عثرت سلطات اسكتلندا على منحوتات حيوانات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
وذكرت صحيفة (ايفيننج ستاندارد) البريطانية أن المنحوتات يصل عمرها إلى 5000 عام، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث أو العصر البرونزي المبكر، وهي تصور اثنين من الأيل الأحمر مع قرون كاملة النمو، في حين أن المنحوتات الأخرى توحي بالغزلان الأصغر، حسبما ذكر موقع البيئة التاريخية باسكتلندا.
وجرى اكتشاف الصور بالصدفة في موقع دفن قديم بواسطة هاميش فينتون، الذي لديه خلفية في علم الآثار.
والصور هي أقدم المنحوتات الحيوانية المعروفة في اسكتلندا، وأول أمثلة واضحة لنقوش غزلان من العصر الحجري الحديث إلى العصر البرونزي المبكر في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وفقًا لموقع البيئة التاريخية باسكتلندا.
وتشتهر مدينة كيلمارتين جلين بتواجد البقايا القديمة من تلك الفترة، بما في ذلك بعض علامات الأكواب والحلقات.
وقال موقع البيئة التاريخية باسكلتندا إن هذه الصور أيضًا تمثل المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف منحوتات حيوانية تعود إلى هذه الفترة في منطقة بها علامات أكواب وخواتم في المملكة المتحدة.
ومن الممكن أن تكون الغزلان مصدرًا قيمًا للعظام واللحوم والجلود، حيث تستخدم قرونها في صناعة مجموعة متنوعة من الأدوات القديمة.
وقالت الدكتورة تيرتيا بارنيت، الباحث الرئيسي في مشروع الفنون الصخرية الاسكتلندية: "يُعتقد سابقًا أن المنحوتات الحيوانية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ لم تكن موجودة في اسكتلندا، على الرغم من أنها معروفة في أجزاء من أوروبا، لذا فمن المثير جدًا أنها تم اكتشافها الآن هنا لأول مرة في اسكتلندا."
وأضافت: "هذا الاكتشاف النادر للغاية يغير تمامًا الافتراض القائل بأن الفن الصخري ما قبل التاريخ في بريطانيا كان بشكل أساسي هندسيًا وغير رمزي."
ومضت قائلة: "من اللافت للنظر أن هذه المنحوتات تظهر مثل هذه التفاصيل التشريحية وليس هناك شك حول أنواع الحيوانات التي تمثلها."
وقالت الباحثة: "هذا يخبرنا أيضًا أن المجتمعات المحلية كانت تنحت الحيوانات بالإضافة إلى أشكال الكأس والحلقات التي تتماشى مع ما نعرفه عن مجتمعات العصر الحجري الحديث والعصور البرونزية الأخرى، لا سيما في الدول الاسكندنافية."
واختتمت تصريحاتها: "هذا الاكتشاف المذهل يجعلنا نتساءل عما إذا كانت المنحوتات الحيوانية الأخرى التي لم تكن معروفة من قبل للمملكة المتحدة مخبأة في أماكن غير متوقعة في مناظرنا الطبيعية القديمة، في انتظار الكشف عنها في المستقبل."
وقال فينتون: "كنت أعبر المنطقة وقت الغسق عندما لاحظت غرفة الدفن في جانب الحجرة وقررت دخول الكهف مع شعلة."
وأضاف: "عندما سلطت الشعلة، لاحظت وجود نمط على الجانب السفلي من السقف لا يبدو أنه علامات طبيعية في الصخر. عندما سلطت الضوء أكثر من ذلك، استطعت أن أرى أنني كنت أنظر إلى حيوان الأيل مقلوبًا، وبينما واصلت النظر حولي، ظهرت المزيد من الحيوانات على الصخور."
ومضى قائلا: "كان هذا اكتشافًا مذهلاً وغير متوقع تمامً، وبالنسبة لي، فإن اكتشافات كهذه هي الكنز الحقيقي لعلم الآثار، مما يساعد على إعادة تشكيل فهمنا للماضي."
ويوجد أكثر من 3000 صخرة منحوتة من عصور ما قبل التاريخ في اسكتلندا، والغالبية العظمى منها عبارة عن علامات مجردة.
واختتم تصريحاته قائلاً: "بينما لا يزال من الممكن رؤية العديد من هذه المنحوتات الغامضة في المناظر الطبيعية المفتوحة اليوم، فإننا لا نعرف سوى القليل عن كيفية استخدامها، أو الغرض منها".