رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نيويورك تايمز: آسيا بطل الجائحة لاتزال على بعد أميال من خط النهاية

15-6-2021 | 14:42


اصابات كورونا

دار الهلال

سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء الضوء على وضع فيروس كورونا في بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والأسباب التي جعلت هذه البلدان التي تقدمت على العالم في احتواء فيروس كورونا تتأخر الآن في السباق للخروج من الجائحة.

وذكر التقرير أنه في حين أن الولايات المتحدة، التي عانت من تفشيات أكثر خطورة، تملأ الملاعب الآن بالمشجعين الحاصلين على التطعيم وتكدس الطائرات من أجل الإجازات الصيفية، لا يزال أبطال الجائحة في الشرق عالقين في دائرة من عدم اليقين والقيود والعزلة .

ففي جنوب الصين، أدى انتشار المتغير دلتا، المكتشف للمرة الأولى في الهند، إلى فرض إغلاق مفاجئ في جوانجتشو، إحدى العواصم الصناعية الرئيسية. وشددت كل من تايوان وفيتنام وتايلاند وأستراليا قيودها أيضًا بعد تفشي المرض مؤخرًا، بينما تتعامل اليابان مع ضجرها من موجة رابعة من الإصابات، وسط مخاوف من وقوع كارثة فيروسية بسبب الألعاب الأولمبية.

وحيثما أمكن، يستمر الناس في حياتهم هناك، مع الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي وإبقاء النزهات قريبة من المنزل .. ومن الناحية الاقتصادية، نجحت المنطقة في الصمود في وجه الجائحة بشكل جيد نسبيًا بسبب نجاح معظم البلدان في التعامل معها في المرحلة الأولى.

ولكن مع بقاء مئات الملايين من الأشخاص دون تطعيم من الصين إلى نيوزيلندا - ومع إبقاء القادة القلقين الحدود الدولية مغلقة في المستقبل المنظور - يتضاءل التسامح إزاء تقييد الحياة، حتى مع تسبب السلالات الجديدة في زيادة التهديد، حيث سئم الناس متسائلين لما تأخرت بلدانهم ومتى ينتهي روتين الجائحة، بحسب التقرير.

وفي حين يتباين التأخر من بلد إلى آخر، إلا أنه ينبع بشكل عام من نقص اللقاحات.. ففي بعض الأماكن، مثل فيتنام وتايوان وتايلاند، تسير حملات التطعيم بالكاد، فيما شهدت دول أخرى، مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، زيادة حادة في التطعيمات خلال الأسابيع الأخيرة، لكنها لا تزال بعيدة عن إعطاء اللقاحات لكل من يريدها.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه بينما يحتفل الأمريكيون بما يبدو وكأنه فجر جديد، سيبدو باقي هذا العام بالنسبة للعديد من سكان آسيا البالغ عددهم 4,6 مليار نسمة كالعام الماضي إلى حد كبير، مع معاناة شديدة للبعض وعدم يقين لآخرين بشأن عودة الحياة الطبيعية.

وقد تكون هناك المزيد من التقلبات .. ففي جميع أنحاء العالم، تراقب الشركات ما إذا كان التفشي الجديد للفيروس في جنوب الصين سيؤثر على محطات الموانئ المزدحمة هناك .. وفي جميع أنحاء آسيا، يمكن أن يفتح تعثر طرح اللقاح الباب أيضًا أمام مزيد من عمليات الإغلاق التي يغذيها انتشار السلالات والتي تلحق أضرارًا جديدة بالاقتصادات وتدفع بالقادة السياسيين إلى خارج مناصبهم وتغير ديناميكيات القوة بين الدول، على حد قول التقرير.

وأوضح التقرير أن جذور تلك المخاطر تعود إلى القرارات التي اتخذت قبل أشهر، قبل أن تتسبب الجائحة في أسوأ مذابحها.

فابتداءً من ربيع العام الماضي، راهنت الولايات المتحدة وعدة دول في أوروبا بشكل كبير على اللقاحات واعتمادها السريع وإنفاق المليارات لتأمين الدفعات الأولى منها، حيث كانت الحاجة ملحة .. ففي الولايات المتحدة وحدها كان الآلاف من الناس يموتون كل يوم، في ذروة تفشي المرض، فيما أخفقت إدارة البلاد للأزمة بشكل كارثي.

ولكن في أماكن مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، ظلت معدلات الإصابة والوفيات منخفضة نسبيًا مع فرض القيود على الحدود، والامتثال العام لتدابير مكافحة الفيروس، وإجراء الاختبارات وتتبع المخالطين على نطاق واسع .. وبسبب إبقاء وضع الفيروس تحت السيطرة إلى حد كبير، ومحدودية القدرة على تطوير اللقاحات محليًا، كانت الحاجة أقل إلحاحًا للتعاقدات الضخمة، أو الإيمان بحلول لم تكن مثبتة في ذلك الوقت.

ويقول الدكتور سي جيسون وانج، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ستانفورد، والذي درس السياسات المرتبطة بكوفيد-19: "كان التهديد المتصور لدى الجمهور منخفضًا، وقد استجابت الحكومات لهذا التصور".

وأضاف أن استراتيجية الضوابط الحدودية، المفضلة في جميع أنحاء آسيا، تجدي نفعًا حتى الآن فقط، محذرًا أنه "لإنهاء الجائحة، تحتاج إلى استراتيجيات دفاعية وهجومية .. الاستراتيجية الهجومية هي اللقاحات".

وأشارت الصحيفة إلى أن انتشار اللقاحات في آسيا حدده المنطق من الناحية الإنسانية (أي الدول حول العالم هي الأكثر حاجة إلى اللقاحات)، والشعور الزائف بالرضا على المستوى المحلي وعدم إمكانية التحكم في إنتاج الأدوية وتصديرها.

ففي وقت سابق من هذا العام، بدت الإعلانات عن التعاقدات مع الشركات والدول التي تتحكم في اللقاحات شائعة أكثر من عمليات التسليم الفعلية. 

وفي مارس، منعت إيطاليا تصدير 250 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" كانت مخصصة لأستراليا من أجل السيطرة على تفشي المرض لديها، كما أن شحنات أخرى تأخرت بسبب مشكلات التصنيع.

وأوضح بيتر كوليجنون، وهو طبيب وأستاذ علم الأحياء الدقيقة في الجامعة الوطنية الأسترالية عمل لدى منظمة الصحة العالمية، الأمر ببساطة قائلًا "الحقيقة هي أن الأماكن التي تصنع اللقاحات تحتفظ بها لنفسها".

واستجابة لهذا الواقع، ولظهور الجلطات الدموية النادرة كمضاعفات للقاح "أسترازينيكا"، حاول العديد من السياسيين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في وقت مبكر التأكيد على أنه لا توجد حاجة كبيرة للاندفاع. 

والنتيجة الآن هي فجوة واسعة بين تلك المنطقة من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى .. ففي آسيا حصل نحو 20 % على جرعة لقاح واحدة على الأقل، وفي اليابان على سبيل المثال، بلغت هذه النسبة 14 % وعلى النقيض، بلغ هذا الرقم 50 % في الولايات المتحدة وأكثر من 60 % في بريطانيا، وفقًا للتقرير.