لا أتحمس إلا بضرب الشلوت .. حوار نادر لـ نجيب الريحاني يكشف فلسفته بمواجهة مصاعب الحياة
الضاحك الباكي نجيب الريحاني، واحد من عمالقة المسرح والسينما وأحد رواد الكوميديا ومؤسسيها، ما إن يقف على المسرح الذي يعشقه حتى تضج الصالة بالضحك، هو "حسن عاشور أبو طبق" الفقير الذي يبحث عن وظيفة ويقع في حب "لعبة"، وهو "حمام" مدرس اللغة العربية الذي يقف الحظ بجانبه ويعمل مدرس خصوصي لـ"ليلى" ابنة الباشا، هو أحد أهم فناني الكوميديا في تاريخ الفن المصري، أطلق عليه الكاتب المسرحي الفرنسي "أندريه جيد" لقب "موليير العرب".
وأجرت مجلة الإثنين -الكواكب الآن- حوارًا نادرًا مع "الريحاني" نشر بتاريخ 13 يونيو 1949، تناول الحديث مع "الريحاني" شؤون التمثيل والرحلات التي قام بها إلي الخارج، وبدا في حديثه بسييطا كعادته تحدث عن رسالته في الحياة، وأقوال مأثورة له.
وتنشر بوابة "دار الهلال" مقتطفات مما قاله الريحاني فى حواره:
يقول: كان الممثل "ساشا جيتري" يمتاز بشخصية قوية متسلطة وهذا سر نجاحه وموضع خطئه في نفس الوقت، فإنه لم يتيح لغيره من الممثلين على المسرح فرصة لإبراز مواهبهم، حين زرت إيطاليا أعجبت بالجيل الجديد من الممثلين الذي بزغ نجمه هناك وقد شاهدت مسرحية في ميلانو أعجبت بها جدا حتى أني هنأت مدير الفرقة على نجاح أفراد فرقته".
وعن شخصية "كشكش بك" قال بخفة ظله المعهودة: شخصية كشكش بك التي تتصف بالسذاجة والبساطة وسلامة النية أصبحت غير ذات موضوع في هذا الزمن ويحسن أن أفكر في شخصية تخلفها ولتكن شخصية ابن كشكش بك".
رسالته في الحياة
عند سؤاله عن رسالته في الحياة أجاب: "رسالتي "شربة" اجتماعية مرة في "برشامة" حلوة ظاهرها إضحاك الناس على آلام الناس فاذا خلوا لأنفسهم تفكروا فبكوا من الألم والعبرة، ومن هنا تبدأ "الشربة" مفعولها الحقيقي في تظيف النفوس لا البطون، ومن كان في "ذمته" وجع أو في "نفسيته" ورم زال أو ابتدأ في الزوال".
كانت للريحاني فلسفة في المادة منتزعة من تجارب الحياة وقد تحدث عنها فقال: " في أول العمر رأيت اليوم الأسود بدون قرش أبيض وفي وسط العمر"تكربست" الفلوس على دماغي بوفرة فلم أعرف ما قيمته، وكنت أصرف ما في الجيب إعتمادا على ما في الغيب وأخيرا خشيت أن أشيخ فأهون، فأغزروني إن أحببت القرش لا لأني أراه خيرا بل لأكتفي به الشر في صيف العمر".
مأثورات الريحاني
من أقواله المأثورة "أنا رجل لا أتحمس إلا إذا ضربت بـ"الشلوت"، فكلما "رقعني" القدر "كفا" تحمست للجهاد والعمل من جديد فشكرا للمصائب".
ويقول: "سئلت عن عقاب النصاب وأقول إن النصاب رجل ذكي مقنع أوتي من سعة الحيلة واللباقة ما يحيل به الباطل حقا، وضحية النصاب ليس إلا المغفل، فهل نعاقب ذكيا من أجل مغفل؟ المسألة فيها نظر".
وقال"أظرف الناس في رأيي من لا يتدخل فيما لا يعنيه".