أشعلت مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها حيزا كبيرا الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها في 19 الشهر الجاري، حيث احتوت علي اهتمام مستخدمي الأمر الذي ساهم في زيادة حدة التنافس الانتخابي بين المرشحين.
ونظرا إلى أهمية هذه المواقع والبرامج الاجتماعية في حشد وتكوين رأي عام فقد تحولت في الآونة الأخيرة من مجرد وسائل للترفيه والتعارف بين الأفراد إلى وسيلة جديدة لتحفيز فئات عريضة من المجتمع خاصة الشباب حول جدوى الإدلاء بأصواتهم لصالح أحد المرشحين.
وأخذت وسائل التواصل الحديثة خلال السنوات الأخيرة مكان الحملات الانتخابية التقليدية كتعليق صور المرشحين في الشوارع والطرقات العامة أو نشر الملصقات الترويجية التي تحث المواطنين على انتخاب المرشحين.
ولجأ الكثير من أنصار المرشحين إلى صفحات المواقع الالكترونية بدلا عن الإعلانات الورقية للترويج عن مرشحهم في حين اعتمد البعض الآخر أسلوب النقد السياسي الساخر الذي لا يخلو من التأثير على قرار الناخب.
وفي هذا السياق يقول احد المواطنين الإيرانيين ويدعى فرشيد حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية "أتابع أخبار الانتخابات والمرشحين وبرامجهم الانتخابية من خلال هذه المواقع التي تشهد هذه الأيام أجواء ساخنة، مضيفاً "أنا شخصيا أفضل استخدام هذه المواقع للحصول على المعلومة التي أريدها حول المرشحين فهي توفر علي الوقت والجهد معا".
وقال إن ما يميز هذه الوسائل هو سرعة نقل المعلومة وإيجاز ما يراد إيصاله إلى أكبر شريحة من المواطنين في مختلف مناطق البلاد وحتى خارجها بسرعة زمنية قياسية وبتكلفة أقل مقارنة بالطرق التقليدية كالتلفزيون والصحف.
وأشار إلى توفر أجهزة الاتصال الحديثة لدى شريحة كبيرة من المواطنين مما يتيح إمكانية استخدامها في معظم الأوقات سواء أثناء العمل أو داخل قطار الأنفاق (مترو)، الأمر الذي انعكس على زيادة إقبال الناس على استخدامها.
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران محسني اجئي قد حذر في تصريح سابق مستخدمي المواقع الاجتماعية من ارتكاب مخالفات قانونية أثناء الحملات الانتخابية والترويجية للمرشحين.
وقال اجئي إنه تم إرسال 800 مذكرة إخطار إلى المراكز الانتخابية للمرشحين بشأن المخالفات الانتخابية من بينها 100 مذكرة تخص مدراء مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات في تطبيق (تيلجرام) الالكتروني.
أما وزير الأمن الإيراني محمود علوي فقد أعلن أن وزارته لديها الرقابة الكاملة على الفضاء الالكتروني مضيفا أن هذا المجال يمكن أن يستخدم "بشكل صحيح أو بشكل خاطئ".
وطالب علوي في حوار مع التلفزيون الحكومي الإيراني من المرشحين العمل بطرق "سليمة" تخدم أمن البلاد ولا تضرر بوحدة الشعب وتحافظ على أخلاق المجتمع وقيمه حسب تعبيره.
الإيرانيين يستخدمون مواقع أو برامج التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها إلا أن تطبيق (تيلجرام) الالكتروني يعتبر الأكثر انتشارا بوجود أكثر من 20 مليون مشترك داخل إيران.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة ستة مرشحين هم الرئيس الحالي حسن روحاني المحسوب على المحافظين المعتدلين والمدعوم من قبل الإصلاحيين ونائبه إسحاق جهانغيري والوزير الأسبق مصطفى هاشمي طبا وثلاثة من التيار الأصولي وهم رجل الدين إبراهيم رئيسي وعمدة العاصمة طهران محمد باقر قاليباف ووزير الثقافة والإرشاد الأسبق مصطفى مير سليم.
يذكر أن الانتخابات الرئاسية في إيران ستجرى يوم 19 من الشهر الجاري بالتزامن مع انتخابات الدورة الخامسة للمجالس البلدية والقروية إضافة إلى الانتخابات الفرعية لمجلس الشورى الإسلامي.