كثيرًا، ما أسمع عن حكايات مصباح علاء الدين، أنه يستطيع إحضار أى شىء فى الوجود، ورغم حكايات مصباح علاء الدين، إلا أننى أتحدى لو قلنا له أن يستورد لنا «طرشى أو مخلل»، فسوف يعجز عن تحقيق ذلك.
لكن الواقع، الذى شهدناه هذه الأيام، أن حكومة جمهورية مصر العربية الحالية، قد سمحت باستيراد الطرشى، وليس أدل على ذلك من واقعة ضبط «كونتنر» مستورد من لبنان محتويا على كميات ضخمة من الطرشى تخفى فى طياتها نحو نصف طن من المخدرات، وبالتحديد مخدر الحشيش.
بالطبع لن أتوقف عند مخدر الحشيش الذى جاء فى كونتنر الطرشى، ولكن سأتوقف عند استيراد الطرشى، وأتساءل: كيف نستورد الطرشى، ليس من لبنان فقط، بل هناك طرشى مستورد من تركيا فى بعض محلات السوبر ماركت فى العديد من أنحاء مصر؟
كيف يحدث ذلك؟ وهل نحن لا نحقق الاكتفاء الذاتى فى إنتاج الطرشى بكل أنواعه؟
وهل أصبحنا لا نفضل الطرشى المصرى، وأصبح لدينا عقدة الخواجة حتى فى الطرشى.
الأسئلة لن تتوقف، لأن المعنى خطير من السماح باستيراد الطرشى، المعنى أننا نعيش حالة سفه، خاصة بعد أن سبق استيراد الممبار والثوم والكيك وخلافه.
لا أطالب باتخاذ قرارات تتعارض مع الاتفاقيات الدولية لوقف استيراد الطرشى، ولكن أدعو إلى استخدام ماهو متاح من قرارات وزارية تخص المواصفات والجودة لكى لا يتم استيراد الطرشى، أيًا كانت قيمة العملة الصعبة، التى تذهب فى استيراد الطرشى.
أقولها صراحة.. أوقفوا مهزلة استيراد الطرشى، و«كمان الخيار المخلل الصينى» حتى لا يسجل التاريخ علينا، أننا نهدر كل شىء جميل فى مصر، وأعتقد فى هذا الشأن أنه لا يعلو أى طرشى فى العالم على الطرشى المصرى ومية الطرشى، الذى يعشقه المصريون، ويتحدث عن جمالها كل من يذوقها من السائحين من كل الجنسيات.
أقولها مرة ثانية بصراحة، لا تستسهلوا استيراد كل شىء، حتى ونحن نعانى نقصًا كبيرًا فى وفرة العملة الصعبة.
أطالب المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بوقف مهزلة استيراد الطرشى، و«الخيار المخلل الصينى» حتى لا يتم تجريس الحكومة وتركب حمارًا بالمقلوب، وينادى المنادى: يا أهل البلد.. يا أهل الكَفر.. يا أهل المحروسة.. الحاضر يعلم الغايب.. مصر بتستورد الطرشى.
ويأتى جبرتى هذا الزمن ويسجل هذا العار الذى لا يقف عند استيراد الطرشى فقط بل استيراد المية بالدقة، اللى بيقول عليها «ويسكى المصريين».
عيب يا بلد، لأنى خايف بعد استيراد الطرشى أن تسمح هذه الحكومة باستيراد الفول النابت.