«البيئة»: استضافة مؤتمر الأطراف الـ27 فرصة هامة لتحقيق الأهداف المشتركة للدول الأفريقية
قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، إن استضافة إفريقيا لمؤتمر الأطراف الـ27 لتغير المناخ يعد فرصة هامة لتحقيق الأهداف المشتركة للدول الإفريقية.
جاء ذلك خلال اجتماعها اليوم، مع مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ بحضور خالد فودة محافظ جنوب سيناء؛ لمناقشة عدد من الموضوعات التفاوضية الهامة ذات الصلة بالدول النامية والإفريقية.
وأضافت فؤاد، أن الاجتماع جاء بناء على رغبة الجانب المصري في وجود المفاوضين الأفارقة في مكان واحد والتحدث بصوت واحد للتفاوض على تلك الموضوعات، وحث المفاوضين على توحيد الموقف الإفريقي والتنسيق المباشر بين المفاوضين الأفارقة لتعزيز الموقف تجاه القضايا ذات الاهتمام للقارة السمراء من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي عادل لمكافحة الاختلال المناخي.
وأوضحت أن هذه الاجتماعات تسعى إلى التمسك بمبادئ اتفاق باريس لضمان الوصول للتنمية المستدامة لشعوب القارة السمراء.. منوهة بأنه سيتم مناقشة عدد من الموضوعات التفاوضية ذات أهمية للدول النامية والإفريقية والتي تُركت بدون حل وتخص تغير المناخ الذي أصبح أعظم تحدي تواجهه الأرض خاصة بعد جائحة "كورونا"، وفقد الكثير من الكائنات وتدهور الموارد الوطنية للبلدان.
وأشارت إلى أن أهم الموضوعات التي سيتم مناقشتها هو التكيف مع الآثار السلبية لمخاطر تغير المناخ، قائلة: "إن قارتنا أكثر تهددًا بتغير المناخ وتضررًا منه بصورة كارثية".
ولفتت إلى أنه يجب مناقشة موضوعات أخرى ذات أهمية بالنسبة لدولنا مثل ضرورة اتخاذ الدول المتقدمة زمام المبادرة في التخفيف من الانبعاثات المسببة لظاهرة تغير المناخ، والتأكيد على ضرورة العمل على توفير وسائل التنفيذ اللازمة من تمويل ونقل تكنولوجيا وبناء قدرات للدول النامية لمساعدتها في إجراءات التكيف مع مخاطر تغير المناخ والتخفيف من الانبعاثات.
واستعرضت بعض المراحل الأساسية التي مرت بها القارة الإفريقية منذ عام 2015، حيث أصبحت إفريقيا منذ هذا الوقت تتحدث بصوت واحد رغم تغير القيادات الإفريقية على المستويات المختلفة بين الدول من رئاسة الاتحاد الإفريقي واجتماعات لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بالتغيرات المناخية والمؤتمر الوزاري الإفريقي للبيئة، ولكن احتفظت الدول بنفس موقفها الموحد الذي تعهدت به عند تمرير الرئاسة من دولة لأخرى.
وأشارت إلى الخطوات التي تم اتخاذها خلال مرحلة إعداد مبادرة (التكيف الإفريقية) وتم عرضها على رؤساء الدول في 2015 وعلى الدول الأطراف في الاتفاقية، والتي أدركت حينها الدول أن الأمر ليس سهلا، لافتة إلى رحلة العمل الطويلة التي خاضتها الدول لتوضيح أهمية التكيف ووضعه على رأس أولوياتها وتوضيح ذلك للدول المتقدمة.
وقالت فؤاد، إن مصر أثناء رئاستها للمؤتمر الوزاري الإفريقي للبيئة ولجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بالتغيرات المناخية حرصت على توضيح أن التكيف أولوية للقارة الإفريقية وبدعم من جميع المفاوضين، حيث يعتبر الهدف العالمي للتكيف أولوية رئيسية في مؤتمر الأطراف الـ26 وهو أولوية للقارة.
