«علم النفس الإيجابي في المجال الرياضي».. كتاب جديد لـ مرعي سلامة يوسف
احتفل الدكتور مرعي سلامة يوسف، الأستاذ في كلية التربية بجامعة حلوان، بتوقيع كتابه "علم النفس الإيجابي في المجال الرياضي"، ويضم كتاب مرعي، نماذج نظرية، وتطبيقات بحثية، جمعها ونقلها إلى العربية، من أجل إثراء المكتبة البحثية العربية.
وحول فكرة الكتاب وكيفية الربط بين علم النفس كأحد ميادين العلم والرياضة كمجال آخر، تحدث "يوسف" موضحًا أن علم النفس يتكون من أربعة وخمسين فرعًا منها علم النفس الرياضي، بمعنى تطبيقات علم النفس في المجال الرياضي ويأخذ رقم 47، وهناك علم النفس الإيجابي ويأخذ رقم 17 في فروع علم النفس، وفكرة الكتاب هنا هي الجمع بين هذين العلمين في مكان واحد بمعنى إمكانية تطبيق علم النفس الإيجابي في المجال الرياضي.
يشرح "سلامة يوسف" أنه درس مجال علم النفس في فرنسا بهدف تيسير عرض البحوث والكتب والمقالات الأجنبية والوصول لخلاصتها وتقديمه للباحثين الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى تلك المعلومات وخاصة في مجال علم النفس الإيجابي الرياضي، لذا حاولت في الكتاب البحث عن الجوانب النظرية والبحثية لتطبيقات هذا المجال.
جمع الأستاذ بجامعة حلوان البحوث المرتبطة في هذا المجال وصنَّفها على فصول، ويقول: أضفت فصلين جديدين، الأول مرتبط بالجهد العربي المبذول في هذا المجال، والثاني مرتبط بالمقاييس التي يمكن استخدامها لتقديم المزيد من الأبحاث العربية. حيث استغرق مني ثلاث سنوات لينتهي في شكله الكامل والنهائي.
يعلق "يوسف" على تطبيق أفكار علم النفس الإيجابي لتنمية الرياضيين، ومدى استيعاب المؤسسات الرياضية المصرية لتطبيقات مثل هذه العلوم، حيث حاول المؤلف من خلال كتابه الجمع نظريًا بين علم النفس الإيجابي وتطبيقاته في المجال الرياضي، موضحًا أن علم النفس الرياضي بدأ في مصر في عام 1964، وبدأ تطبيقه تدريجيًا طيلة العقود السابقة حتى اعتمدته وزارة الشباب والرياضة منذ عام 2011، "وفي العام 2011 حصل على دورة تدريبية كأخصائي نفسي رياضي لكن لم يعمل بها في وقتها لارتباطه بالسفر إلى الخارج"، وأوضح أن الإخصائي النفسي الرياضي هو المختص بالفرق الرياضية واللاعبين وهو مجال عمله الحالي".
يلفت المؤلف إلى إنجازات الوسط الرياضي خلال عشر سنوات ماضية، قائلا: أعطيك عددا من الأمثلة للألعاب الفردية مثل الجمباز والإسكواش الريشة الطائرة، فهي ألعاب فردية تعتمد على الرقم تحتاج إلى جانب التدريب البدني تدريبًا عقليًا ضمن علم النفس الرياضي، وهذه العلوم نأمل أن يتم تطبيقها أيضا في التربية بحيث يكون الطالب متفائلا ومحبًا للدراسة.
ويضيف: تشكيل الجهاز المعاون للفريق الرياضي تتحكم فيه اعتبارات مختلفة، فمثلا يمكن أن تشارك في التأهيل النفسي الإيجابي لفريق لكنه إذا لم يحقق إنجازا من حيث إحراز البطولات، فأنت مهدد بالرحيل مع المدرب مثلا، أيضا تشكيل جهاز جديد تحكمه اعتبارات أخرى، وهناك أعداد ضخمة حاليا في مصر من الأخصائيين النفسيين لكن النظر لإنجازها يرتبط بالإنجاز النهائي للفريق المرتبط مثلا بالمدرب.
وعن العلاقة المعقدة بين الانفعال الفردي والانفعال الجماعي لمشجعي الفرق الرياضية، يؤكد "سلامة يوسف" أن سلوك الإنسان منه جزء مرتبط بالتكوين مثل شخص هادئ وجزء مرتبط بالموقف مثل التوتر، وهذه العلاقة بين الانفعال الفردي والجماعي يمكن فهمها في ضوء ظاهرة التسهيل الاجتماعي، مثلا وجدت ذات مرة كبار السن يجرون وسط مجموعة من الشباب، ويؤدون نفس المجهود تقريبا، وذلك لأنهم دخلوا وسط الموقف الاجتماعي الذي اندمجوا فيه، ويشبه ذلك الانفعال الاجتماعي.
واستكمل: الانفعال العادي من الجماهير يكون مرتبط بالموقف وليس له علاقة بطبيعة الشخصية الهادئة في تكوينها لكننا نجده عندما يبادر أحد ويسب لاعب أو يؤدى فعلا عنيفا نجد الكل يشترك معه لاغيا تفكيره وسط الانفعال الجماعي.
وحول المرحلة التي يمكن أن يتدخل فيها علم النفس مع الرياضي، اختار المؤلف أن تكون مرحلة الطفولة، موضحًا أن تكوين عمليات عقلية مثل التأمل أو تقليل الضغط أو تعزيز الجانب الترفيهي النفسي، حيث يفضل أن يكون مع اللاعب والرياضي منذ مرحلته المبكرة.
تستطيع الرياضة أن تعزز الجانب التأملي والإدراكات العقلية لأي فرد بشكل عام، وخاصة وأن هناك ألعاب خاصة بالتأمل، لذا يشير "يوسف" إلى أن الجانب النفسي للرياضي يحقق له الثقة بالنفس أو كفاءته في إدراك ذاته أو ما يمكن تمثيله بتحديد وضعه في أي موقف يدخل فيه، فمن الجوانب العقلية الانتباه والتركيز وأيضا الاسترخاء ومهارة التنفس بشكل منتظم، ما يؤكد أن الجانب النفسي مرتبط بالجانب العقلي بشكل مستمر.
اهتم كذلك المؤلف بدراسة الظواهر الرياضية، مثل الشغف والامتنان والأمل والتفاؤل والقدرة على الصمود والإصرار، وكلها ظواهر من علم النفس الإيجابي ولكن لم تدرس في الرياضة، كذلك تناول أهمية تكوين عمليات عقلية مثل التأمل أو تقليل الضغط أو الجانب الترفيهي النفسي.