تعتبر مصر أم الدنيا وسيدة التاريخ وملكة عجائب القصص والحكايات والتاريخ، وما هي إلا قصة وبعض القصص يفوق الخيال ويستعصي على المنطق والبعض الآخر مضحك وطريف ودرامي وتراجيدي.

لكن تلك الحكاية هي ما ينطبق عليها المثل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وهي ما تعرف بحادثة كفر الزيات التى أتت بالخديوي إسماعيل على عرش مصر.

 بدأت القصة حين أقام الوالي محمد سعيد باشا والي مصر، حفلا كبيرا في قصره بالإسكندرية، ودعا إليه سائر الأمراء وكبار رجال الدولة، ومن ضمن المدعوين كان الأمير وولي العهد أحمد رفعت باشا ابن ابراهيم باشا أخو سعيد باشا والأمير إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا أخيه الأصغر والأمير حليم باشا أصغر أبناء محمد علي باشا.

 لكن الأمير إسماعيل اعتذر عن الحفل لاعتلال صحته بينما ذهب الأميران الآخران وخلال العودة عن طريق السكة الحديد مرا على منطقة كفر الزيات ولعبور الضفة الأخرى كانت عربات القطار تعبر على معدية (كل ثلاث عربات في المرة) فحين علم عمال المعدية أن بالقطار أمراء الأسرة العلوية قاموا بشد المعدية بقوة أكبر لأجل إظهار همتهم في العمل فانقلبت العربة التى تحوى الأمراء من قوة الدفع ونجا الأمير حليم لنحافته فاستطاع الخروج.

أما الامير أحمد فادركه الغرق لبدانته فلم يستطع الخروج، وبموت الأمير أحمد، أصبح الأمير إسماعيل هو ولي العهد، فقد كان نظام التوريث في أسرة محمد علي هو الأرشد فالأرشد والأمير حليم كان أصغر من الأمير إسماعيل، لذلك لم يستطع تولي العرش فكان الأمير إسماعيل هو ولي العهد ثم حاكم مصر بعد وفاة محمد سعيد باشا لاحقا فيالها من صدفة وقدر غريب.