رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمين عام الناتو: قمة اليوم فتحت فصلا جديدا من فصول التعاون بين ضفتي الأطلنطي

14-6-2021 | 23:00


أمين عام الناتو

دار الهلال

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) يانس ستولينبيرج أن قمة الحلف التي عُقدت في بروكسيل اليوم الاثنين كانت ناجحة، وأنها فتحت فصلا جديدا من فصول التعاون بين ضفتي الأطلنطي.

ورحب ستولينبيرج -خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة- بما اعتبره "عودة الولايات المتحدة إلى انتهاج روح التعاون مع شركاء الأطلنطي الأوروبيين"، ورحب كذلك بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام إدارته بتكثيف الاستثمار المالي في مجالات الدفاع المشترك عبر الأطلنطي وتعظيم سائر أوجه الدعم الأمريكية لقدرات الحلف.

وقال ستولينبيرج إن قادة دول الحلف قد جددوا التزامهم المشترك بالعمل لتحقيق الأمن الجماعي لكافة دول الحلف وشعوبه، مضيفًا أن روح العائلة كانت سائدة بين قادة الأطلنطي، وأن مداخلات قادة دول الحلف "كانت ودية للغاية"، ومكَّنت من إصدار قرارات مهمة ستكون طويلة المدى والتأثير في مسيرة عمل الحلف المستقبلية.

وأكد ستوليبنيرج أن الحلف سيدافع بقوة عن قيمه الإنسانية العظمى في مواجهة جيران الحلف ممن وصفهم بـ"النظم المتسلطة".

وأضاف أن قادة الحلف قد رحبوا بالمشاورات التي جرت اليوم بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين استباقا للقمة المقررة عقدها بينهما في جينيف، وفي هذا الصدد، شدد أمين عام الناتو على ضرورة العمل على تحسين العلاقات بين الحلف وروسيا، مقرًا بأنها قد وصلت "إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، نتيجة للتصرفات الروسية المهددة لأمن دول الناتو".

كما أكد ستولينبيرج حرص قادة الحلف على مواصلة "الحوار البناء مع جيران الحلف، تفاديًا للتصعيد وسوء الفهم"، منوّهًا بأن سكرتارية الحلف التنفيذية "مستعدة دوما للحوار" مع جيران الحلف وبخاصة روسيا والصين، تحقيقًا لهذا الهدف، وهو ما أوصى به قادة الحلف في ختام قمتهم اليوم.

وتابع أن قادة الحلف قد رحبوا كذلك خلال القمة بتجديد اتفاق الحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) بين الولايات المتحدة وروسيا، معبرين عن تطلعهم إلى استمرار جهود الحد من التسلح، وقيام الناتو بدور فاعل فيها في الأعوام القادمة.

قال أمين عام الناتو إن قادة دول الحلف قد تطرقوا في اجتماعهم اليوم إلى "الصين والتهديد الذي تشكله على أمن دول الحلف من خلال سياساتها الرامية إلى توسيع رقعة نفوذها على حساب المصالح الأمنية للناتو"، وكذلك انتقد أمين عام الحلف ما وصفه بـ"قيام الصين بالتوسع في ترسانتها النووية وتطويرها لوسائل إيصال متقدمة للرؤوس النووية التي تمتلكها الصين والتي زاد عددها أيضًا"، وكذلك انتقد أمين عام الحلف ما وصفه بـ"النهج المعلوماتي المضلل للصين وقيامها بعمل تدريبات مشتركة مع روسيا في منطقة الأورو–أتلانتيك".

وأضاف أنه "في هذا الصدد، جدد قادة دول الناتو دعوتهم للصين لاحترام التزاماتها الواردة في إطار النظام الدولي، والتصرف بصورة مسئولة تليق بمكانتها كقوة عظمى في كل ما تقوم به من تحركات على الأصعدة الفضائية والرقمية والبحرية".

وحول وثيقة الناتو 2030، قال أمين عام حلف شمال الأطلنطي إن أجندة عمل الحلف حتى العام 2030 التي صادق عليها قادة الحلف في ختام قمتهم اليوم قد أصبحت وثيقة ملزمة لسكرتارية الحلف، موضحًا أنها تستهدف تعزيز منتدى التشاور بين ضفتي الأطلنطي ورفع مستوى التنسيق السياسي، كما تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع، وزيادة الاستثمارات في المجال الدفاعي، وتعزيز القدرة التكنولوجية للحلف في المجالات الدفاعية وسائر تطبيقاتها، وما يستوجبه ذلك من تعظيم التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث في كافة دول الحلف، وإنشاء "صندوق أطلسي للابتكار والاختراع".

كما تشتمل أجندة عمل الحلف للعام 2030 العمل على تعزيز أواصر التعاون بين الناتو ودول الباسيفيك الآسيوي وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وكذلك مد ذراع التعاون للحلف مع دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وتقوية أواصر العمل المشتركة بين الحلف والاتحاد الأوروبي.

وتستهدف أجندة عمل الحلف لعام 2030 كذلك تكثيف التدريب القتالي المشترك، وبناء القدرات الدفاعية لدول الحلف وشركائه بدءًا من أوكرانيا وجورجيا وانتهاءً بالأردن والعراق.

وحول الأمن وقضايا المناخ، قال أمين عام الناتو إنه كان لافتًا أن ناقش قادة الحلف في قمتهم اليوم -ولأول مرة- علاقة التغيرات المناخية بالتحديات الأمنية التي يواجهها الحلف الذي تلقت سكرتاريته العامة تكليفًا من القادة بتعميق البحث في هذا الملف وعمل تقدير للموقف والإجراءات العملية المطلوب اتخاذها تمهيدا لعرضها على قمة قادة دول الحلف القادمة في العام 2022 بما في ذلك بحوث الانبعاثات والاحتباس الحراري وعلاقتها بالأداء العسكري لقوات الحلف.

وتابع الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي أن الحلف قد تلقى تكليفا من قادة دوله الأعضاء بأن يكون له دور فاعل في الجهد العالمي المبذول للقضاء على الانبعاثات الضارة بالبيئة وصولا بها إلى الصفر بحلول العام 2050، وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للحلف إن قادة الحلف قد وجهوا الشكر إلى رئيس حكومة كندا جوستين ترودو لعرضه استضافة أول مركز للأبحاث المتقدمة للناتو حول قضايا المناخ والأمن.