رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الهلال اليوم» ينشر نص كلمة «عبد العال» أمام الجمعية البرلمانية ‏

12-5-2017 | 13:45


في إطار مشاركته في القمة الرابعة لرؤساء البرلمانات والجلسة العامة الثالثة عشر ‏بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والتي تعقد يومي 12 و13 مايو ‏بالعاصمة الإيطالية روما، ألقى الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، كلمة ‏حول الموضوع الرئيسي لقمة رؤساء البرلمانات، بعنوان "التنمية المستدامة في ‏المنطقة الأورومتوسطية".‏


وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الدكتور على عبد العال حول هذا الموضوع: ‏‏"الصديقة العزيزة لورا بولدريني رئيسة مجلس النواب الإيطالي.. الصديق العزيز ‏بيترو جراسو رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي.. أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ‏ورؤساء الوفود المشاركة.. السيدات والسادة الحضور..‏
    
يطيب لي في البداية أن أعرب عن عميق تقديري للأصدقاء في البرلمان الإيطالي ‏على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا هذا البلد ‏الصديق، كما أعرب عن تقديرنا للجهود المخلصة والدؤوبة التي بُذِلت للخروج ‏بمؤتمرنا هذا في أفضل صورة، وبما يكفل تحقيق أهدافه المرجوة منه.‏

يكتسب موضوع مؤتمرنا هذا أهمية كبيرة، فقد شهدت الفترة الأخيرة حراكًا دوليًا ‏مُكثفًا بغرض خلق مناخ مناسب للتنمية المستدامة للجميع، تبلورت ملامحه في مؤتمر ‏الأمم المتحدة الثالث لتمويل التنمية في يوليو 2015، وصولًا إلى أجندة التنمية ‏المستدامة 2030 التي تم اعتمادها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ‏‏2015، والتي تتضمن 17 هدفًا و169 غاية للقضاء على الفقر ومكافحة عدم ‏المساواة ومعالجة قضايا المناخ على مدى السنوات القادمة حتى عام 2030.‏

إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في منطقتنا الأورومتوسطية هو هدف تجمع على ‏أولويته دول المنطقة بضفتيها الشمالية والجنوبية، وهو ما يفرض علينا تكثيف التعاون ‏في العديد من المجالات لوضع أهداف التنمية المستدامة موضع التطبيق على أرض ‏الواقع.‏

السيدات والسادة الحضور،،

إن قضايا البطالة والهجرة غير الشرعية والإرهاب تمثل إشكاليات كبرى تواجه ‏مجتمعاتنا في الوقت الراهن، تتطلب مواجهتها من خلال منظور تنموي شامل ومستدام ‏يأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية والحقوقية.‏

فمن الضروري معالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلات من خلال القضاء على ‏الفقر، وتطوير التعليم والتدريب ونقل المعرفة والتكنولوجيا وتوفير المزيد من فرص ‏العمل للشباب، وإكسابه المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل ورفع ‏معدلات الإنتاجية والنمو، هذا بالإضافة إلى فتح قنوات للهجرة الآمنة والنظامية بين ‏دول الجنوب والشمال.‏

السيدات والسادة الحضور،،،

لاشك في أن هناك العديد من التحديات التي تقف أمام جهودنا المشتركة في تحقيق ‏التنمية المستدامة، وتواجه مسار التعاون بين شمال وجنوب المتوسط وتحول دون ‏الاستفادة من الإمكانات المتاحة بالشكل المأمول، وأهمها الإرهاب الذي بات ظاهرة ‏عالمية لا تعاني منها منطقتنا فحسب.. بل الكثير من بلدان العالم.‏

السيدات والسادة الحضور،،،

لم تكن مصر بمعزل عن الجهود العالمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما ‏وأن الدستور المصري  ينص صراحةً على ضرورة تحقيق متطلباتها، وفي مقدمتها ‏رفع معدل النمو الحقيقي للاقتصاد القومي.. ورفع مستوى المعيشة.. وزيادة فرص ‏العمل.. وتقليل معدلات البطالة.. والقضاء على الفقر.‏

وقد تم ترجمة هذا الالتزام الدستوري في صورة أجندة وطنية لتحقيق التنمية المستدامة ‏بحلول عام  2030، والتي تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.. وتحسين بيئة ‏الاستثمار.. وتعزيز رأس المال البشري.. كما تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.. ‏وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصري.‏

إننا في مصر لدينا هدف طموح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ليس فقط لدورها ‏الهام في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وإنما أيضًا لدورها الذي لا يقل أهمية في ‏مواجهة الإرهاب، انطلاقاً من الرؤية المصرية التي ترى ضرورة وضع مقاربة ‏شاملة في مواجهة تلك الظاهرة البغيضة، يكون المدخل التنموي أحد أركانها الأساسية.‏

السيدات والسادة الحضور،،،

أود أن أؤكد في ختام كلمتي على أننا مطالبون باستخدام جميع الآليات والأدوات التي ‏توفرها لنا الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط لتوثيق التعاون بين دولنا ‏لمواجهة التحديات والصعوبات المستجدة في منطقتنا والتي تُعرقل مسار التنمية ‏المستدامة، وعلينا أيضاً بذل المزيد من الجهود في مجال الدبلوماسية البرلمانية من ‏أجل التوصل إلى تسويات سلمية للنزاعات والصراعات التي تهدد الاستقرار في ‏منطقتنا.‏

كما أؤكد على أن تحقيق متطلبات التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المرتبطة بها، ‏تتطلب في جانب مهم منها توجيه المزيد من الاستثمارات الأوروبية لدول جنوب ‏المتوسط خاصةً في القطاعات الإنتاجية والخدمية كثيفة العمالة، وبما يشمله ذلك من ‏نقل للمعرفة والتكنولوجيا، فضلاً عن توجيه المزيد من الدعم المادي والتنموي للدول ‏المستقبلة للاجئين في جنوب المتوسط، تفعيلاً لمبدأ المشاركة في تحمل الأعباء.‏

كما يأتي في مقدمة هذه التحديات استمرار الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة ‏في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي" الذي لا ‏يمكن مع استمراره تحقيق التعاون الاقليمي الكامل في الفضاء الأورومتوسطي، وكذا ‏النزاعات المسلحة في سوريا وليبيا التي تسببت في استثناء هاتين الدولتين الهامتين، ‏بما تمتلكانه من إمكانات واعدة، من الاندماج في أطر التعاون الأورومتوسطي بشكل ‏كامل حتى الآن.‏

من هنا، فإن هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى تسويات سياسية دائمة لتلك الأزمات، ‏كي نستطيع توجيه جهودنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في منطقتنا ‏الأورومتوسطية".‏