رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معسكرات الإخوان فى السودان بوابة الإرهاب

10-5-2017 | 12:24


كانت أول كلمة إلهية خاطبت أذن البشر فى القرآن الكريم كما تعلمون هى: «اقرأ» وقد كانت هذه الكلمة رسالة واضحة للمسلمين مفادها أن القراءة هى طريق المعرفة، والمعرفة هى طريق الحضارة، ولكى نقرأ يجب أن نسبق القراءة بالكتابة، ولكى نكتب يجب أن نقرأ لنعرف! ولكن هل قرأنا؟ الإجابة ستكون مؤسفة! ولذلك فإننى سأدعوك إلى كتابة هذه المقالة معي، وبعد أن نكتبها أدعوك إلى قراءتها!.

 

عام ١٩٧٩ وفى مطار ألماظة استقبل الرائيس الراحل أنور السادات رضا بهلوى إمبراطور إيران الهارب من ثورة العمائم السوداء، وعندما أخذ السادات صديقه رضا بهلوى بالأحضان قال بهلوي: لقد كنت أنبوبة الاختبار الأولى! ومرت سنوات إلى أن عرفنا أن ثورة إيران على الشاه كانت بمساعدة أمريكية وبتخطيط مخابراتى بريطانى، بالشراكة مع المخابرات الفرنسية! وكان الهدف هو وصول الحركة الشيعية للحكم فى إيران العلمانية، ليدخل الشيعة والسنة من بعدها فى حروب دموية منظمة لا تزال ظلالها قائمة إلى الآن، ولكننا عرفنا ذلك بعد الأوان! وفى عام ١٩٨٩ يصل البشير إلى حكم السودان، ليعلن أنه سيحكم وفقا للشريعة، وفى غضون عام ١٩٩٣ يصل البشير إلى القاهرة وبعد مراسم الاستقبال الرسمية يذهب البشير زائرا إلى نقابة المحامين، ومنها إلى جماعة الإخوان فى مقرهم القديم بشارع سوق التوفيقية، ليجتمع مع المرشد حامد أبو النصر وقيادات الإخوان التاريخية منها والشابة، وبعد سنوات يتسبب حكم البشير «الإخوانى» إلى قسمة السودان إلى بلدين، لنعرف بعدها أن السودان كانت هى أنبوبة الاختبار الثانية، ولكننا عرفنا ذلك بعد الأوان.

وعندما نجحت تجارب مخرج مسرح العرائس «الماريونيت» قرر أن يُعمم التجربة على باقى بلاد الشرق، فأخذ يُحدد أدواته، التى ستساعده على هذا التعميم، كانت جماعة الإخوان هى الأداة الأولى المناسبة لتنفيذ فكرتهم وفقًا للدراسة، التى أعدتها الباحثة النمساوية «شيرال بيرنار» عام ٢٠٠٣، التى قدمتها للبيت الأبيض بناء على طلبه، وفى ذات العام بدأ سعد الدين إبراهيم، التابع للمخابرات الأمريكية، فى إجراء مباحثات مع قيادات الإخوان الشابة ومنهم عصام العريان، ومحمد عبد القدوس، وسعد الكتاتني، الذين أصبحوا فيما بعد ضيوفا مستدامين على حفلات السفارة الأمريكية بالقاهرة، وتلى ذلك لقاء فى النادى السويسرى بإمبابة جمع بين سفراء دول أوربية وبعض قيادات شابة للإخوان! وفى يناير من عام ٢٠٠٥ أصبحت «كونداليزا رايس» أول وزيرة للخارجية الأمريكية من أصول إفريقية، وفضلا عن تخصصها فى العلوم السياسية فإنها أيضًا من أمهر عازفى البيانو، لتعزف لنا على تقاسيم آلة البيانو الغربية عدة نغمات فوضوية ولكنها مُنظمة، فتُدلى بتصريح لها بعد توليها الوزارة لجريدة «واشنطن بوست» تُعرب فيه عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربى والبدء بتشكيل مايُعرف بـ»الشرق الأوسط الجديد»، وذلك عن طريق نشر ما أطلقت عليه «الفوضى الخلاقة»، وأظن أننا قرأنا جميعًا تلك التصريحات فى وقتها، فهل فهمناها؟! أم اعتبرناها «طق حنك» وهل عملنا على توقيها، أم أننا ساعدنا على الإسراع فى تنفيذها؟!

