أقيمت اليوم، ندوة بعنوان "إنجازات رجال الفكر الإسلامي والمسيحي وتأثيرها على المجتمع الأقصري" بقصر ثقافة الاقصر، بحضور لفيف من رجال الأزهر والكنيسة الذين أشادوا بفرادة الفكرة وعلو قدرها الموضوعي، ضمن فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية.
وتحدث الشيخ عبد الحليم أحمد عبد الحليم، مدير عام شؤون القرآن الكريم بالأقصر، عن جوانب من حياة الإمام "أحمد الطيب" شيخ الأزهر الشريف وتأثير الإمام على أطياف المجتمع وهو المحور الأول للندوة ، قائلًا بأن عالمنا الجليل ولد في 6 يناير 1946بقرية القرنة، حفظ القرآن في العاشرة من عمره، وحصل على الماجستير في 1971 والدكتوراه 1977، وتولى عدة مناصب إلى أن حصل على منصب شيخ الأزهر الشريف، وحمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام في عيون الغرب، وعرف برصانته وعذوبة منطقه، وحرص أن يكون دور الأزهر واضح مع مؤسسات الدولة المتنوعة وحمل على عاتقه السلام الأسري والسلام الدولي والسلام الداخلي.
كما أشار الشيخ خليفة محمد، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الأقصر الأزهرية، إلى أن الإمام أخذ على عاتقه إبراز وتأكيد مبدأ الأخوة بين المسلمين والمسيحين فهو صاحب فكرة "بيت العيلة" لنشر التسامح والحب بين الناس، تطبيقًا لقول الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، والعالمين هنا أشمل لا تفرق بين أحد.
وقد استهل القمص بنيامين كلمته قائلًا: "رأس الحكمة مخافة الله؛ وقد تحدث عن رحلة الأنبا مرقص عن رحلته من أسيوط إلى مدينة الأقصر حتى أصبح أنبا للكنيسة الأرثوذوكسية، وذكر أنه كان ناشرًا للسلام بين ربوع المجتمع الأقصري، وقد أسهم نيافته في بناء ثلاث مدارس كان لها أبلغ الأثر في تعلم المسلمين والمسيحيين"، والتفت إلى الدكتور خليفة قائلاً: "أنت تلبس عمامة حمراء يحفها بياض، وأنا أرتدي عمامة سوداء وهو علم جمهورية مصر العربية"، مختتمًا حديثه إن مصر وطن يعيش فينا.
كما تحدث القس أرمانيوس فريد عن "الأنبا مرقس مسيرة ومواقف"، قائلًا بأن الأنبا مرقس ظل على كرسي الرعاية 56 عامًا، وتوفى عام 1934 كان عضو سلام تحرر عن مناهج الحياة ومتعة الدنيا وتصوف عن الدنيا، وعندما جاء إلى الأقصر وجد عدد المدارس قليل فقام ببناء عدة مدارس في الأقصر وإسنا وأسوان، فاتحًا هذا المجال لأنه وجد أن من حق الأجيال تلقى التعليم، وكان متسامح بين الناس وكان رجل عبادة وكان له تأثير إيجابي على المجتمع الأقصري، مشيرًا إلى تحالف الإسلام مع المسيحية وعن المواقف الشجاعة التي كانت للأنبا مرقص، خاتمًا كلامه قائلًا: "تحيا مصر تحيا مصر".