رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«إلحاق الأذى أو الجرح».. ما هي خطورة فترة المراهقة على الأبناء؟

13-6-2021 | 22:35


المراهقة

سلوى مظلوم

تساهم العوامل البيئة والاجتماعية في تشكيل شخصية الطفل فترة المراهقة، لتخريجه قادرا على التحدى دون إلحاق أي أذى للمجاورين له، خاصة أن القانون المصري ليس لدية مادة واضحة لمعاقبة هؤلاء المذنبين، وطرق العقاب المتبعة حتى الآن تزيد من معدل الجريمة والعنف لديهم، إذ أكد الخبراء أن العلاج النفسي يجب أن يُفعل دوره بشكل سليم، وأن المعالج النفسي يجب أن يكون له دورا فعالا في المدارس والجامعات ودور الرعاية، حتى المستشفيات، والنادي، يجب أن يخصص له وقت مثل حصص اللغة العربية، والرياضيات، لتوضيح دور العلاج النفسي وتأهيل الأبناء خاصة في سن المراهقة لمواجهه أي عوامل سلبية تؤثر على مسار حياتهم.

خطورة فترة المراهقة على الأبناء

قالت الدكتورة منال عادل أخصائي العلاج النفسي بجامعة حلوان، إن الجميع يدرك تماما خطورة فترة المراهقة على الأبناء، لكن حسن التصرف والحكمة في اتخاذ القرارات يجعل تلك الفترة تمر بسلام، لافتة إلى أن هناك عوامل بيئية واجتماعية تساهم في تشكيل شخصية الطفل في تلك المرحلة، مشيرة إلى أنه إذا كان الوازع الديني في البيئة المحيطة به قوي ومسيطر فمن شأنه تخريج جيل قادر على التحدي والنجاح.

وأضافت أخصائي العلاج النفسي بجامعة حلوان، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن العوامل الخارجية المحيطة بنا أصبحت مصدرًا للإزعاج والقلق، إذ زادت وسائل التواصل بين الناس وأصبحت مصادر الحصول على المعلومة متعددة مما جعل دور الأسرة أصبح أكثر أهمية، لافتة إلى أن الأسرة أصبحت كسلاح المدافع أمام تلك المصادر التي يتعرض لها الطفل في مرحلة نموه.

له نفس التأثير على كلا الطرفين

وأشارت إلى أننا في الوقت الحالي نشاهد الكثير من الجرائم التي ارتكبت بواسطة مراهقين مثل: «قتل أو إلحاق عاهة مستديمة، أو ما شابه ذلك»، لافته إلى أن ارتكاب مثل هذه الجرائم يكون له نفس التأثير على كلا الطرفين، وأن المصاب يشعر بالإهانة وضياع حقوقه مما يؤثر عليه فيما بعد عند اتخاذ أي قرار، وعادة ما يكون لديه اضطرابات وتوتر، إلى جانب ممارسة العنف مع أي شخص يشعر بالخطر تجاهه.

وأكدت أنه على الجانب الأخر فإن الطفل الذى ارتكب الجريمة يزداد لديه الشعور بالقلق والاضطرابات، فضلا عن اتباعه لهذا الأسلوب مع المحيطيين به، لافتة إلى أن القانون المصري ليس لدية مادة واضحة لمعاقبة هؤلاء المذنبين بل إن طرق العقاب المتبعة حتى الآن تزيد من معدل الجريمة والعنف لديهم، موضحة أن العلاج النفسي يجب أن يُفعل دوره بشكل سليم، وأن المعالج النفسي يجب أن يكون له دورا فعالا في المدارس والجامعات ودور الرعاية، حتى المستشفيات، والنادي، يجب أن يخصص له وقت مثل حصص اللغة العربية، والرياضيات، لتوضيح دور العلاج النفسي وتأهيل الأبناء خاصة في سن المراهقة لمواجهه أي عوامل سلبية تؤثر على مسار حياتهم.

