استعان بـ«الشاي» لرغبته في التميز.. محمد إبراهيم يتجه للرسم بعد رفضه المحاماة (صور)
شاب في العشرينات من عمره، فضل العمل فيما يتقنه ويرى شغفه نحوه، حيث قرر الاتجاه نحو الرسم ، بعد رفضه مهنة المحاماة، بسبب حاجتها إلى التدريب لفترة طويلة بجانب العوائق الكثيرة التى يراها فيها.
محمد إبراهيم، ابن محافظة الشرقية، تخرج من كلية الحقوق،، ولكنه عشق مجال الرسم، وبدأ مشواره باستخدام أدوات الرسم التقليدية من الرصاص والزيت والفحم، ومن ثم اتجه نحو الرسم باستخدام الشاي.
وقال الرسام الشاب في تصريحات لـ«دار الهلال» إنه بدء الرسم من حوالي سنتين باستخدام الرصاص والفحم والأدوات التقليدية، وعندما أتقن الرسم بالرصاص صمم على ابتكار فكرة جديدة تساعده في رغبته للتميز.
وأكد أنه -لحسن حظه- كان أحد أصدقائه يرسم باستخدام الملح، لافتا إلى أن فكرة رسمه بالشاي ولدت عنده من استخدام صديقه للملح، ولتكون مادة سوداء مختلفة عن البيضاء التي يستخدمها صديقه، وفي الوقت ذاته نوعا من التجديد.
وعن بدايته للرسم بالشاي، أضاف "إبراهيم" أنه بدء برسم بورتيرهات بسيطة مثل الورد، وبعد فترة انتقل إلى رسم المشاهير، منهم محمد صلاح، ولكن الرسمة لم تصل إليه، وأحمد حلمي الذي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" نتيجة إعجابه الشديد بها، كما رسمت أخرى كثيرة آخرهم الراحل الفنان سمير غانم، والتي نشرها الفنان حسن الرداد على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما رسم العديد من الشخصيات.
أما عن الدعم الذي يتلقاه، أكد أنه لم يتلق أي دعم من جهات بعينها، ولكنه يتلقى دعما معنويا من بعض أصدقائه وأقاربه، متمنيا من الهيئات العامة الاهتمام بفن وفناني الرسم، وأن تدعمه، كما أنه يرغب في انتشار فكرة تعلم الرسم ببعض المواد المختلفة وغير التقليدية، وأن تنتشر في الوطن العربي مثل الرسم بالملح والشاي وغيرها.
وتابع "إبراهيم" تصريحاته أنه رسم العديد من البورتيرهات، كما يستطيع الرسم على الحوائط، ولكنه يستخدم مواد غير تقليدية رغبة منه في خلق نوع جديد من الفن لا يستطيع الكثيرون تنفيذه، موضحا أن الرسم بالشاي أو الملح نقوم بتثبيته بعد الانتهاء من رسم البورتريه باستخدام مواد مثبتة.
وأوضح أنه بعد تخرجه من كلية الحقوق لم يستطع العمل بالمحاماة نظرا لما تقتضيه من تدريب لمدة طويلة بمكتب أحد المحامين، ومن ثم الحاجة للشهرة ليستطيع الكسب منها، ولكنها لم تكن الفكرة الأساسية لتجنب العمل بالمحاماة وتخصصي في مجال الرسم، وإنما حبي وشوقي من قادني للرسم، مؤكدا أن العمل في شيء ما تحبه لن يجعلك تستسلم بسهولة حتى وإن لم يكن منها عائد مادي في البداية، وهو ما حدث معي في بداية الأمر، ولكن مع الوقت أصبح الرسم يمثل لي مصدرا للدخل.
وعن الدورات التدريبية في فن الرسم، أكد الرسام الشاب أنه لم يتلقى أي دورات تدريبية في مجال الرسم، وإنما أتقنه بعد فترة من العمل على ذاته وتدريب نفسه، وكانت بداية الأمر معه باستخدام الرصاص والفحم، ومن ثم بدأ في التعلم من أحد أصدقائه الذي يعمل بالرسم بالملح، وبعد تعلمه بعض الأساسيات بدأ في الرسم باستخدام الشاي، كما بدأ تنفيذ من أتقنه بالرسم بالرصاص في تطبيقه بالشاي مثل الظل والنور والتخطيط ومقاسات الرسمة.
وأضاف أنه قد يصل لاستخدام 250 جرام من الشاي للوحة الواحدة ويقوم بتثبيتها بمواد خاصة بعد الرسم لكي يتمكن من الاحتفاظ بها دون تلف، وأن اللوحات تبدو من بعيد أشبه بالرسم بالفحم لكن الشاي يعطيها حياة وملمس وتفاصيل مختلفة تماماً، مؤكداً أن الكثير منها نفذت بشكل مباشر دون تحديد الرسم وتفاصيله قبل وضع الشاي.
وتابع: الإبداع ليس له حدود أو سقف يقف عنده، وأنه طالما يمتلك الفنان أفكار يحاول أن ينفذها حتى وأن فشل في البداية، مؤكدا أن بداية طريق النجاح عقبات تجعله يستشعر طعم النصر حين تحقيق الهدف.