئيسية لتلقي العلاج.
مدير المستشفى يدافع عنها
وبسؤاله حول أوضاع المستشفى قال الدكتور خالد رمضان – مدير مستشفى الطلبة- إن المستشفى بحاجة إلى زيادة الموارد؛ نظرًا للحاجة المستمرة لتطوير وتحديث الخدمات ، و أضاف أن الاحتياجات الطبية التي تنقص المستشفى هي تجهيز غرفة عمليات لجراحة المخ والأعصاب وقسم لقسطرة القلب.
رأى الطلاب :
وتروي ابتهال محمد 21 سنة عن تجربتها داخل مستشفى الطلبة قائلة: " مستشفى الطلبة كعلاج ممتاز ولا تبخل بتقديم العلاج للطلاب، لكن هناك بعض التكاسل لدى أطباء بعض التخصصات مثل القلب، والغريب أيضا معمل التحاليل فقد ذهبت إليه لإجراء تحليل صورة دم كاملة وعند استلامي النتيجة أشار الطبيب وقال لى كيف تكون نتيجتك بهذه الحالة وأنت قادرة على الوقوف أمامي اليوم، استحالة تقدري تمشى أصلا مما جعلني أنهار بالبكاء، وإذا به يقول لى أهدئى سنضبط كل شيء وعقب بضع دقائق من جلوسه على الكمبيوتر أعطاني ورقة بنتائج أخرى. وقال لى كله “بقى تمام” .. مما أكد لى عدم جودة نتيجتهم من الأساس وفقد الثقة فى نتائج تحاليلهم".
أما تسنيم عصام الطالبة بكلية العلوم فقالت: “المشكلة جهاز الأشعة ضعيف، ومن الممكن أن تطلع الأشعة مرة بيضاء تماما ومرة سوداء تماما وفين وفين لما تلقط صح أكيد الأجهزة عاوزة تجديد نتمنى ذلك” .