كشفت وزارة السياحة والآثار عن فكرة سيناريو العرض الجديد للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والذي يجرى به حاليا مشروعا ضخما لتطويره وترميمه، حيث سيضم أقساما جديدة به لخدمة الفكر المتحفي الحديث حتى يكون مؤسسة علمية منافسة على مستوى عالمي.
وأشارت الوزارة - في بيان أصدرته اليوم /السبت/ إلى أن مشروع ترميم وتطوير المتحف يهدف إلى تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية للمتحف، والذي يعد واحدا من أهم وأعظم متاحف منطقة حوض البحر المتوسط بأسرها، فهو يتمركز في أقدم الشوارع الأثرية الرئيسية لمدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط وحلقة الوصل بين اليونان ومصر قديما.
ويقوم سيناريو العرض المتحفي بتسليط الضوء على الدولة الحاكمة والحياة السياسية في مصر خلال العصر البطلمي والروماني، بجانب عرض لشكل الحياة اليومية اليونانية والرومانية بالإسكندرية والذي يتطرق لعرض لفكرة الديانة والعبادات في العصرين اليوناني والروماني.
ويشمل سيناريو العرض الجديد، التركيز على المعرفة والعلوم الفكرية، حيث تمثل الإسكندرية منارة للعلوم والثقافات الحضارية المختلفة، وأيضا قبلة يحج إليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تأثير ثقافي وحضاري، كما يشمل على التعبير عن النشاط الفني بالإسكندرية من خلال القطع الأثرية والتي تعبر عن عبادة المعبود ديونيسوس، راعي المسرح في الإسكندرية قديما، كما سيتم عرض التطور العقائدي الجنائزي في العصرين اليوناني والروماني من خلال التوابيت والمومياوات والأواني الكانوبية وشواهد القبور الجنائزية وبورتريهات الفيوم، والتمائم التي ترجع إلى العصور التاريخية المختلفة.
كما يتم عرض الفن البيزنطي والفن القبطي من خلال البقايا المعمارية المميزة مثل الأفاريز، زخارف السقوف، قواعد الأعمدة، التيجان، المعموديات، النسيج، العملات، مجموعة الراعي الصالح، جداريات، منحوتات ومسارج وقنينات.
وسيضم المتحف قطع أثرية توضح التبادل التجاري والعلاقات الخارجية الاقتصادية والحربية والصناعات الصغيرة والحرف المصرية المنتشرة في أرجاء مصر المعمورة في العصور القديمة، والتي تم تبادلها مع بعض الدول الصديقة، كما سيتم عرض فكرة التجارة الداخلية والخارجية والعلوم والتكنولوجيا والجيش المصري عبر العصور.
وسوف يتم تزويد المتحف بصالة لكبار الزوار، قاعة للمؤتمرات، مكتبة تضم أندر الكتب بالعالم، وقاعة التربية المتحفية لجذب الأطفال إلى المتحف من خلال الورش والأنشطة المختلفة التي تهتم برفع الوعي الأثري لديهم، وذلك بعد تجهيز أماكن مناسبة لخدمة ذوي الأحتياجات الخاصة.
يشار إلى أن المتحف اليوناني الروماني افتتح لأول مرة في عام 1893، وذلك في مبنى صغير على طريق الحرية بمدينة الإسكندرية، وفي عام 1895 تم نقله للمبنى الحالي، حيث قام بافتتاحه الخديوي عباس حلمي الثاني يوم 26 سبتمبر من نفس العام، ليعرض العديد من القطع الأثرية التي تم العثورعليها في محافظة الإسكندرية والتي يرجع معظمها إلى العصور البطلمية والرومانية.