رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


واشنطن بوست: فرنسا نجحت في اختبار القيم الجمهورية بينما فشلت أمريكا

9-5-2017 | 12:48



كتبت ميادة محمد :
في تحليل لصحيفة واشنطن بوست حول الفرق بين فرنسا وأمريكا في ظل رئاسة كل من إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب ، قالت الصحيفة إن باريس وواشنطن لديهما أنظمة سياسية وثقافات وأحزاب مختلفة تماما،ولكن في أعقاب فوز ماكرون الساحق خلال الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد، أصبح هناك بعض التغيرات الهامة والمثيرة 
التغير الأول يتعلق بسياسة الرئيس ترامب،فبعد أن بادر قادة أوروبيون بارزون بتهنئة ماكرون، غرد ترامب عبر تويتر  تشيد بالنجاح الذي حققه تيار الوسط الفرنسي ،كما أعلن الببت الأبيض في اليوم التالي للانتخابات أن الرئءس الأمريكي أجرى محادثة تليفونية هنأ خلالها ماكرون وأعرب عن أمله في العمل معه عن كثب 
ولفتت الصحيفة إلى أن المتابعين لترامب خلال العام الماضي كانوا يعلمون جيدا أن ماكرون لم يكن مرشحه المفضل ، وفي مناسبات مختلفة أشار إلى تأييده لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، وهي سياسية قوية ،وكانت أبدت أفكارا صارمة حيال الإسلام ،كما أنها كانت تعارض العولمة والتجارة الحرة مثله تماما،ويعتقد بعض المراقبين أن أيدولوجية وخطاب ستيفن بانون وهو كبير استراتيجي البيت الأبيص مستمدة مباشرة من لوبان،التي أمضت سنوات في الدعوة إلى منصة قومية فائقة الحمائية المعادية للهجرة والتعددية الثقافية وأوضحت الصحيفة أنه حتى السياسيين الجمهوريين المتشددين سافروا إلى فرنسا قبل الانتخابات لتقديم الدعم العام للوبان
وأضافت الصحيفة بأن عدداً كبيراً من القادة السياسيين الفرنسيين اختاروا دعم ماكرون على لوبان ،رافضين الانحياز لليمين المتطرف ،بينما في النظام الأمريكي فضل المعتدلون والجمهوريون دعم ترامب حتى مع جدول أعماله المتطرف الذي لا يمكن إنكاره .
وبالطبع ما هو وسط في أمريكا يختلف عما هو عليه في فرنسا،وهي دولة ذات رفاهية قوية،ولا تحمل فكرة الحكومة الكبيرة نفس العبء الذي تحمله في الولايات المتحدة 
وفي السياق الأمريكي فإن المركزية عادة ما تنطوي على سياسة التوفيق، والعمل المتوازن بين المصالح والأيدولوجيات المتنافسة ،وعلى العكس في فرنسا كانت المركزية تقف لرفض الأيدولوجية وصناعة السياسة 
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون قدم خلال حملته الانتخابية نوعا من المثالية الوسطية وهو أمر غير موجود تقريبا في الولايات المتحدة ،لكنه كان مدعوما أيضا بوسائط إعلامية أكثر رصانة ومسئولية في الداخل، وهذا هو السبب الذي ساعد على تجاهل الفرنسيين للتريبات التي حدثت ضد ماكرون عشية الانتخابات، عكس ما حدث في أمريكا، لاسيما وأن هناك عدد من وسائل الإعلام الأمريكية تعمل وفقا لأجندة خاصة 
وقالت الصحيفة إن انتصار ماكرون يعرف في فرنسا باسم انتصار القيم الجمهورية،حيث تدافع فرنسا عن قيمها الوطنية بطريقة أخفقت الولايات المتحدة فيها من خلال انتخابها لدونالد ترامب.