وبعد ثورة يناير ٢٠١١ عرفنا من خلال تصريحات هيلارى كلينتون، التى أطلقتها أثناء زيارتها لبودابست أن الصلة بين الإخوان والأمريكان كانت تسير بشكل رسمى منذ عام ٢٠٠٥ ، أى منذ العام، التى صرَّحت فيه الآنسة «كونداليزا» بأنها ستعتمد على سياسة الفوضى الخلاقة، ولكى تكون هناك فوضى يجب أن تكون هناك أدوات تساعد على إحداث الفوضى، والأداة الرئيسية أو اللاعبة الظاهرة على أرض الملعب هى جماعة الإخوان، وهى نفسها الجهة التى اعتبرت الباحثة «شيرال بيرنار» بأنها الأداة المناسبة، علما بأن هذا البحث كان متاحًا ومنشورا منذ عام ٢٠٠٥ فى مراكز الدراسات الغربية، وفى المواقع البحثية على الإنترنت، فهل قرأناه؟ وهل وصل خَبَرَهُ لأنظمة الحكم العربية وقتها؟ وهل عرفه مبارك ونظامه؟ أم أنهم كانوا قد وصلوا إلى درجة مفزعة من تصلب الشرايين وانسدادها، مما عطل عندهم وعند كبار خبراء السياسة أى قُدرة على القراءة والمعرفة والدفاع عن هوية أوطانهم؟! إلا أننا عرفنا ذلك بعد ذلك عندما رأينا القيادات السياسية الأمريكية وهى تزور إخوان مصر فى مقرهم بالمقطم، وشاهدنا مرشدهم وهو يستقبل هيلارى كلينتون ليتلقى منها الأوامر بخوض انتخابات الرئاسة، ثم رأيناهم حين وصلوا للحكم، ورأينا الوعود الأمريكية لهم بعد أن تخلص الشعب منهم بأن أمريكا ستعيدهم حتما لكرسى الرئاسة، وأن مرسى سيعود سيعود! حتى أنهم هتفوا «الله أكبر» فى اعتصامهم المسلح برابعة حينما قيل لهم إن الأسطول الأمريكى يقترب من الشواطئ المصرية! ثم رأيناهم وهم يواجهون الشعب المصرى بالسلاح ـ لحد الآن ـ وصولا لخلق حالة فوضى عارمة فى البلاد تمكنهم من العودة للحكم مرة أخرى.

والآن سننتقل إلى أداة أخرى وهى إمارة قطر، وأظن أننى كتبت فى المصور من قبل ما يلي:( لك أن تعلم أن المخابرات البريطانية راهنت على قطر كإمارة تابعة لها من حيث الولاء والتوجيه والإدارة، وقد كانت بريطانية هى المشرفة على استخراج الثروة النفطية بتلك الإمارة عندما تفجرت آبار الذهب الأسود فيها، وعندما طالبت المملكة السعودية فى القرن العشرين بضم قطر لها باعتبارها جزء من منطقة الإحساء السعودية وقفت بريطانية ضد هذا الطلب، إذ إنها كانت تعتبرها قاعدتها، التى تسيطر من خلالها على منطقة الخليج كله، كما أن استقلال قطر عن السعودية، وعن الإمارات يجعل منها أداة لبريطانيا وأمريكا بالطبع لتهديد منطقة الخليج كلها متى شاءت، بل إن بريطانيا من أجل خلق حالة من التوتر الدائم فى السعودية والإمارات قامت بتسليم ثلاث جزر إماراتية لإيران عندما أنهت احتلالها لدولة الإمارات، ولا تزال هذه الجزر إلى الآن تحت السيادة الإيرانية. بريطانيا إذن كانت هى المبتدأ، وأمريكا هى المنتهى، وبين هذه وتلك كان الإخوان فى المنتصف، ولا غرابة فى ذلك، فالإخوان يتبعون من حيث النشأة والرعاية المملكة البريطانية، ويتبعون من حيث الإدارة والتوجيه الولايات المتحدة الأمريكية، وليس هذا الكلام من عندياتنا، إذ أن التاريخ يشهد عليه والحاضر الواقع يؤيده، وحين ادلهمت الخطوب بالإخوان فى مصر بعد ظهور عبد الناصر والنظام الثورى كانت الأوامر البريطانية للإخوان أن اذهبوا لقطر فإنها لهم فيها ذمة وصهرا، لهم فيها ملك خليجى من آل ثان يرتع الإخوان عنده ويساعدونه على تكبير وتضخيم دولته، وهناك فى قطر أنشأ الإخوان لهم تنظيما قويا استطاع أن يكون التنظيم الأكبر تأثيرا فيها، بل إنه أصبح موازيا من حيث القوة لقوة الأسرة الحاكمة هناك).

