قال الدكتور عبد الباسط محمد خلف، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين لا تكن بنية أخذ البركة، أو اتخاذهم وسيطا لنا عند الله، فالولي ينفع في حياته فقط، أما بعد موته فضريحه لا يفيد، ولا ينفع.
وأوضح عبد الباسط في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن زيارة الأضرحة وشد الرحال إليها، ليست إلا زيارة لقبور مسلمين، والدعوة لهم، والاتعاظ بهم، وإننا عاجلًا أم آجلًا سنكون محلهم، ولكن الذهاب إلى الأضرحة بنية الدعاء بهم إلى الله، لا يجوز، فالله تعالى قال: "فادعوني استجب لكم"، ولم يقل إننا لابد أن نذهب إلى ضريح أحد الأولياء الصالحين، أو أن نأخذ وسيلة أو وسيط بيننا وبين الله، حتى تكون الدعوة مستجابة، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى قطع الوسائل بينه وبين عباده، وجعل الوسيلة مباشرة بينه وبين العباد.
وأشار إلى أن المتوفي لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضررًا، فكيف نزور أضرحة أولياء الله الصالحين، بنية انتظار النفع منهم، والتوسل بهم في الدعاء، فالمسلم لا ينفعه إلا عمله في الدنيا، وعندما يموت ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، مشددًا على أن الذهاب إلى أضرحة أولياء الله الصالحين بنية أنهم قادرين على أن ينفعوا لا يجوز شرعًا، ويعد أحد أبواب الشرك بالله، من خلال الاعتقاد أن هناك من يقدر على أن ينفعنا ويضرنا غير الله.
وأكد عبد الباسط أن التوسل بأولياء الله في الدعاء، وجعلهم وسيط بيننا وبين الله، ينطوي على إثم كبير، فالله تعالى أتاح لنا كافة الوسائل للتقرب إليه، دون الحاجة إلى أن نضع وسيطا بيننا وبينه.