أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى التعجيل بخطة عالمية للوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19
دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم /الإثنين/ إلى أن تكون جائحة كوفيد -19 "نقطة تحول" في حياة العالم، وحث الدول على اتخاذ قرارات جريئة الآن لإنهاء الأزمة وبناء مستقبل آمن وصحي للجميع.
جاء ذلك في افتتاح الدورة الرابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية التي تنعقد تحت عنوان "إنهاء هذه الجائحة، وبناء عالم أكثر صحة وأمانا وإنصافا معاً".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة في نيويورك، أثنى جوتيريش على جهود العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية الذين وصفهم "بالأبطال" وذلك في كلمته الافتتاحية المسجلة إلى هذه الدورة التي تستمر من اليوم وإلى الأول من يونيو 2021، وقال "يستمر الملايين من المتخصصين في الرعاية الصحية في تعريض أنفسهم للأذى كل يوم، نحن مدينون لهم بأعمق تقديرنا، بمن فيهم الزملاء في منظمة الصحة العالمية، الذين يعملون في جميع أنحاء العالم لدعم الدول الأعضاء في إنقاذ الأرواح وحماية المستضعفين".
وفي كلمته ركز الأمين العام أنطونيو جوتيريش على الحاجة إلى "عمل عالمي منسق في ثلاثة مجالات" لوضع العالم على طريق التعافي وتحقيق خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة،
المجال الأول، بحسب "جوتيريش"، هو أن يستجيب العالم بحزم وتضامن لوقف الفيروس، ودعا قادة العالم إلى التعجيل بخطة عالمية للوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 والاختبارات والعلاجات.
المجال الثاني ، وفقاً للأمين العام للأمم المتحدة، يتمثل في ضرورة تعزيز أنظمة الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة وأوضح الأمين العام أنه لا يمكن رؤية كوفيد-19 بمعزل عن المشاكل الأساسية في أنظمتنا الصحية، بما فيها "عدم المساواة ونقص التمويل، والتهاون والإهمال".
أما المجال الثالث، فهو الاستعداد للطوارئ الصحية العالمية التالية ، وقال جوتيريش تشكل أنظمة الصحة الأولية القوية البداية، لكنها ليست كافيةـ معربا عن تأييده التام للتوصيات الجريئة الواردة في التقرير الأخير للفريق المستقل للتأهب لمواجهة الأوبئة والاستجابة لها
وأكد الأمين العام على أهمية أن تكون جائحة كوفيد -19 نقطة تحول، مخاطبا المشاركين في هذه الدورة قائلا: "مداولاتكم في الدورة الرابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية ستكون حاسمة لتحديد أعلى مستويات الطموح".
بدوره، أشاد مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور العالمية "تيدروس أدهانوم جيبرييسوس"، في خطابه الافتتاحي بجهود المتخصصين في الرعاية الصحية الذين "وقفوا صامدين في الحفرة (الضيقة التي تفصل) بين الحياة والموت، والذين يفتقرون إلى الحماية والمعدات والتدريب والأجر اللائق وظروف العمل الآمنة والاحترام الذي يستحقونه". بحسب وصف تيدروس.
وفي خطابه أمام الجمعية، ذكر مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أنه كان هناك المزيد من حالات كوفيد-19 حتى الآن هذا العام مقارنة بعام 2020 بأكمله، وقال: "بعد 18 شهرا تقريبا من الأزمة الصحية الحاسمة في عصرنا، لا يزال العالم في وضع خطير للغاية. وفقا للاتجاهات الحالية، سيتجاوز عدد الوفيات إجمالي العام الماضي في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة".
وأضاف "تيدروس" أنه بغض النظر عن معدلات التطعيم، "لا ينبغي لأي دولة أن تفترض أنها تخلصت منه. وعلى الرغم من أن أياً من متغيرات كوفيد-19 لم يقوض اللقاحات الحالية بشكل كبير، إلا أن الفيروس يتغير باستمرار".
ووصف"تيدروس" أزمة اللقاحات المستمرة بأنها "ظلم فاضح يديم الجائحة" حيث تم إعطاء معظم الجرعات، أو 75 في المائة منها، في 10 دول فقط، وقال تيدروس إن كل بلد يمكنه فعل المزيد، بما في ذلك زيادة المراقبة والاختبار وحماية العاملين الصحيين ومكافحة المعلومات المضللة. يمكن للبلدان أيضا أن تنفذ برامج اللقاحات الوطنية، وتتبرع بالجرعات الزائدة لمبادرة التضامن العالمية كوفاكس.
وسلط المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الضوء على اقتراح صندوق النقد الدولي الذي يدعو إلى تلقيح 40 في المائة من سكان العالم بحلول نهاية العام، و60 في المائة بحلول عام 2022، والمناقشات جارية حول كيفية جعل هذه الأهداف قابلة للتحقيق.
كما رحب تيدروس بالتزام الدول بالتبرع بالجرعات، بما في ذلك الإعلانات الصادرة عن دول مجموعة العشرين في قمتها الصحية يوم الجمعة الماضي وقال: "لكن لتحقيق هدفي سبتمبر ونهاية العام، نحتاج إلى مئات الملايين من الجرعات الإضافية، ونريدها أن تمر عبر كوفاكس، ونريدها أن تبدأ في التحرك في أوائل يونيو".
وحث الدكتور تيدروس مصنعي اللقاحات على ضمان قدرة البلدان على التبرع بجرعاتها بسرعة من خلال كوفاكس. "نريد من كل بلد يتلقى اللقاحات أن يستخدمها في أسرع وقت ممكن. لا يجب أن تبقى جرعة واحدة على الرف- أو أن يتم رميها.