هذا هو اختصار قصة «قطر» تلك الأداة الطيعة فى يد بريطانيا وأمريكا، ولكى تتحرك قطر يجب أن يُصنع لها أداة تقوم قطر بتمويلها، ولكنها ستكون صاحبة الدور الأهم فى إحداث حالة «برمجة ذهنية» للشعوب تدفعهم للغضب المتنامي، ومن ثم ينفجر بركان الغضب ويخرج منه حالة فوضى، والأداة المهيئة لعمل تلك البرمجة الذهنية يجب أن تكون أداة إعلامية، لها نسق جديد يختلف عن النسق التى تعودت عليه الشعوب، ولديه جرأة فى طرح مشاكل الوطن العربى دون أن تطرح مشاكل قطر إذ إن الشعب القطرى ليس هو المستهدف بطبيعة الحال، ولذلك وتحديدا بدءً من عام ١٩٩٤ بدأت إمارة قطر فى إنشاء محطة تليفزيونية بمنحة مالية قدرها ١٥٠ مليون دولار من أمير قطر وقتها حمد بن خليفة، وظلت التجهيزات لإنشاء القناة ووضع سياساتها التحريرية قائمة على قدمٍ وساق لمدة عامين إلى أن ظهرت «قناة الجزيرة» على قيد الحياة فى نوفمبر من عام ١٩٩٦، واستمر حمد بن خليفة يدعم القناة ماليا بمبلغ قدره ٣٠ مليون دولار سنويا، ولكن الأهم هو فريق العمل الذى ساعد على إنشاء هذه القناة، وجعلها بتلك الكيفية الجديدة على الثقافة العربية، فمن بين هذا الفريق كان هناك خبراء إسرائيليون مثل الأخوين

«ديفيد وجان فرايد مان» ومجموعة إعلامية أخرى متميزة من الناحية الحرفية كانوا يعملون فى القسم العربى لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، مع مجموعة منتقاة من إعلاميين ينتمون للإخوان، فضلا عن ضيوف البرامج الذين يمثلون هيئات مناوئة لحكوماتهم، وأخذت قناة الجزيرة تبث برامجها بشكل مقنن يستهدف السيطرة على العقلية الجمعية للجماهير وهو الأمر الذى نجحت فيه بشكل كبير.

ولن نسهب الآن فى الحديث عن باقى الأدوات التى تحركت فى ذات الآن لخلق حالة الفوضى الخلاقة بالمنطقة كلها، لن نتطرق لرجب أردوغان الإخوانى، الذى أصبح رئيسا لوزراء تركيا من عام ٢٠٠٣ ! فكلهم كانوا مجرد أدوات أو عرائس خشبية يحركها اللاعب الرئيسى من وراء الستار، وقد كان اللاعب الأكبر متحكما فى مسارها على المسرح، حتى أنك قد لا تستطيع وقتها الربط بين لقاء سعد الدين إبراهيم عام ٢٠٠٣ بقيادات الإخوان، ووصول أردوغان لمنصب رئيس وزراء تركيا!، وقد لا تفكر فى صلة بين تصريح كونداليزا عن الفوضى الخلاقة والديمقراطية فى المنطقة وبين إنشاء قناة الجزيرة فى نفس الفترة، وقد لا تجد علاقة بين زيارات الأمريكان للإخوان بعد ثورة يناير، وبين الزيارة، التى قام بها محمد مرسى للسودان بعد وصوله للحكم وتصريحاته المخزية عن حلايب وشلاتين، فما الذى يجمع هذا بذاك؟! كما أنك قد لا تعرف الصلة بين زيارة الشيخة موزة منذ شهرين للسودان، وبين تحركات مراهقة لكتيبة من الجيش السودانى لحلايب وشلاتين وتقديمهم شكوى للأمم المتحدة بزعم احتلال مصر لهما!. ثم قد نتعجب من الربط بين العمليات الإرهابية التى حدثت فى مصر مؤخرا، وبين السودان وزيارة الشيخة موزة لها.

