الجارديان: دراسة تحذر من "السلامة العقلية" للطيارين مع عودة حركة الطيران بعد إغلاقات كورونا
حذر باحثون من مغبة غض طرف شركات الطيران عن سلامة الصحة العقلية للطيارين وغيرهم من العاملين في مجال الطيران، مع تزايد التوجه العالمي لعودة حركة الطيران مجددا بعد أشهر طويلة من الإغلاقات المتكررة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن عدد من الباحثين بجامعة "ترينيتي" في دبلن حذروا من تجاهل تأثير جائحة كورونا على أداء الطيارين والعاملين في قطاع الطيران، مما يهدد سلامة قطاع الطيران، في ظل استئناف شركات الطيران في جميع أنحاء العالم رحلاتها وبدء إعادة توظيف الطيارين والطاقم المرافق لهم.
وأشار الباحثين إلى أن العديد من العاملين في مجال الطيران عانوا من القلق والتوتر ونوبات الاكتئاب بسبب عمليات الإغلاق خلال جائحة كورونا، لكنهم كشفوا عن تفضليهم عدم الاعتراف بتعرضهم لأي أزمات نفسية مما ترتب عليها عدم طلبهم للمساعدة، مما قد يتسبب في تهديد سلامة حركة الطيران.
وبحسب التقرير، تم تسيير 1841 رحلة جوية من مطارات المملكة المتحدة إلى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان خلال الأسبوعيين الماضيين وتحديدا من 17 مايو إلى أول يونيو، بزيادة أكثر من 300 بالمئة مقارنة بالأسبوعين الماضيين.
من جانبه قال بول كولين، طيار وباحث مشارك في فريق كلية ترينيتي، إن "العاملين في مجال الطيران سيرحبون بفرصة استعادة رواتبهم وإعادة تشغيل حياتهم المهنية، لكن بيانات المسح تشير إلى أن الكثيرين سيشعرون بنوبات من القلق والتوتر حال عودتهم إلى قمرة القيادة والمقصورات مجددا.
وتابع كولين بالقول "تشير البيانات إلى أن عددًا من الطيارين كانوا يمرون بظروف نفسية متقلبة، لكنهم لم يكشفوا عن أي مشاكل تتعلق بالصحة العقلية بسبب وصمة العار والخوف من فقدان رخصتهم وربما فقدان رواتبهم أيضا.
وأجرى الفريق مسحًا لأكثر من 1000 طيار حول العالم في عام 2019 ووجد أن 18 بالمئة يعانون من اكتئاب متوسط، و 80 بالمئة يعانون من إرهاق معتدل.
وأظهرت الدراسة أيضا، أن 75 بالمئة من المشاركين لم يفصحوا عن نوبات القلق أو الاكتئاب للشركات التي يعملون بها.