رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في نهاية شهر العسل اكتشفت أن زوجها تاجر مخدرات.. اعترافات مر عليها 20 عاما !

7-6-2021 | 13:04


ممدوح الصغير,

الشيطان يجد متعة مع الفقراء الذين لا قيم بداخلهم.. والبيت الذي لا تقام فيه الصلاة تسكنه كتائب الشياطين.. هكذا كان حال منزلنا.. هذه بداية كلمات .س . التي احترفت تجارة المخدرات خلفا لوالدتها وزوجها وسقطت بعد سنوات من إلقاء القبض على زوجها.

هي ترى أن أسرتها استطاع الشيطان أن يقودهم لإفساد المجتمع وتدميرهم.. حسب كلامها أنها ولدت ضمن أسرة فقيرة.. أم قاسية.. أب فقير.. مات مبكرا دون أن يطمئن على مستقبل أبنائه الذين تركهم يواجهون مصيرهم مع الحياة.

كل أشقائها لم يعرفوا طريق المدارس.. مجرد السنوات الأولى.. بعضهم يعرف يكتب اسمه.. وبعضهم لا يقرأ في الصحف سوى عناوين صفحات الرياضة.

 لقائي معها  مر عليه أكثر من 20 عاما وأول سؤال لها كان كيف كان طريق والدتك للاتجار في المواد المخدرة؟.

بعد وفاة والدي تغير لون الدنيا أمامنا لم يعد لنا مصدرا للدخل كنت في أول طور المراهقة.. والدي كان عامل يعمل طوال النهار ليعود لنا بجنيهات قليلة تسعدنا وأحيانا لا تكفينا للعشاء من الفول طعام الفقراء.

ودون أن يكون لنا رأي كان قرار والدتي بالاتجار في المخدرات.. نحن لم نعرف أنها دخلت عالم تجارة الموت إلا بعد أن تبدلت أحوال منزلنا.. الأثاث القديم المتهالك يخرج ويحل بدلا منه جديدا.. كنا نتجمع حول جهاز تليفزيون لا يزيد عن 14 بوصة.. تغير الحال وصار في كل غرفة تليفزيون ملون بشاشة مكبرة جعلتنا نرى النجوم بأحجامهم الطبيعية.

معذرة.. نحن أسرة عرف كيف يسيطر الشيطان على عقولها.. قلوبنا سوداء تجاه المجتمع..  فقراء.. وأصبحنا من الأثرياء.. نستطيع أن نفعل أي شيء بالأموال التي دخلت حافظة نفوذ كل منا.

والدتي نقطة توزيع لكل الأصناف عدا المخدرات الغالية وهي الهيروين والكوكايين.. في حي إمبابة المدمن ليس ثريا يعشق الحشيش والبانجو والبعض منهم لديه عشق خاص في ضرب البرشام.

•• وماذا بعد؟

كانت حياتي تسير بصورة عادية.. مطالبي يستجاب لها من قبل والدتي.. كل شباب شارعنا يرغبون في أن أنظر إليهم من أسفل أهداب عيوني.. إلى أن جاءت اللحظة التي حلمت بها يوما.. ولكنني لم أتوقع أن أعيشها في الواقع.

خرجت والدتي لتسليم بضاعة كان مطلوبا توزيعها بصورة عاجلة.. ما زلت أتذكر تفاصيلها كانت ليلة في الشتاء.. ونظرا لاتساع نشاط والدتي كانت خطواتها مراقبة من قبل رجال المباحث الذين ألقوا القبض عليها وهي توزع البضاعة.. تم ضبطها متلبسة.. ولم تفلح جهود المحامي الذي أسرعنا إليه في الدفاع عنها وحكم عليها بالسجن 10 سنوات.

لا أنكر أنني صادفت الخوف عندما دخلت والدتي السجن صرت مسئولة عن أشقائي، أحد شباب الحي طلبني للزواج وقال إن والدتي طلبت منه رعايتي بعد دخولها للسجن.. كنت أشاهده مع والدتي التي كانت تثني عليه بالمدح.. وهو الأمر الذي جعلني أوافق على الارتباط به بعد أن حصلت على موافقة والدتي في أول زيارة لها في السجن.

تم الزفاف بعد خطوبة استمرت شهرين وللأمانة خلال فترة الخطوبة لم يجعلني أحتاج إلى شيء..

مفاجأة

في نهاية شهر العسل اعتراف زوجي لي بأنه كان شريك والدتي.. وإنها طلبت منه الزوج مني حتى يستطيع حمايتي وكانت المشكلة أن زوجي اتخذ من منزل والدتي مركز لتوزيع تجارة الموت.. يومها صرخت وطلبت منه عدم السير في الممنوع وكفى خسائر ومصائب من طريق تجارة الموت.. أمي في السجن.. أخاف عليه أن يلحق بها.

ولكنه استطاع أن يزيل خوفي.. احتواني.. وبدأ يروي لي ذكرياته في عالم تجارة الموت.. وعرفت منه أشياء عديدة أكثر من التي عرفتها من والدتي.. كان هو حريصا على عدم الظهور لتجار التجزئة الذين يقعون دائما في أيدي رجال المباحث لأنهم يجلسون على المقاهي والمخدرات معهم. ولكنني رغم كلمات الثقة بأن أنزع الخوف من داخلي ترددت في الحمل منه.

وكانت مخاوفي على حق.. وقبل أن أحتفل بعيد زواجي الأول كان زوجي في يدي العدالة ضبط في لحظة لم يتوقعها، سقط بالخيانة وشى به أهم أصدقائه ولحق بوالدتي في السجن.

لم يكن أمامي مفر من اقتحام عالم تجارة الموت.. والدتي في السجن.. وزوجي شرف هو الآخر بعد حكم المحكمة بسجنه 10 سنوات ودخلت طريق تجارة الموت..

•• السقوط؟

خلال عملية.. رجال مباحث قسم إمبابة استطاعوا أن يزرعوا رجلا لهم بيننا.. عمل معنا 9 شهور نجح في كل الاختبارات وعرف كيف يخدعنا؟. مثلما سقطت والدتي سقطت  أخر كلمات << س  >>.. الأمان ثروة أي إنسان بسيط.. أي امرأة في الكون تتمنى أن تكون في أحضان زوجها.. الشرطة تحرسها لا تطاردها.