 وإذا عدنا لعام ٢٠١٠ سنعرف أن قطر ساهمت بشكل كبير فى دعم الاقتصاد السودانى عقب انفصال الجنوب عن الشمال، وقامت بدور كبير كطرف سياسى على طاولة المفاوضات بين الحركات المسلحة فى إقليم دارفور والحكومة السودانية، حتى أصبح هذا الملف ملفا قطريا بامتياز لا يستطيع البشير أن يبرم فيه أمرا إلا من خلال قطر، ولكن أفضل ما قدمته قطر لبشير السودان هو مجموعه من القروض التى كان غرضها انتشال السودان من أزمات اقتصادية طاحنة تفاقمت بعد انفصال الجنوب، ومن بعد ذلك اقامت قطر عددا من المشروعات الاستثماريه فى أرض السودان لتنتشلها من أزماتها، كل ذلك من أجل إبقاء البشير على كرسى الحكم ليكون له دور كبير بعد ذلك حينما يحين الحين، فتم افتتاح الطريق البرى، الذى يربط بين السودان وإريتريا بتمويل قطري، وخلالها تم توجيه شركات قطرية أهمها شركة الديار من أجل الاستثمار فى السودان، وأصبحت لشركة الديار مواقعا هامة فى مدن سودانية، وقد أقامت عدة مشروعات بنائية فى مدينة «الدامر» التى تقع شمال السودان وعلى حدود مصر الجنوبية، وهى المدينة التى تأوى الآن معسكرات ميليشيات الإخوان المسلحة والتى يتدربون فيها على كافة أنواع الأسلحة بهدف إسقاط الدولة المصرية وإكمال مسلسل سقوط الدول الوطنية العربية، ليكتمل عقد الشرق الأوسط الجديد.

والآن نستطيع أن ندخل إلى عقل اللاعب الرئيسى الذى يحرك عرائس الماريونيت، بما أن حماس تتعرض لأزمات تاريخية، فضلا عن عدم فاعليتها بعد هدم معظم الأنفاق، التى كانت تهرب الأشخاص والأسلحة، كما أن العين المصرية الخبيرة أصبح لها قدرات عالية على رصد معسكرات التدريب الإخوانية فى غزة، والتقاف الأجهزة الأمنية لمعظم المتدربين بعد دخلوهم لمصر، كما أن مصر مارست ضغوطا سياسية على «القفص الصدري» لحماس منعتهم من التنفس، فكان أن قرر اللاعب الرئيسى أن ينقل تلك المعسكرات المسلحة إلى أرض أخرى، ليبيا لا تصلح الآن، فلتكن السودان، ففيها البشير الإخوانى، وبها عدد لا يستهان به من الإخوان الهاربين من مصر، وقيادات التنظيم الدولى يدخلونها مصبحين وحين يمسون، وأموال قطر تحت الأمر، والاتفاقات يمكن عقدها أثناء زيارات موزة وغيرها للسودان، وأيضا أثناء زيارات «بشيرية» لقطر، فالبشير على وشك زيارة الدوحة بدعوة من تميم لحضور منتدى الدوحة السابع عشر المقرر عقده فى الرابع والخامس عشر من مايو، وهو منتدى متخصص فى التنمية الاقتصادية، ويبدو أنه سيقبض فيه العربون، وسيكون التكليف الموجه له هو تصعيد الخلاف المتعلق بمثلث حلايب وشلاتين التى تقع فى أقصى الجنوب الشرقى لمصر على البحر الأحمر، وذلك لصرف الأنظار عن معسكرات الإخوان المسلحة فى شمال السودان، خاصة معسكرات مدينة الدامر، التى تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل.

وكل ما كتبته عن معسكرات الإخوان المسلحة فى مدينة «الدامر» ليس من عندي، ولكنه من عند قيادات سودانية صوفية استنكرت وجود هذه المعسكرات على أرضها، فقد قال القطب الصوفى الشيخ طه سعد الدين فى تصريحات له فى عدة مواقع إخبارية: «إن البشير خلال الفترة الأخيرة يعتمد بشكل أساسى على عدد كبير من جماعة الإخوان، ويرفض التخلى عنهم، مع أنهم كانوا سببا رئيسيا فى انفصال جنوب السودان عن شماله».

