"قصات الشعر غير المألوفة" .. تمرد أم فراغ نفسى؟
التقطت عدسة "الهلال اليوم" عددا من الشباب الذين قاموا بقص شعرهم بشكل غير مألوف أو بطريقة تبدو شاذة وغريبة عن المجتمع المصرى وقيمه وتقاليده، حيث تجد الناس تنظر إليهم في المواصلات العامة والشوارع نظرة استنكار ودهشة ، وقامت "الهلال اليوم" باستطلاع رأى علماء الاجتماع فى هذه الظاهرة، التى طرأت على المجتمع المصرى وأسبابها، كما قامت باستطلاع رأى بعض هؤلاء الشباب الذين يقصون شعرهم قصات غريبة ودوافعهم لذلك.
شباب يقص شعره بشكل غير مألوف
قال إيهاب محمود، الطالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، الذى رفض التقاط صورة له "أنا مش شايف إن قصة الشعر الخاصة بى غريبة أو غير مألوفة هى موضة، ولا هى عيب ولا حرام، وهى حرية شخصية، كل واحد حر فى مظهره وأنا ماشى على الموضة".
وذكر لؤى محمد، طالب بجامعة القاهرة "أنا باستغرب من الناس الكبيرة فى السن واللى يستنكروا قصات شعرنا، إحنا شباب وبنعيش شبابنا زى ما هما عاشوا شبابهم فى السبعينات، والستات كانت بتلبس فوق الركبة وكت، وكل واحد خليه فى حاله وبلاش يراقب الناس".
وأوضح محمود رمضان، طالب بجامعة القاهرة "الناس الكبيرة فى السن كانت بتهزأ بالشباب وتعتبره تافه، لكن الشباب هو اللى قام بثورة 25 يناير و30 يونيو، وهو اللى خلع مبارك ومرسى، وهو اللى وقف فى الميدان، والناس الكبيرة فى السن كان حقها مهضوم ومش عارفة تجيبه".
رأى علم الاجتماع فى الظاهرة
صرح حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، بأن الشباب الذى يقص شعره بطريقة غير مألوفة على المجتمع ناتج عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعى والدردشة مع أصدقاء على مستوى العالم، وبالتالى يتأثر بها ويحاول تقليدها، كما أنه يتابع قصات الشعر والموضة فى الدول الأجنبية ويحاول تقليدها حتى لو لم تتفق مع قيم مجتمعنا وتقاليده وأعرافه.
وأشار "الخولى" إلى أن هذه القصات تجدها بالشباب المنحرف من الأجانب والذين ينتمون للعصابات، كما أنها نوع من التمرد وإظهار الاختلاف واتباع مبدأ "خالف تعرف"، ورفض المجتمع وقيمه والاحتجاج والخروج على التقاليد، مضيفا أنها قد تكون نوعا من تقليد الأخ الأكبر بالأسرة.
وأوضحت هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، أن قصات الشعر غير المألوفة نتيجة فراغ نفسى بهدف لفت الأنظار إليه وجذب انتباه المجتمع له، مضيفة أن هؤلاء الشباب غير متمرد على المجتمع لأن التمرد معناه أن يكون لديه أفكار، ولكن هؤلاء لا يحملون أفكارا من الأساس.
وأشارت إلى أن غياب دور الأسرة والتوجيه والإحساس بالقيمة ينتج هؤلاء الشباب الفاقد للقيمة، ومن ثم "بيدور على تقليعة يكون مختلف بيها عن الناس".