«الغاز الطبيعي كوقود».. خبراء: يخلق مركبات صديقة للبيئة.. ويوفر العملة الصعبة
تتضافر جهود الدولة للانتقال التدريجي نحو سياسة الاقتصاد الأخضر، التي تحافظ على التنوع البيولوجي للحياة على الأرض، إلى جانب تحقيق الموازنة بين التقدم الاقتصادي، ومراعاة حقوق البيئة، وتجنب التسبب في إتلافها.
يعد استخدام الغاز الطبيعي كوقود بديل عن الأشكال الأخرى من الوقود التي تسبب انبعاثات ضارة بالبيئة عند احتراقها، من أهم الخطوات التي تتخذها الدولة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى أنه يساعد في استغلال ما تمتلكه مصر من غاز طبيعي، وتقليل الاعتماد على البترول الذي يكلف الدولة مبالغ طائلة نظير استيراده من الخارج، وذكر خبراء الطرق، أن التحول لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود؛ يحقق فوائد اقتصادية، ويقلل تلوث الهواء، كما أنه يخلق مركبات صديقة للبيئة.
فوائد اقتصادية
قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ الطرق والنقل في جامعة عين شمس إن استخدام الغاز الطبيعي كوقود بديل للبنزين له تأثير إيجابي من عدة نواحي، أولا من الناحية البيئية حيث إنه أقل تأثير وضرر على البيئة من الوقود الإكفوري.
وأضاف في تصريحاته لـ"دار الهلال" أن إيجابيتها من الناحية الاقتصادية تتمثل في كونها أوفر خاصة بعد اكتشافات حقول الغاز بمصر وخاصة في شرق المتوسط، لافتا إلى أن هناك مؤشرات تقول إن مصر سيصبح لديها مخزون من الغاز الطبيعي وهو الأمر الذي يقلل من تكلفة الوقود خاصة وأن نسبة كبيرة من وقود السيارات مستورد من الخارج.
وأوضح أن اللجوء للغاز الطبيعي سيعمل على توفير العملة الصعبة التي تستورد بها، وبالتالي سيؤثر بالإيجاب على الاقتصاد المصري، كما أن استخدام الغاز الطبيعي سيقلل من التأثيرات السلبية الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي، نظرا لكونه أقل ضررا من التقليدي، ناهيك عن كونه أرخص من الإكفوري.
وأكد مهدي، أن تعميم الغاز الطبيعي على كل المركبات سيكون بالتدريج، ولكن يجب أن يصاحب هذا التدريج تعميم انتشار لمحطات الغاز الطبيعي، وتأهيل كل المحطات للتمويل بالغاز الطبيعي على مستوى مدن ومحافظات الجمهورية.
توفير العملة الصعبة
ومن جانبه، قال الدكتور عماد الدين نبيل، استشاري الطرق والنقل إن مصر دولة منتجة للغاز الطبيعي، وبالتالي فهو يقع ضمن نطاق إنتاج الدولة، ناهيك عن اكتشافات حقول الغاز في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن وجود هذا المخزون يتيح فرصة كبيرة للدولة، حيث تحويل المركبات للغاز الطبيعي بدلا من السولار.
وأضاف في تصريحاته لـ" دار الهلال" استشاري الطرق والنقل أن معظم مشتقات البترول يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة ونتيجة لهذا التحول فالدولة توفر مخزونها بالخزانة العامة للدولة، كما توفر في الناتج القومي المحلي.
وأوضح أن التحول للغاز الطبيعي من الناحية البيئية فهو أفضل في استخدامه من السولار نظرا لأن تلوث الهواء الناتج عن استخدام السولار أكبر من الغاز الطبيعي، وبالتالي فهذا التحول بجانب فوائده الاقتصادية أفاد أيضا الجانب البيئي من خلال تقليل تلوث الهواء.
وتابع نبيل، أن الدولة تتجه لجعل المركبات صديقة للبيئة، واستخدام الغاز الطبيعي هو إحدى الوسائل المساهمة في ذلك، مضيفا أن التحول للغاز الطبيعي سيساعد على انتظام وجود مصادر الوقود داخل قطاع النقل العام دون الحاجة للاستيراد.
وأكد أنه النقل الأخضر سيشهد تعميم خلال الفترة القادمة، وهو النقل الذي يعتمد على وسائل الطاقة المتجددة، والذي يعمل على خفض التلوثات البيئية، ومنها: النقل بالكهرباء ويليه السيارات الهجين وهي التي تستخدم جزر كهرباء مع جزء وقود، ومن استخدام نوع من الوقود النظيف كالغاز الطبيعي.