رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«انت فاكرنى هندى»؟!

10-5-2017 | 10:52


بقلم –  سليمان عبدالعظيم

«أنت فاكرنى هندى؟!”..

هكذا كنا نرد على أى شخص يحاول أن يضحك علينا ويبيع لنا بضاعته بشتى الطرق بأغلى من سعرها الحقيقى مرات ومرات!..

أنت فاكرنى هندي.. معناها كان عند أغلب المصريين ولاد البلد أنت فاكرنى كاوركي.. أنت فاكرنى هفية.. أنت فاكرنى عبيط؟!..

فى الستينيات وما قبلها بدأت هذه العبارة الغريبة تنتشر.. وتتوغل على ألسنة ولاد البلد..

الآن.. سبحان الله.. احنا فين والهنود فين؟!.. كنا زى بعض.. عبدالناصر كان صديقه الأنتيم جواهر لال نهرو.. ومن بعده لال بهادور شاستري وأنديرا غاندي.. وقبل الثورة المجيدة بسنوات طويلة كان الزعيم الهندى الكبير المهاتما غاندى يشعر بفرحة عارمة وهو يقابل سعد باشا زغلول، بينما أمير الشعراء يكتب قصيدته الشهيرة «سلام النيل ياغاندي»!.

ياه.. ياه..

أيام وشهور فاتت وسنين عدت.. الهند بقت فوق.. سبقتنا بمسافات.. إزاي.. تعالوا نعرف!.

•••

فى مؤتمر اتحاد المستثمرين وعنوانه «فتح آفاق التعاون بين مصر والهند» كشفت «آنا روي» ممثلة الحكومة الهندية أسرار نجاح الإصلاح الاقتصادى فى بلادها منذ عام١٩٩١..

آنا قالت: بلادنا وصلت إلى ما يسمى بـ «الهند الجديدة» بعد أن أصبحت تحتل الآن المرتبة السابعة عالميًا للعلامة التجارية الأكثر قيمة. الهند كانت لديها مخاوف من دخول استثمارات أجنبية فى الدفاع والتأمينات ولكنها لم ترتعش ولم تتردد ولم يقل المسئولون فى حكومات الهند المتعاقبة No.. خطت خطوات واسعة فى صناعة أدوات الفضاء والدفاع والمعاشات.. وكانت النتيجة أن ارتفعت الاستثمارات الأجنبية فى الهند، خاصة بعد أن نفذت الحكومة منهجًا إصلاحيًا جديدًا عن طريق تطوير البنية الأساسية بمشاركة بين القطاعين العام والخاص وتطبيق المراحل المتعددة فى عمليات التصنيع وتسهيل القيام بالأعمال وزيادة إنتاج الكهرباء وخفض الضرائب ودمج القطاع غير الرسمى فى التصنيع ونظام «الشباك الواحد» والإدارة الجمركية الميسرة، وكانت النتيجة قالت - آنا روى – إن قطاع الصناعة فى الهند شهد تطورًا كبيرًا، بحيث تحقق لأول مرة فى تاريخ الهند أكبر نمو فى العامين ٢٠١١ و٢٠١٢ وتطمح الحكومة فى الوقت الحاضر زيادتها إلى ١٠ ٪ خلال السنوات المقبلة.

«روي» قالت فى روشتة الحكومة الهندية للحكومة المصرية إن من القوى العاملة الرسمية فى الهند تحصل على تدريبات فى مجال المهارات بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا، سيما أن نسبة التدريب المهارى فى ألمانيا تصل إلى ٧٠٪ وفى كوريا الجنوبية ٦٦٪، وبحلول العام ٢٠٢٠ سيكون ٢٥٪ من القوى العاملة الرسمية لديهم تدريب مهاري، خاصة أنه فى خطة التطوير المالى والربط عن طريق الإنترنت تم فتح حساب بنكى لكل ربات البيوت فى الهند، ويوجد الآن ٢٣٠ مليون حساب بنكى للسيدات الهنديات، والأهم من ذلك أن مليار هندى تم إشراكهم فى تعريف الهوية منعا للغش والتدليس.

كيف يمكن أن تستفيد مصر من تجربة الإصلاح والتقدم الهندي؟.. الهند استبعدت ١٠٠٠ تشريع وقانون لتعارضها مع خطط الإصلاح.. ماذا فعلنا نحن فى مصر!؟

الهند وضعت وتنفذ الآن خطة لعام ٢٠٢٠ واستثمرت ١٠٠ مليار دولار فى بناء الممرات الصناعية بهدف تخفيض تكلفة النقل والمواصلات.. الهند لديها الآن خطة لمضاعفة الطرق والسكك الحديدية، حيث يتم حاليًا تجهيز وتطوير ٤٠٠ محطة قطار، وتم استثمار ١٥٠ مليار دولار لتطوير قطاع الموانئ، وهناك سبعة موانئ خضراء جديدة فى الطريق .. عقبالنا يارب!

•••

أترك روشتة آنا روى وأنقل إليكم ما قاله السفير الهندى سانجاى بتاتشاريا: الهند تمتلك ٥٠ شركة بمصر باستثمارات تصل إلى ٣ مليارات دولار. الرقم كما قال السفير متواضع. لماذا؟.. لأن الهند ومصر يمتلكان قدرات هائلة وضخمة لم يتم اكتشافها كصناعة الأدوية والصيدلة والصحة.

الناتج المحلى فى الهند بحسب السفير ازداد من عام ١٩٩١ وحتى الآن ثلاثة أضعاف ب ٢.٣ تريليون دولار.. وهو نفس حجم اقتصاد بريطانيا العظمي.. يارتينا كنا هنود!.

وحسب السفير فإن الاقتصاد الهندى هو الاقتصاد الأسرع نموًا فى العالم، وتطمح الهند فى العام ٢٠٢٥ لا يجاد أسواق مرتفعة وكبيرة وتحقيق دخل أكبر للأفراد وخصوصا الطبقة الوسطي.. وتطمح فى تخطى نسبة النمو فى الصين.. ولدى بلادى خطة لتكون القائد رقم ١٠٠ فى مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال مبرمجين هنود يقومون بالتدريب فى كل دول العالم..

•••

«الهند على ضفاف النيل».. فى هذا الإطار جاء لقاء «آنا روي» ممثل الحكومة الهندية مع المستثمرين المصريين فى الجامعة البريطانية فى مصر .. الهند، بالتأكيد تعرف أن مصر شريك هام فى الشرق الأقصى لكن فى المقابل، وكما قال محمد فريد خميس رئيس اتحاد المستثمرين مطلوب من ممثلة الحكومة الهندية أن تتحدث فى بلادها وتتكلم عن مصر كفرصة مثالية للاستثمار.

ولم يفت خميس أن يلفت بذكاء أنظار ممثلة حكومة الهند إلى أن حجم السوق المصرى ليس ٩٥ مليون شخص فقط، بل مليار و٢٠٠ مليون شخص باعتبار أن مصر هى بوابة أفريقيا وأوربا.

الآن.. هل أصبح لعبارة أنت فاكرنى هندى محل من الإعراب؟

أظن.. لا!!

ياريتنا كنا هنود!!