رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرف على مراحل تشييد السفن.. "الأنفوشي" أقدم ورش الصناعة بمصر

11-6-2021 | 22:09


جانب من الأعمال

دعاء عبد الرازق

بالرغم من صغر منطقة بحري إلا أن موقعها الجغرافي الذي جعل البحر  مكون أساسي في طبيعتها، فأصبحت المهن الرئيسة لسكان بحري هي الصيد وصناعة أدواته وبيعها، وتحوي الأنفوشي على أقدم ورش لتصنيع المراكب والسفن في مصر.

 أصل مهنة صناعة السفن ومؤسسيها في مصر تحديدًا في منطقة الأنفوشي، كل من تعلم الصنعة تعلمها منهم ثم مارسوها في المدن الآخرى، فهي قديمة العهد، موجودة قبل وجود الملك فاروق في قصر رأس التين، في البداية كان مكان ورش صناعة السفن بجوار قصر الملك، ولكن الملك فاروق أمر بنقل الورش لمنطقة الأنفوشي لأنها كانت تُسبب له الإزعاج.

وألتقت "دار الهلال" مع أحد صُنّاع السفن المهرة يُدعى"إبراهيم القبطان" الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 50 عام فهي مهنة أجداده، وأخبرنا عن مهنة صناعة السفن –التي وصفها بإنها هوايته قبل أن تكون مهنته- والأدوات المستخدمة ومراحل تصنيع السفينة. 

وقال "تُصنع السفينة من خشب شجر مصري مثل شجر التوت، نُحضره من أماكن مثل؛ سيدي سالم والمطرية وهي أماكن متخصصة في خشب الشجر، وكمية الخشب المستخدم يتوقف على حجم السفينة بالطول فالمقاسات هنا تتراوح بين 3م و60م، فالمركب الصغيرة بالمجاديف طولها 3م، ومراكب السياحة والصيد تصل إلى 60م مصنعة من خشب أو حديد، أما المراكب أكبر من60م صعب صناعتها في الورشة، لأن ليس لدينا إمكانيات تضعه في البحر فمركب طولها 60م يكون عرضها من 18م لـ 20م لا تتوافر لدينا المعدات اللازمة، وتقوم شركات معينة بتصنيع هذا الحجم الكبير من السفن تتوافر فيها إمكانيات الصناعة".

وأضاف "ثم نضع تصور هيكل من الخشب للمركب المراد تصنيعها، ثم نضع المسامير ونربط الصامولة، وبعد ذلك يتم عمل "الأرينة" وهي أرضية المركب وأساسها، والمركب إما تكون خشب أو حديد، والمصنعة من حديد تكون كلها حديد ماعدا الكابينة والداخلي فيها خشب".

 أما عن تحديد مواصفات المركب والوقت المستغرق للإنتهاء منها؛ يقول "القبطان" أن الزبون يأتي إلي ويطلب مواصفات معينة للمركب أو اليخت الذي يُريده ثم أبدأ العمل فيها، والوقت المستغرق في المركب مختلف حسب المساحة، مثلًا مركب 3م تستغرق حوالي 20 أو 25يوم، أما المركب التي تصل إلى 60م تأخذ أكثر من عام أو عامين.

ويتذكر "القبطان" إنه في عام 1993م عمل على صناعة يخت أستغرق فيه حوالي 6سنوات، وكانت تكلفتة 6مليون جنيه، وتُعد هذه تكلفة ضخمة في ذلك الوقت، وكان خشبها مستورد من فرنسا.

ودائمًا ما يُستخدم الخشب المصري في صناعة السفن إلا إذا طلب الزبون الخشب المستورد، ويتم استيراد الأخشاب من فرنسا أو إيطاليا أو أسبانيا.

أما مكّن المراكب ومولدات الكهرباء بالسفينة فكلها مستوردة لا تُصنع في مصر، يتم استيرادها من كوريا وأمريكا واليابان وألمانيا والصين، تتوقف الأنواع بحسب إمكانيات صاحب السفينة.

ويختتم "القبطان" حديثه بأن مايقرب من 80% من مراكب الصيد والسفن السياحية الموجودة في مدن مصر السياحية مثل؛ شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، تم تصنيعها في الأنفوشي.

وهذه المهنة مرتبطة بشكل كبير بوجود السياحة في مصر، في الوقت الذي تزدهر فيه السياحة في بلدنا لا نستطيع أن ننتهي من الطلبات المتزايدة، أما في الوقت الحالي ومنذ عدة سنوات مع إنخفاض نسبة السياحة في مصر يقلّ عملنا كثيرًا وقد يتوقف أحيانًا.