لدى دكتور أحمد خالد توفيق الملقب "بالعراب" لأنه جعل الشباب يقرأون كما كتبوا على قبره، تلاميذ كثر وجمهور ضخم من جميع أنحاء الوطن العربي وبالأخص في مصر من جميع محافظاتها، فالحب الجمّ الذي شمل شباب مصر تجاه هذا الرجل الدكتور والأديب الكبير حب من نوع خاص، عاطفة شديدة الوطئة والترسيخ شقت مسارها في قلوب كل مَن قرأ له أو تعامل معه، ولا يختلف إثنين على محبة هذا الإنسان وسبل علمه وثقافته وأخلاقه.
وتواصلت بوابة "دار الهلال" لأحد تلاميذ الدكتور أحمد خالد توفيق، وهو الكاتب الروائي الشاب محمد علي منصور، الذي تأثر به وبأدبياته وكتبه ورواياته، والتقى معه العديد من المرات، وحاز على نصائحه وملاحظاته له، وهو أيضًا أخذ حرفة كتابة الرواية وصار على نهجها.
وقال الروائي الشاب عن بداية معرفته بدكتور أحمد خالد توفيق، إنها أخذت مرحلتين للمعرفة، الأولى حين بدأ في القراءة له قبل أن يلتق به شخصيًا وكان ذلك في مرحلتة الدراسة الإبتدائية، وذلك عن طريق مداومته الذهاب إلى مكتبة المدرسة للاطلاع والقراءة، وكانت تلفت نظره أعمال "روايات الجيب" لدكتور خالد توفيق، مثل الرجل المستحيل، وسفاري.
وتابع "منصور": هذه الروايات بدأت تجذبني لها منذ أن فتحت صفحاتها الأولى، نظرًا لأنها تتمتع بأسلوب سردي مميز وبسيط، وتتسم بالسلاسة في اللغة والتعبيرات، وتعد خفيفة وممتعة وسريعة الأحداث لا تشعر بالملل عند قراءتها، وتشعل فتيل أفكارك، كنت أشعر بقراءتها كأني أشاهد فيلم سينمائي وتصور لي أني أعيش في مغامرة لا أريدها أن تنتهي...وهذا ما جعل الأمر سهل بقراءتها برغم صغر سني وقتها.
وأضاف: أما بالنسبة للمرحلة الثانية للتعارف والتواصل الحقيقي معه، عندما كبرت وعلمت بأنه يعيش في طنطا في نفس محافظتي التي أسكن فيها، وأنه يعمل أستاذًا بكلية الطب، وكنت أداوم الذهاب إليه هناك لألتقيه وأتعلم منه وأخذ نصيحته وملاحظاته في أعمالي التي أكتبها، وكان يعطيني رأيه القيم سواء بالإيجاب أو السلب، إلى أن توفاه الله وللأسف كنت وقتها أدرس بكلية الآثار في قنا.
وواصل "تلميذ المبدع الراحل" حديثه: دائمًا كان في مجال الكتب والنقد والأدب، فلم أكن أقضي معه أوقات كبيرة نظرًا لانشغاله، فقط كنت أقضي معه فترات متكررة، أقصاها ثلث ساعة.
وعلى الجانب الإنساني لدى دكتور أحمد خالد توفيق، أشار "منصور" إلى أنه كان في قمة الاحترام والذوق مع الجميع، فمعاملته مع الكل واحدة، يعلوها المحبة والاحترام، وبالأخص مع الشباب فكان لا يفرق بين شاب وآخر في معاملته، ويبادر بالنصيحة والحديث ولا يخفي أو يبخل بمعلومة لنا، لم يكن لديه أي نوع من أنواع الغرور أو التعالي، فإنه إنسان لا يوجد مثله.
وتابع: كنت أرتبك وأنا أجلس معه، فقد كنت أجلس في منتهى الهدوء وأنا جالس في حضرته أعرض عليه شيء وأنتظر رأيه، كان يقرأ لي ولو وجد نقد ما كان يوجهني إليه، وكان يساعدني على التطوير من نفسي، وكان نقده نقد بنّاء للتشجيع، وكانت أهم الملاحظات التي دائمًا يتصحني بها هي القراءة الكثيرة لتقوية لغتي وفكري ونمو نفسي.