تتميز محافظة كفرالشيخ بكثرة المزارع السمكية، في ظل موقعها الجغرافي عن نهاية مصب الدلتا على البحر المتوسط، وهو ما جعلها تنتج 40% من احتياجات السوق المصية من الأسماك سنويا، فكيف استطاعت المحافظة تحقيق هذه المكانة المهمة.

"تربية الأسماك لها طبيعة خاصة، وتعامل مختلف خلال الدورة"، بهذه الكلمات بدأ تامر عبد الله، صاحب مزرعة سمكية بكفر الشيخ حديثه  لـ"دار الهلال"، موضحا أنه بعد انتهاء دورة زراعة الأسماك، يتم تجفيف أرض المزرعة جيداً وتجريفها، ورفع جسورها بالحفارات، وتنظيف الحشائش من حولها، ثم بعد ذلك يتم تسميدها بالجير الحي، والسوبر، والسماد الحيوي، كعنصر غذائي للأرض نفسها، ثم بعد ذلك يتم غمر المزرعة بالمياه، وتقسيم السمك على الأحواض بالعدد.

وأضاف تامر أن الفدان الواحد يأخذ من 15 إلى 20 ألف سمكة، ويرجع ذلك إلى عمق الحوض وكمية المياه به، وقوة تزويد المزرعة بالمياه وصرفها، موضحا أن أسعار زريعة الأسماك تختلف من نوع لآخر.

وأشار إلى الـ1000 سمكة بوري زريعة أصابع، بـ6200 جنيه، و1000 طوبار أصابع بـ1200 جنيه، و1000 زربعة بلطي عقلة أصبع بـ300 جنيه، مؤكدا أن دورة زراعة الأسماك تستغرق عامين بالمزرعة، العام الأول يتم فيه تحضين الزريعة في جزء من المزرعة يسمى بالحضان، ويمثل 30 % من مساحة المزرعة بالكامل.

وأضاف: "العام الثاني يتم فيه تربية هذه الزريعة في باقي أحواض المزرعة بحسب العدد"، لافتا إلى أن الأسماك الموجودة بالفدان الواحد تستهلك 12 طن علف خلال الدورة، بعد تربية الزريعة. 

وأشار إلى أنه يتم تجميع أسعار هذه الأسماك لسد ثمن الأعلاف، والأدوية، وإيجار الأرض من هيئة الثروة السمكية، وأجر عمال الصيادين، وأيضا الوقود التي تعمل به آلات الري بالمزرعة، لافتا إلى أن طعام الأسماك يختلف باختلاف مراحله العمرية، ففي عمر الحضانات، وهو في حجم أصبع اليد، يتم إطعام الأسماك 3 مرات يوميا، مرة في الساعة الـ 8 صباحا، ومرة بعد الظهر، والأخيرة قبل المغرب.

وأوضح أنه في المرحلة الثانية، وهي عند توزيع الأسماك من الحضان على الأحواض السمكية، يتم إطعامها مرتين في اليوم الواحد، صباحا، وبعد الظهر، لافتا إلى أنه يتم عملية علف الأسماك بطريقتين: الأولى من خلال مركب صغير نتجول به داخل الأحواض، لإلقاء العلف للأسماك، والثانية بإلقاء العلف من علي جسور المزرعة.

51 ألف فدان

من جانبه قال الدكتور صلاح مصيلي، رئيس هيئة الثروة السمكية، أنه يوجد بمحافظة كفرالشيخ مزارع سمكية علي مساحة 51 ألف و684 فدانا تابعة لعدد من الجهات الحكومية، والأهالي، منهم 48 ألف و684 فدانا مزارع أهلية، تنتج 267 ألف و756 طنا من الأسماك كل عام، و3000 فدان مزارع سمكية، تابعة  للجهات الحكومية. 

وأكد رئيس هيئة الثروة السمكية، أن هذا العدد بخلاف المزارع المؤجرة، والمزارع المؤقتة، والأقفاص السمكية، بالمحافظة، موضحا أن الهيئة تقدم جميع سبل الدعم لتنمية الثروة السمكية بكفرالشيخ، والعمل على رفع إنتاجها، فضلاً عن تذليل العقبات التي تواجه المربين.

نصائح مهمة

وفي هذا الإطار قال الدكتور الخطيب يسري جعفر، أستاذ أمراض الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن هناك نصائح معينة لأصحاب المزارع السمكية، لا بد من اتباعها حتى تقل احتمالات إصابة الأسماك بالأمراض الموسمية، وبالتالي تقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة منها.

وأوضح أن من بين هذه النصائح: الاهتمام بجودة المياه التي يتم تربية الأسماك فيها، بالإضافة إلى مراعاة نسبة الأكسجين المذاب داخل مياه الأحواض السمكية بالمزارع، لأنه في منتصف فصل الصيف تقل نسبة الأكسجين في المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لذلك يجب استخدام معدات التهوية في أحواض الاستزراع، فضلا عن الاهتمام بجودة الأعلاف التي تأكلها الأسماك، كما وكيفا، وعدم الإفراط أثناء العلف.

وكشفت الدكتور إبراهيم الهواري، عميد كلية الثرة السمكية والمصايد، بجامعة كفرالشيخ، عن وجود قوافل لإرشاد مربي الأسماك بالمزارع، وتدريبهم علي معرفة جودة المياه، والتربية السليمة لها، بالإضافة إلى تدريبهم على قياس درجة الأكسجين في الأحواض، ودرجة الأمونيا في المياه، موضحاً أن المعمل المتنقل بالكلية يجوب المزارع السمكية، ويأخذ عينات منها لتحليلها، وإعطاء النتائج لصاحب المزرعة فورا، وفي حالة وجود أي مشكلات بنتيجة التحليل، يتم وصف العلاج المناسب لها.