وأضاف الشيخ طه قائلا: «هناك معسكرات تتدرب فيها عناصر إخوانية مسلحة من كل الجنسيات بمدينة الدامر السودانية، ولا نعرف لماذا يتم تدريبهم فى السودان بالتحديد، وما الهدف من ذلك؟ خاصة أن هناك الكثير من العمليات الإجرامية حدثت فى مصر وأعلنت جهات إخوانية المسئولية عنها، ولذلك نتخوف أن تكون هذه الجماعات الإخوانية تتدرب فى السودان لكى تذهب إلى مصر وتقوم بعملياتها الإرهابية».

وما تخوف منه الشيخ طه سعد الدين هو الذى يحدث فى الفترة الأخيرة، فبعد أن كانت المجموعات الإخوانية المسلحة تتلقى تدريباتها فى غزة وفقا لما كشفت عنه اعترافات المقبوض عليهم منهم، إذا بالمجموعات الأخيرة بدءًا من أولئك الذين نفذوا حادث تفجير البطرسية، بما فيهم ذلك الانتحاري، قد أتموا تدريباتهم فى شمال السودان، بعد أن تلقوا تدريباتهم الأولية فى العريش، وبعد ذلك كشفت الاعترافات والتحريات والتحقيقات أن من قاموا بكل التفجيرات اللاحقة تلقوا تدريباتهم فى مدينة الدامر السودانية، وأيضا فى كردفان، وكسلا، ووصل عدد أفراد تلك الميليشيات فى الفترة الأخيرة إلى ما يصل إلى ألف مقاتل مدربين كلهم على تصنيع القنابل، واستخدام كل الأسلحة الخفيفة، ويتم تهيئتهم للقيام بعمليات اغتيال لشخصيات عامة ، وحكومية، مع استهداف رجال الشرطة لبث الرعب فى نفوسهم.

أما عن قيادات الإخوان الهاربة التى تدير تلك المعسكرات تحت إشراف من شخصيات سودانية حكومية، فهى من الشباب الذين انخرط معظمهم فى الجماعة بعد يناير، وأثناء حكم الإخوان، وهم من المجموعات التابعة لجناح محمد كمال الذى قُتل فى مواجهة منذ أشهر مع الشرطة المصرية، وقد تعرضوا لعمليات «غسيل مخ» بحيث أصبحوا يرون مصر دولة كافرة، وحكامها كفار ومحاربين للإسلام، وأنه يجب قتلهم وإبادتهم، وقتل كل من تعاون مع الحكام سواء كانوا من الأقباط أو الشخصيات العامة والإعلامية والسياسية، والعملية، التى حدثت مؤخرا باستهداف «القول الأمنى» المتحرك، الذى توقف فجأة قبل النفق المؤدى إلى طريق العين السخنة وعند تقاطع هذا النفق مع الطريق الدائري، فإنها تشير إلى أشياء ستكشف عنها التحقيقات حتمًا، وستجيب على أسئلة حائرة، هى لماذا توقف القول الأمنى فى تلك المنطقة؟ وكيف استطاعت الإرهابية رصد هذا القول علما بأن خط سير حركته يتغير بين اليوم والآخر؟ وهل هناك خائن تلقى مالا ليساعد فى إنجاح خطة الإرهابيين؟ وغير ذلك من أشياء أظنها تخضع حاليا لتحقيقات مكثفة، ولكننا سنعرفها يقينا، أما اليقين الذى لن يغيب عنا فهو أن هؤلاء الإرهابيين الإخوان تلقوا تدريباتهم فى السودان، برعاية سودانية، وتمويل مالى قطر، ودعم إعلامى متميز من قناة الجزيرة، وتخطيط مخابراتى غربي، والهدف هو استكمال خطة «كونداليزا رايس» الخاصة بخلق حالة فوضى يترتب عليها إسقاط الدولة المصرية، بعد أن فشلت خطتهم الأصلية حينما أسقط شعب مصر الإخوان من فوق كرسى الحكم، فهل سنستطيع القراءة والفهم فى الوقت المناسب، أم سيكتب أحدنا ذات يوم: «وتلك كانت خطة إسقاط مصر، ولكننا لم نقرأها جيدا ولم نفهمها إلا بعد فوات الأوان للأسف»! حينما لا يجدى الأسف.