شريف دسوقي.. «قليل البخت» الذى عانده الحظ بعد فتح باب النجومية
شريف دسوقي.. ما أن تسمع اسمه حتى تعلو وجهك ابتسامة عريضة، وتقف مبهورًا أمام موهبته التي منحها الله إياها، سنوات من التعب والشقاء ورحلة طويلة امتدت إلي 40 عاما، بحثا عن فرصة، يجري التمثيل في دمه وكأنه أصابه مس من الجان، يتلون في كل الأدوار من فرط موهبته.
هو "عم سباعي" أحد أفراد عصابة "بـ 100 وش" الذي يقول عن نفسه "أنا فنان ومشاعري مرهفة"، وهو "مصطفى" سائق التاكسي" في فيلم "ليل خارجي" الذي يجوب في الظلام شوارع القاهرة وأحيائها بالتاكسي، وكأنه يبحث عن "حبة" نور تضئ حياته البائسة، هو "الحكّاء" الذي يجيد فن الحكي والإرتجال، والمؤلف والمخرج والممثل الذي يؤدي أدوراه بكل ما أوتي من موهبة.
ولد شريف دسوقي في 26 نوفمبر عام 1967 في محافظة الإسكندرية، لأب كان يعمل مديرًا لمسرح إسماعيل ياسين من عام 1948، فتح عيناه ليجد نفسه يشاهد عمالقة الفن وأحد أبرز كوميدينات السينما المصرية زينات صدقي وعبد الفتاح القصري، أحب الفن من أخمص قدميه حتى النخاع، وباتت موهبته تلوح في الآفق وهو في سن صغير، كان المسرح يمثل له الحياة، بدأ يعلم نفسه لم يدرس التمثيل وكأنه ولد ممثلا تعلم فن الحكي حتى صار "حكواتي" يقف على المسرح الذي يعشقه، وعمل في كل مهن المسرح من فني صوت وفني خشبة مسرح، ومع هُدم مسرح إسماعيل ياسين في الإسكندرية، ترك العمل في مهن المسرح ليتجه للعمل في الفرق المستقلة وقصور الثقافة مع بداية التسعينات.
أتقن شريف دسوقي كل كوادر التمثيل ما دفع أساتذة التمثيل في جامعة الإسكندرية وأكايمية الفنون إلي تبنّيه فنيََا وألتحق بعدد من ورش التمثيل ودخول المسابقات الفنية، التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبدأت رحلته لعدة دول في الخارج لحضور ورش ودورات تمثيلية حتى يثقل موهبته ويكتسب المزيد من الخبرات في التمثيل، ولم تقتصر موهبته على التمثيل والحكي ولكنه كان مؤلفا ومخرجا لا يستهان به، ومع مرور السنوات صار مدربا لمادة التمثيل.
سنوات من الكد والتعب صاحبت "دسوقي" في مشواره الفني، وفي 2003، ابتسم له الحظ على استحياء وشارك في تجربة سينمائية مع المخرجة أسماء البكري في فيلم "العنف والسخرية"، ثم فيلم "حاوي" مع المخرج إبراهيم البطوط عام 2010، وفي نفس العام شارك في مسرحية "العودة"، وأخرج عددًا من المسرحيات، منها مسرحية "ليس إلا" مع فرقة "براح"، وفي مسلسل "زي الورد" للفنان يوسف الشريف للمخرج سعد هنداوي عام 2012، وشارك في عدد من الأفلام القصيرة لعل أبرزها فيلم "حار جاف صيفًا" في 2015 مع المخرج شريف البنداري.
كان للمخرج أحمد عبد الله الفضل في شهرة شريف دسوقي، إذ شاهده في فيلم "حاوي" ويقرر أن يسند له دور "مصطفى" سائق التاكسي في فيلمه "ليل خارجي" 2018، وبعد إشادة من الجمهور والنقاد استطاع "دسوقي" أن يقتنص جائزة أحسن ممثل عن دوره في "ليل خارجي" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين.
دبت الحياة في روح شريف دسوقي بعد سنوات كانت الشهرة غائبة عنه، وشارك في مسلسل "لمس أكتاف" مع ياسر جلال، والمخرج حسين المنباوي في 2019، حتى منحته الدنيا نظرة رضا في عام 2020، إذ جاءت شهرته الكبيرة عندما قدم مع المخرجة كاملة أبو ذكري مسلسل "بـ 100 وش" في دور "عم سباعي" أو "سبعبع" أحد أفراد العصابة، ويردد إفيهاته رواد السوشيال ميديا "يا نجومية" التي كان ينادي بها آسر ياسين، "وأنا فنان ومشاعري مرهفة".
توالت أعماله وشارك في عدة مسلسلات منها"مملكة إبليس، ما وراء الطبيعة، العمارة" وفي رمضان الماضي شارك في مسلسل "نجيب زاهي زركش" مع يحيي الفخراني، ويعرض له حاليا فيلمي "وقفة رجالة" مع ماجد الكدواني، وسيد رجب، و"ثانية واحدة" مع دينا الشربيني، بينما ينتظر عرض 3 أفلام "النمس والأنس" مع محمد هنيدي، و"الشنطة" مع بيومي فؤاد، و "30 مارس" مع أحمد الفيشاوي.
نال شريف دسوقي الشهرة بعد سن الخمسين، إذ يعتبر واحدا من القادمين من الخلف ويلهثون وراء موهبتهم، في الفترة الأخيرة تردد اسمه بقوة ما بين تعرضه لإصابة في قدمه أثناء تصوير إحدى المسلسلات ولم يكن يعرف أنه يعاني من مرض السكر وإشاعات تطارده بأنه يذهب إلي "اللوكيشن" مخمورا، وعلاجه في مصحة نفسية.
في تصريحات سابقة لبوابة "دار الهلال" قبل شهور وبالتزامن مع إصابته، قال "دسوقي" عنها وعن الإشاعات التي تطارده "لم أذهب إلي مصحة نفسية، وأعمل فقط لا غير، أصبت في قدمي أثناء تصوير مسلسل وهي إصابة من الدرجة الأولى من سرطان الجلد يطلق عليها "حمرة" قدم سكري، وصورت يوما واحدا في فيلم "ماما حامل" وداهمني التعب وذهبت للمستشفى، تطاردني الإشاعات لأني أعمل في أكثر من عمل فني وهي آفة في التعامل مع المواهب الحقيقية التي تعمل على يدها يوميا".
شريف دسوقي وجه رسالة لمن يطلقون عليه الشائعات خلال لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" ودخل في نوبة بكاء وهو يقول "أنا بقول للناس عيب أنا مش صغير ومتربي في عائلات.. أنتوا لغاية دلوقتي بتضحكوا على شغلهم، عيب لما يتقال علي إني بدخل اللوكيشن سكران ومخمور، أنا بروح قبل اللوكيشن بساعتين، أنا بقعد مع العمال وأفطر معاهم على الأرض، والزيارة لطبيب نفسي كانت من 20 سنة لما انفصلت عن زوجتي أم ابني".
ليلة أمس كانت حزينة على شريف دسوقي ومحبيه بعد أن أعلنت الفنانة بدرية طلبة على حسابها عبر "فيسبوك" أنه أقدم على إجراء عملية جراحية أسفرت عن بتر قدمه، وبعدها بساعات كتب شريف دسوقي عبر حسابه عبر "فيسبوك" كلمات عبر فيها عن إيمانه بقضاء الله وإرادته، وكتب "قدر الله و ما شاء فعل الحمد الله على كل شيء".