إلحاق الأذى أو الجرح 

في ذات السياق، قال الدكتور حسن رشاد، استشاري الطب النفسي، إن السلوك العدواني يوجه بهدف إلحاق الأذى أو الجرح لكائن حي آخر، وغالبا ما يسلك البعض السلوك العدواني عندما يعاني ضغوطًا جسدية أو معنوية، فيلجأ لتأكيد الذات من خلال ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير، لافتا إلى أن ذلك يكون رغبة أساسية للإيذاء، فالعدوان خصوصا لدى المراهق هو رغبة يتم التعبير عنها باستخدام الفعل، مشيرا إلى أنه يتم إيذاء شخص ما عن طريق شخص أو مجموعة من الأشخاص أكثر سطوة، إذ يقومون بهذا الاعتداء بدون أي مبرر ويتكرر هذا الاعتداء مع قدر كبير من الشعور بالاستمتاع.

وأضاف استشاري الأمراض النفسية في تصريح لـ«دار الهلال»، أن خصائص المراهق العدواني حيث إن لديه مشاعر الذنب منخفضة، فالمراهقون الذين يظهرون تعاطف قليل أو معدوم تجاه الأشخاص أو الحيوانات، ودائما ما يتعرضون  للأذى بشكل مباشر أو غير مباشر، فهم لا يصلحون أخطاءهم أو يشعرون بالذنب لما فعلوه، لافتا إلى أن المراهقين العدوانيين لديهم عادة التهور وضعف في ضبط النفس سواء مواقفهم وعواطفهم.

وقال إن المراهق عادة ما يميل إلى أن يكون أداؤه في المدرسة ضعيف وتكوّن مواقفه سلبية تجاه كل ما له علاقة بالوضع المدرسي وكذلك يظهر لدى المراهق العدواني انخفاض في التسامح، مؤكدا أنهم عادة ما يدخلون  بمعارك حادة مع الآخرين ويحبون القيام بأنشطة مُرتبطة بالعنف، على سبيل المثال، لديهم حب للرياضة العدوانية، ألعاب الفيديو، الأفلام، المصارعة.

 استفزاز الآخرين للرد بعنف

وأوضح أن المراهق العدواني يكون مصدر إزعاج للناس من حوله باستمرار بسبب سلوكه السيء والعدواني، لافتا إلى أنهم يميل إلى استفزاز الآخرين للرد بعنف، محددا طرق العلاج المختلفة  للسلوك العدواني عند المراهقين، قائلا: «إذا كان المراهق عدواني للغاية، يخرج الوضع عن السيطرة ففي هذة الحالة يمكن أن يتعرض للخطر أو يعرض الآخرين للخطر، لافتا أنه من الجيد أن يذهب إلى أخصائي لتلقي المساعدة، حيث يقوم الأخصائي بتوجيه الآباء أيضا، حتى يتسنى لهم اعتماد التدابير المناسبة لبدء ممارسة السلطة على أطفالهم بطريقة سلمية وبناءة، مؤكدا أنه في بعض الحالات يجب على المراهق أن يبدأ بالعلاج النفسي، الذي سيساعد على تعليمه كيفية التعامل مع إحباطه بطريقة مناسبة، حسب الحالة الشخصية يمكن الجمع بين العلاج النفسي وبعض الأدوية، لافتا أنه من الضروري للوالدين وضع قواعد وحدود واضحة لأبنائهم في المنزل، لهذا من المهم أن نضع في الاعتبار أن كلا الوالدين يجب أن يوافقا على تنفيذهما لهذه القواعد، مؤكدا أنه من أكثر الأخطاء شيوعا التي يرتكبها الآباء، هو إنشاء سلسلة من القواعد وفي النهاية لا يهتموا بوجودها.

وأشار إلى أنه من الضروري معرفة أنه إذا تم وضع عقوبة على المراهقين، يجب تأكد من تنفيذها وإلا فمن الأفضل عدم القيام بذلك، لافتا أن هذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها الشخص سواء كان بالنسبة له أو بالنسبة للمحيطين به، مشيرا أن التعامل السليم معها سوف ينقلنا إلى الأمان والاستقرار النفسي والاجتماعي.