وأضافت أنه من أجل توضيح أهمية التكيف للقارة السمراء تم اتخاذ خطوتين هامتين، حيث حرصنا على أن يكون في أية فرصة على المستوى العالمي أن نعبر عن أهمية التكيف لقارتنا، ففي 2018 عندما ترأست مصر المؤتمر الـ14 للدول الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي حرصنا على التأكيد على ملكية قارتنا للمبادرة وتبنينا مع الوزراء الأفارقة الإعلان الإفريقي حتى تم اعتماده من السكرتير العام في هذا الوقت.
ولفتت إلى حرصنا على النظر إلى التنوع البيولوجي دون عزله عن تدهور الأراضي وتغير المناخ نظرًا للارتباط الوثيق بينهم، حيث لم يتم تحقيق التنمية المستدامة لبلداننا دون الربط بين الثلاث اتفاقيات، لذلك فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق مبادرة للربط بين الاتفاقيات الثلاث.
وتابعت قائلة: "قدمنا طلب لاستضافة إفريقيا مؤتمر الأطراف الـ27 عن طريق المؤتمر الوزاري الإفريقي للبيئة (AMCEN) في ديسمبر وأيضًا عن طريق رؤساء الدول.. فالموضوع لا ينحصر فقط على الترتيبات اللوجستية بل ننظر لكيفية قيادة العملية التفاوضية لما يلائم متطلبات قارتنا وخاصة أنه سيتم طرح جميع الموضوعات الهامة للقارة في المؤتمر، فموضوعات التمويل، على سبيل المثال هامة للغاية نظرا لكون التمويل وبناء القدرات وآليات التنفيذ متطلبات ستمكنا من تنفيذ ما اتفقنا عليه في اتفاق باريس".
وأوضحت أنه عند مناقشة الدول المتقدمة والرئاسة الإنجليزية لمؤتمر الأطراف الحالي، نتشارك سويًا لرئاسة تحالف التكيف لا نسعى فقط لتوفير تمويل جديد وإضافي ولكن أيضا تيسير الوصول للتمويل المناخي وهو هام جدًا للوفاء باحتياجات الدول النامية وقارتنا وربط كل ذلك بالهدف العالمي للتكيف.
وأشارت فؤاد إلى أنه من خلال عملية التيسير بصفتنا أعضاء في مجموعة الـ77 والصين والمجموعة العربية نحاول الوصول لطريقة للتوجيه والدعم لعملية التفاوض وإيجاد أرض مشتركة للدول النامية ولعرض الموضوعات المشتركة للنقاش من أجل الوصول لحل لهذه الموضوعات.
ووجهت الشكر للمفاوضين الأفارقة ولرئيس المجموعة الإفريقية على تنسيق وتيسير عمل مجموعة المفاوضين الأفارقة والحفاظ على وحدة موقفنا الذي تعهدنا به منذ 2015 عند الإعلان عن اتفاق باريس.
وتستضيف مدينة شرم الشيخ تلك الاجتماعات حتى 18 يونيو الجاري، بحضور رئيس المجموعة الإفريقية و40 مفاوضًا من كبار المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ ونقاط الاتصال المعنيين بتغير المناخ وممثلي الدول الإفريقية، بالإضافة إلى المنظمين من سكرتارية المجموعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويشارك من مصر الوفد التفاوضي المعني بتغير المناخ بكل من وزارتي الخارجية والبيئة.
كما يشارك الوفد المصري الممثل من كافة الوزارات المعنية في الاجتماعات الافتراضية للهيئات الفرعية، حيث من المقرر عقد عدد من الاجتماعات للمفاوضين بمصر تمهيدًا للاجتماعات المقبلة للأجهزة الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والاجتماعات التحضيرية.
جدير بالذكر أنه تم اختيار مدينة شرم الشيخ في مصر لعقد هذه الاجتماعات لتوافر الإمكانيات والخبرات التي تتمتع بها المدينة في تنظيم مثل هذه المؤتمرات الدولية، بالإضافة إلى إتباعها معايير الصحة والسلامة الواجب مراعاتها في ضوء انتشار جائحة "كورونا".