أعلنت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، عن اختيارها للفيلم السويسري "فرح" إخراج جوليا باتتر لافتتاح الدوره الـ22، والتى ينظمها المركز القومى للسينما، بقيادة السيناريست محمد الباسوسي، كما يرأس المهرجان الناقد عصام زكريا، ومن المقرر أن تنطلق فعالياته بداية من الأربعاء المقبل حتى 22 يونيو.
وقال الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، إن الفيلم وثائقي طويل وتدور أحداثه في "80 دقيقة" حيث يرسم صورة للقاهرة الحديثة والمجتمع الذي يجب أن يواجه فيه جيل اليوم وضغط التقاليد الراسخة والاضطرابات الثقافية والاقتصادية التي تجبر المجتمع المصري على إعادة اكتشاف نفسه من خلال ثلاثة أزواج مختلفين اجتماعياً وثقافياً ودينياً.
وأضاف أن مخرجة الفيلم "جوليا بونتر"، ولدت في جينيف بسويسرا في 1990، ودرست السينما في مدرسة الفنون في لوزان، وعرض مشروع تخرجها في العديد من المهرجانات الدولية من بينهما مهرجان كليرمون فيرون السينمائي الدولي، ثم أخرجت الفيلم التسجيلي القصير "في المنزل" في 2015، و"فرح" وهو فيلمها التسجيلي الطويل الأول.
وتحدثت مخرجة الفيلم عن تجربة صناعتها له فقالت: "انتقلت إلى القاهرة في 2015 لأصنع هذا الفيلم، ووقعت في غرام هذا البلد وعاصمته، وبنائه الاجتماعي الذي يتميز بالتعقيد والتناقضات الجذابة، والتي يمكنها أن تكون فاتنة ومزعجة في ذات الوقت، بدلاً من تقديم الزواج على إنه اتحاد أبدي بين شخصين، يحاول الفيلم استخدامه كذريعة للحديث عن الرجال والنساء، والضغوط الاجتماعية التي يوجهها الأزواج الشباب كل يوم.
وتابعت "بونتر": "تسعى مصر حالياً نحو التطور، ويتمزق مجتمعها بين الأفكار الغربية عن الحرية والرغبة في احترام الأدوار التقليدية للرجل والمرأة في المجتمع، في محاولة اكتشاف مقومات الزواج في هذا البلد، أدهشني قسوة القيود الاجتماعية وعنفها الجوهري في مواجهة الأفراد، ومع ذلك، لم أعتبر ضرورة الزواج مشكلة يجب على الشباب المصريين التخلص منها ليعيشوا أحراراً وسعداء".
وأضافت: "تعد العائلة ركيزة أساسية لهذا المجتمع، والزواج أمر لا مفر منه، ويطرح الفيلم هذا الأمر كحقيقة دون التشكيك في شرعيتها، وفضلاً عن ذلك، حتى إذا لم يرتاب الأزواج الشباب في أمر مؤسسة الزواج، فهم يطرحون الأسئلة، وما يثيرني على وجه التحديد هو لحظات الشك هذه، ويمارس المجتمع المصري شكلاً من أشكال العنف تجاه الفرد، لكنه في رأيي ليس نوعاً من "صراع الحضارات، فالضغط الاجتماعي المرتبط بالزواج موجود في سويسرا أيضاً، لكنه أكثر عنفاً في مصر، والأهم من ذلك أنه يأخذ شكلاً مختلفا".
وتابعت: "ويستكشف الفيلم هذا الاختلاف دون الحكم عليه أو إدانته، لكنه يؤكد على وجهة نظري تجاه بعض الأسئلة، وأتمنى من خلال عرض تناقضات ومفارقات أبطال الفيلم، أن تبرز إنسانيتهم خلف هذه الاختلافات".
واختتمت: "بين الحس الفكاهي والعواطف الناتجة عن أهمية الأفكار المطروحة، أردت فيلماً قوياً ومكثفاً ولطيفاً في ذات الوقت، مثل القاهرة وأبطالي، من خلال إتاحة الفرصة لأصوات أبطالي الحميمية الصادقة، ويتيح لنا الفيلم التعرف على تطلعات ومخاوف الشباب المصري في حاضرنا هذا".