فوضى وجرائم «التوك توك» فى سوهاج.. سائقيه لـ«دار الهلال»: أكل عيشنا
يتسبب التوك توك الذى أصبح مصدر قلق فى الشارع السوهاجي فى مشاجرات وجرائم عديدة ، ففوضي انتشار مركبات التوك توك في شوارع وقري المحافظة التي أصبحت بمثابة مسمار في نعش المسؤولين بالمحافظة، تحتاج إلي حلول جذرية ووضع رقابة، بعد انتشاره في الأماكن الحيوية بمدن المحافظة. وصار التوك توك واقعا يفرض نفسه علي الجميع خاصة أن العديد من الأسر السوهاجية تعتمد عليه كمصدر رزق أساسي، فى الوقت الذى يراه كثيرا من المواطنين انه خطر يداهم حياة كثير من المواطنين بسبب رعونة سائقيه خاصة الاطفال التي تقوده دون رقيب او حسيب، فضلاً عن الكثير من المشاكل والمشاجرات التي تحدث بشكل يومي ويدفع ثمنها ركابه، في ظل تنامي وانتشار المركبات في قري ونجوع المحافظة.
اختناق مروري تشهده إذا وطئت قدماك مدن المحافظة، لترى عيناك المئات من مركبات التوك توك في شوارع تلك المدن يسيرون في سباق عشوائي، حيث يقودها أطفال بدون رقابة أو حسيب عليهم، يضعون التعريفة حسب مزاجهم، فيما يتسبب في العديد من الحوادث التي راح ضحيتها العديد المواطنين وإصابة المئات، فضلا عن استغلاله في العديد من جرائم السرقة والقتل والخطف وتجارة المخدرات نظراً لسهولة سيره في الشوارع والميادين والحارات، لتشهد مدن المحافظة حالة من الاختناق المروري بشكل دائم وملحوظ، ولكن مدن طما وطهطا وجرجا تشهد زحام وشلل مروري بسبب كثرة أعدادها، وعدم تمكن أصحاب السيارات من السير في عدد كبير من شوارع تلك المدن بسبب الزحام الذي تحدثه تلك المركبات، حتي أطلق عليه جمهورية التوك توك بسوهاج.
وتحدثت بوابة "دار الهلال" مع سائقي التوك توك بمدينة طهطا، وفي البداية قال محمد علي 22 عامًا حاصل على دبلوم تجارة، والذي يعمل سائق توك توك بمدينة طهطا: بعد ما انهيت الدراسة وخدمتي بالقوات المسلحة، لم أجد فرصة عمل مناسبة حتي أنفق علي أسرتي سوى شراء مركبة توك توك من بالتقسيط، أخذت قرضا من شركة التنمية واشتريت المركبة بمبلغ 45 ألف جنيه من أحد المعارض بالمدينة.
وتابع "علي": " بدفع قسط كل شهر ألف جنيه لشركة التنمية، وبشتغل من الصبح لآخر النهار، ربنا بيراضيني يعني ممكن اعغمل 100 جنيه أو 150 جنيه، وبعد المغرب بيشتغل عليه أخويا الصغير طالب إعدادي علشان يوفر مصروفات دروسه ويصرف علي نفسه، وأنا أنفق علي باقي الأسرة زوجتي ووالدي وأمي وأشقائي الأطفال".
بينما قال هيثم خالد 36 عامًا، متزوج ولديه ثلاث أطفال، ويقيم بإحدى قري طهطا، إنه باع قطعة أرض ورثها عن والده لارتفاع تكاليف الزراعة وعدم خبرته بها، واشترى توك توك بقيمة 50 ألف جنيه، للإنفاق علي أسرته، " بشتغل عليه طول اليوم في شوارع مدينة طهطا وممكن أوفر 200 جنيه في اليوم".
فيما أضاف علي أحمد 24 عامًا، أنه يعمل سائق توك توك بالإيجار، " بشتغل علي التوك توك علشان أقدر أصرف علي أبويا وأمي، وأقوم بتأجيره من أحد الأشخاص لمدة 8 ساعات في اليوم، مقابل 100 جنيه عن هذه المدة، وساعات كتير بأخذه يوم كل مقابل 200 جنيه، وفي ناس كتير تقوم بتأجير مركبات التوك توك بمدينة طهطا، بشرط أن يكون معرفة وبنسلم البطاقة رهن المركبة".
قرارات الأجهزة التنفيذية لمواجهة فوضي التوك توك
البداية عندما أصدر محافظ سوهاج الأسبق الدكتور أحمد الأنصاري القرار رقم 849 لسنة 2018 م، بتنظيم عمل مركبات الـ"توك توك"، داخل مدن المحافظة المختلفة، وذلك لتنظيم عملها بشكل حضاري ومنع سيرها بعشوائية ودون ترخيص، وما تسببه من ازدحام لحركة السير المرورية ومضايقات للمواطنين والسيارات خاصة داخل المدن. وجاء في القرار، أن الوحدات المحلية ستنسق مع إدارة المرور بتحديد خطوط سير مركبات التوك توك، وعدم سيرها في المناطق الحضرية المخططة أو الطرق الرئيسية أو الطرق السريعة أو بين المدن وبعضها البعض.
على أن تقوم الوحدات المحلية وإدارة المرور بتشديد الرقابة على مركبات التوك توك واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مخالفي قواعد السير. كما نص القرار أنه جرى تحديد العدد المسموح بترخيصه واللون لكل مدينة إذ تقرر لمدينة طهطا ترخيص 5 آلاف مركبة على أن تكون باللون الأسود، ومدينة ساقلتة 500 مركبة باللون الأزرق، طما 3 آلاف و500 مركبة باللون الأصفر، دار السلام 1000 مركبة باللون الأخضر، المراغة 1000 مركبة باللون الأحمر، جهينة 1000 مركبة باللون الأزرق، البلينا 1500 مركبة باللون الأسود، جرجا 3 آلاف و500 مركبة باللون الأبيض، ومدينة المنشأة 1000 مركبة باللون الأصفر. وظل القرار حبيس أدراج المسؤولين حتي رحيل الدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج الأسبق، ومع قدوم اللواء طارق الفقي محافظ الحالي والذي وجه ببعض الإجراءات لمواجهة فوضي التوك توك، حيث أعلنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم في سوهاج، في شهر ديسمبر عام 2019 م، عن فتح باب الترخيص لمركبات الـ"توك توك" العاملة بنطاق المركز لمدة شهر، و وجاء ذلك بناء علي توجيهات اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، خلال زيارته التفقدية لمركز أخميم، بضرورة حصر مركبات الـ"توك توك" والسير في ترخيصها وتحديد خطوط السير الخاصة بها كتجربة استرشادية، على أن يجري تعميمها لاحقا على باقى مراكز المحافظة، منعا للعشوائية واستغلال المواطنين، وحفاظا على المظهر الحضاري اللائق.