رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هل كانت الدراما سبباً فى مذبحة قرية أبوحزام؟

3-6-2021 | 21:42


ممدوح الصغير,

جريمة قرية أبوحزام فى قنا تعتبر واحدة من أغرب الجرائم التى حدثت  فى صعيد مصر خلال نصف قرن أو أكثر، لا أريد أن أطلق عليها جريمة قتل بل هى مذبحة، وربما فكرتها استمدت من الدراما التى غزت عقولنا، وصوّرت للمشاهد غيبة القانون، للأسف من قام بالمذبحة نفذها على طريقة مسلسل "نسل الأغراب" على غرار ما كان يحدث فى المسلسل الذى شوّه للصعيد ومذبحة قنا أول الثمار.

لا أقول إن الجنوب مدينة فاضلة خالية من الجرائم، توجد جرائم دم ولكنها ليست بالبشاعة التى تمت في المذبحة الأخيرة، وأتذكر تصريحات للواء عصام الحملى، مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد عام 2017، عندما قال إن محافظة الاقصر خلال عام واحد لم تشهد سوى 3 جرائم قتل خلال عام واحد، ونجحت الشرطة فى كشف  لغز الـ 3 جرائم خلال ساعات قليلة، بعدما تبين أن اثنين منهم بسبب مشاجرة، وبنسبة مقاربة كانت محافظة أسوان التى تزيد فى عدد سكانها نصف مليون نسمة عن الأقصر، حتى الجرائم التى عرفتها محافظة قنا الكبيرة بمراكزها وقراها الكبيرة لم تكن بالصورة البشعة التى حدثت فى قرية أبوحزام.

دون تردد أتهم دراما رمضان الماضى بأنها شريك فى  طريقة تنفيذ الجريمة، وربما نفذت الجريمة على غرار ما تم في أحداث "نسل الأغراب" و"ملوك الجدعنة"، حيث مباريات الدم، مما جعل المشاهد يشعر بأنه يعيش فى دولة أخرى غير مصر.

وهناك جرائم عديدة نفذت بفكرة من واقع الدراما والسينما، فى مطلع الألفية الجديدة تخلصت زوجة من زوجها فى محافظة الشرقية عبر السم فى الشاى بجرعات خفيفه مات على أثرها بعد 60 يوما، الفكرة استوحتها من فيلم أجنبى كانت تعرضه إحدى الفضائيات الكبرى، الزوجة كانت تمر بفترة من المشاكل مع زوجها، وبسببها ظهور الحب الحرام فى حياتها، غرقت فى بحر الخطيئة ولكنها تريد أن تظهر حبها للنور، طلبت الطلاق،  رفض الزوج، فوسوس لها الشيطان بالفكرة خلال مشاهدتها للفيلم، ونفذتها كما فعلت البطلة، وتم اكتشاف جريمتها بعد شهور من الجريمة، واعترفت بأن طريقة القتل جاءتها عبر فيلم سينمائى.

صناع الدراما عليهم أن يستعرضوا الأرقام أمامهم، مصر يزيد عدد سكانها على  100 مليون نسمة، عدد كبير منهم ربما يصل للربع أميين، عقولهم خاوية تستوعب أن يزرع بها الشر والدمار والخراب، ومذبحة قنا ضد التنمية التى تريدها الدولة حاليا والتي تنفذ مشروع القرن "حياة كريمة" بتوفير الخدمات للقرى فى الجنوب، وسوف يكون طوق النجاة  لانتشالها من براثن الفقر.

لا أدافع عن الجنوب كواحد من أبنائه، والجنوب ليس فى حاجة  لسطوري، الحياة هناك أكثر أمانا من القاهرة بفضل ثقافة العيب التى تطبق قبل الحلال والحرام.

كل من عرف بالتفاصيل التى نفذت بها مذبحة قرية أبوحزام  دون أن يجهد نفسه وجد نفسه يرجع لأحداث مسلسل "نسل الأغراب"، المذبحة نفذت على نمط السيناريو الذى عشنا تفاصيله خلال شهر رمضان الماضي.

أتمنى أن تكون أقلام خبراء المركز القومى للبحوث الاجتماعية متابعة لاعترافات المتهمين فى المذبحة، لحظتها ستكون الإجابة فى طريقة التفكير، فمن أرتكب المذبحة كان يريد الانتقام من شخص  لإشعال نار الدمار، وصعّب الأمور على قوات الأمن التى مطلوب منها السيطرة على الأمر وبتر الخلاف فى مجتمع يؤمن بثقافة القصاص والثأر.