رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ممثلو الهيئات الثقافية الأوروبية: رفع القيود هو "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ القطاع من "الإفلاس"

26-5-2021 | 18:40


رفع القيود علي فيروس كورونا

دار الهلال

أدّت قيود فيروس كورونا إلى تكبد قطاعات الثقافة، خسائر جمّة بسبب إجراءات الحجر التي فرضها الوباء.

ونظمت خلال الأشهر الماضية، كثيرا من المظاهرات جابت أنحاء أوروبا، تطالب حكومات الدول بتقديم مساعدات بناء على الخطة المالية الخاصة بالتحفيز الإقتصادي، التي اعتمدتها دول الإتحاد الأوروبي الـ27.

وفي هذا الصدد، هرعت بعض الدول منها فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا إلى تخصيص ميزانيات مالية ترمي في أساسها إلى إنقاذ قطاع الثقافة من حالة "الإختناق" المادي الذي تواجهه وتهدد بعض هيئاته بـ"الإفلاس".

وأرسل ما يقرب من 650 ممثلاً عن القطاع الثقافي والمؤسسات الثقافية السلوفاكية رسالة مفتوحة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، وممثلين آخرين عن المؤسسات الأوروبية، يطلبون منهم الإتصال بحكومة جمهورية سلوفاكيا لإقناعها بـ"إدراج" القطاعات الثقافية والإبداعية في سلوفاكيا في إطار "تقييم" الإتحاد الأوروبي لخطة التعافي والتحفيز الإقتصادي والتي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو شاملة لكل دول التكتّل. وستوجه الخطة التمويل إلى 5 قطاعات عريضة هي: الصحة العامة وتحفيز الإقتصاد الأخضر (أي الصديق للبيئة) وتعزيز التنافسية والتحول إلى الإقتصاد الرقمي والإستثمار في رأس المال البشري.

ووفقًا للموقعين على الرسالة المفتوحة، فإن خطة التعافي الإقتصادية، التي قدمتها حكومة سلوفاكيا إلى المفوضية الأوروبية، "تتجاهل تمامًا الصناعة الثقافية والإبداعية" والتي يعتبرها ممثلو قطاعات الثقافة "واحدة من أكثر القطاعات تضررًا من الوباء في أوروبا" مستندين في ذلك إلى بيانات صادرة من البنك الوطني لسلوفاكيا. كما طالب الموقعون الحكومة بـ "إعادة النظر في أولويات الخطة المالية الخاصة بالتعافي الإقتصادي، وتضمينها قطاعات الثقافة والصناعات الإبداعية". واستذكر الموقعون من أن هذه "الإشارة" لم تقبل بإضافتها حكومة الجمهورية السلوفاكية في تقرير الخطة الذي بعثت به إلى المفوضية ألأوروبية.
حيث من المقرر أن تصوت المفوضية الأوروبية على الموافقة على خطة التعافي السلوفاكية في الأسابيع المقبلة.

كما أدت تدابير مكافحة وباء كوفيد-19 إلى توقف عمل قطاع الثقافة في فرنسا بشكل فعلي. وقيّم مجلس الشيوخ في تقريره الصادرفي منتصف شهر مايو الخسائر المرتبطة بالأزمة الصحية بـ"المثيرة" للإنتباه.

وتعتبر بطاقة مرور خاصة بالثقافة pass culture أعلنت عنها الحكومة الفرنسية بداية الشهر الجاري، أحد الإجراءات الهادفة إلى دعم إحياء القطاع الثقافي المتأثر بشدة بالأزمة الصحية، حيث تتيح البطاقة لبعض الفئات من المجتمع زيارة المواقع الثقافية بشكل مجاني في معظم الحالات من خلال دعم حكومي غير مباشر من الحكومة.

وكان مجلس الشيوخ قد نشر في منتصف شهرمايو تقريرا عن الخسائر التي تكبدها قطاع الثقافة لمدة عام. وبالنسبة للعروض الحية فقد بلغت 2.3 مليار يورو، مع تراجع في النشاط بنسبة 84٪.

أما السينما فبلغت الخسائر مليار يورو.وانخفضت أعداد الحضور-حسب التقرير- بنسبة 70٪، وبالنسبة لزيارة المتاحف فقد انخفض عدد الزوار بنسبة 72٪ بخسائر قدرها 217 مليون يورو.

مثال آخر لتأثيرات الوباء على الثقافة، مع "برج إيفل" الذي سيتعين على إدارته المسيرة له الإنتظار حتى 16 يونيو لإعادة فتح أبواب الزيارات.

بين عامي 2020 و 2021 ، خسرت الإدارة المسيرة للنصب التذكاري لبرج إيفل 120 مليون يورو، وضخت الحكومة الفرنسية في هذا الإطار 11 مليار يورو لدعم قطاع الثقافة وتخطط لإتاحة ميزانية مساندة مالية تقدر قيمتها بـ 148 مليون يورو.

واستغلت الجمعيات ونقابات الفنانين والسينما والمسرح والمتاحف خروج فرنسا، مؤخرا من حالة الحجر الصحي الثاني، للإحتجاج في كل البلاد، على عدم شمول قرار رفع الحجر الصحي الثاني لقاعات السينما والمسارح.

ويزيد الناتج الإجمالي الثقافي في فرنسا عن 44 مليار يورو سنويا، بينما لا تنفق الدولة إلا حوالي 13 مليار يورو لدعم الفعل الثقافي. علما أن الدور الإقتصادي للثقافة لا يقف عند ما تدره من مداخيل مباشرة، بل يتجاوز ذلك بكثير ليمنح للبلاد صورة مشرقة ويعطي دفعة هي الأقوى للمجال السياحي. ففرنسا ليست معروفة فقط ببرج إيفل ولا بمتاحفها التي هي جزء أساسي في الفعل الثقافي، وإنما معروفة أيضا بمسارحها، وعروضها الفنية ومهرجاناتها، وفنونها البصرية وهندستها المعمارية ومسارحها النشطة وأفلامها السينمائية وإبداعات كتابها وغير ذلك من المنتوجات الثقافية. وتثبت كل الدراسات التي تُعَدُّ حول أسباب استقطاب فرنسا لملايين السياح سنويا، أن للبعد الثقافي وللصورة التي يقدمها عن البلاد، دورا أساسيا في اختيار هذا البلد كوجهة سياحية.

وفي مارس، قام عشرات الموسيقيين التابعين لأوبرا بوردو بالغناء من أمام المسرح الكبير في المدينة الفرنسية الواقعة جنوب غرب البلاد، دعماً للعاملين في قطاع الفنون والثقافة، أكثر المتضررين بسبب إجراءات الإغلاق التي فرضتها السلطات الفرنسية منذ أكثر من عام على القطاع لمكافحة الجائحة.

وقالت إميلي سارن، وهي مؤلفة فرنسية: "إن ما يربطنا هو الثقافة، جميع أنواع الثقافات، إن كانت الموسيقى، المسرح، الغناء، الكتابة، الرسم أو الفنون البصرية، ولكن أكثر ما يربطنا اليوم هو الشعور بعدم الإستقرار. ولا أعلم تماما إن كان هؤلاء الأشخاص الذين يأتون لمشاهدة البرامج والإستماع إلى الموسيقى وقراءة الكتب يدركون مدى صعوبة القيام بعملنا اليوم."