رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التحول الرقمى.. والإدارة الحديثة

17-6-2021 | 21:35


عبد الرازق توفيق

تشهد مصر أكبر عملية تحول رقمى أنهت عقود الارتجالية فى الإدارة.. وأزالت تلال المعاناة.. وأرست قواعد بيانات صحيحة ودقيقة لتكون أمام المسئول حتى يتخذ القرار الصحيح، طبقاً لتقدير موقف موضوعي.. وحصر كامل ودقيق لموارد وثروات وإمكانيات وأملاك الدولة.. وهو ما يجعل المواطن فى حالة رضا وشعور بالعدالة.. ودولة تواصل النجاحات والإنجازات طالما أن الرؤية واضحة.. والقرار صحيح.. من أهم إنجازات الـ7 سنوات، انتهاء زمن العشوائية والارتجالية والإدارة العقيمة إلى إدارة حديثة علمية تحقق أهدافها بثقة.


مصر أصبحت خلال 7 سنوات تمتلك قاعدة بيانات دقيقة، وهو الأمر الذى يسهل اتخاذ القرار ويرسم السياسات.

 

 

كلما التقيت مسئولاً فى الحكومة وزيراً أو محافظاً.. أتعرف على الكثير من النقاط المضيئة والفريدة التى تجسد الرؤية الرئاسية التى قادت مصر خلال 7 سنوات وحققت للدولة المصرية قفزات وطفرات فى كافة المجالات والقطاعات.


3 لقاءات خلال 24 ساعة، بدأت بلقاء الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، ثم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ثم السيد القصير، وزير الزراعة.. خرجت من هذه اللقاءات بالعديد من الدروس والحقائق التى شهدتها مصر قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلال عهده.


لكل مسئول من الوزيرين والمحافظ نفس التجربة التى عاشها.. كان التوجيه الأول والأهم للرئيس السيسى للوزراء فى مختلف القطاعات هو إنشاء قاعدة بيانات دقيقة عن تفاصيل المجال أو القطاع الذى يقوده كل وزير.. وكل شاردة وواردة.. جميع الإمكانيات والقدرات.. حصر دقيق لكل الأصول.. والعاملين ومستوياتهم بالأرقام الموثقة.. والمكان المحدد.


كانت مهمة صعبة للغاية فى بلد عاش عقوداً طويلة من الارتجالية وعدم الأخذ بأساليب العلم والإدارة الحديثة فى التعامل مع المسئولين أو اتخاذ القرار الصحيح، المرتكز على معلومات دقيقة.. وتقدير موقف موضوعى حتى أن بعض الحاضرين قال: كنا نعيش فى «بلد أبوكيفه».. كانت المشروعات تقام دون دراسة، أو تقام على الورق فقط.. وعندما تسأل عنها، ورغم كونها موجودة فى السجلات.. تجد أنك فى قطعة أرض فارغة!! فعلى سبيل المثال كانت المدرسة تقام لمجرد العثور على قطعة أرض لإقامتها، دون مراعاة للاحتياج الفعلى أو دراسة المناطق الأكثر احتياجاً، فربما تُبْنَى فى منطقة لا تعانى الكثافة الطلابية الكبيرة فى الفصول.. ومنطقة أخرى فى حاجة إليها.. ثم كنا نجد على الورق محطة للمياه النقية، وعندما يطلب المحافظ مشاهدتها على أرض الواقع يجدها مساحة من الأرض الفضاء، وربما تكلفتها تصل إلى 400 مليون جنيه.. المسئول لا يجد بيانات، أو معلومات حقيقية.. ولكن طبقاً لهوى واجتهاد الموظف إذا كان جاداً.. لكن الموظف المستهتر يضرب أرقاماً وإحصائيات.. وكانت القرارات تتخذ لمجرد التواجد.. ولا توجد متابعة أو تحديث وتحسين للخدمة المقدمة.. تسأل لماذا يعانى المواطن فى هذه المناطق رغم وجود محطات أو مدارس؟!.. السؤال: أن المحطة أو المدرسة على الورق فقط.. أو فقدت الصلاحية للخدمة؟!


لم تكن هناك متابعة أو إحصائيات أو قواعد بيانات لمراكز الشباب.. وطالت الارتجالية والإدارة بالبركة عملية الدعم.. فلم يكن هناك حصر بأعداد المستحقين الحقيقيين وما المعايير التى تنطبق على المستحق الفعلي.. لذلك كان الدعم يهدر ولا يذهب لمستحقيه لغياب قواعد البيانات الفعلية.


فى الزراعة.. لم تكن هناك أى قواعد للبيانات أو حصر حقيقى بأرقام الثروات السمكية والحيوانية والداجنة أو المحاصيل والزراعات والمساحات، بل كانت الدنيا تمضى بشكل عشوائى دون معلومات وبيانات، وبالتالى لا يوجد تخطيط ناجح أو قرار صحيح.


من أهم إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الـ7 سنوات أنه أصبح للمصريين دولة حقيقية تمتلك قواعد بيانات دقيقة وحصراً حقيقياً بكل تفاصيل ومكونات الدولة سواء فى الزراعة والصناعة، وفى المحافظات والصحة والتعليم والنقل وكل المجالات والقطاعات.. وعندما تريد اتخاذ القرار الصحيح.. والإجراء الصائب تستدعى فى دقائق معدودة قواعد البيانات الحقيقية.. وتوزيع الخدمات.. ووجود الثروات والقدرات.. والمناطق التى تشهد أزمات ومعاناة.. لا مجال للعشوائية أو الارتجالية.. كل شيء موجود ومحدد.. الصورة واضحة أمامك، خاصة أن لدينا قيادة سياسية تتابع أدق التفاصيل، وتسأل على مدار الساعة واليوم والأسبوع والشهر والعام عن كل شيء.. وهذه الإدارة الرئاسية لم تعرفها مصر إلا فى عهد الرئيس السيسي، لذلك حققت النجاحات الكبيرة وأزالت أسباب المعاناة.. وأعادت الحياة لكافة مؤسسات الدولة.. وعالجت مظاهر الإهدار والتخبط.. فكل شيء مسجل أولاً بأول بالأرقام والحقائق.. حتى أن لكل أصل فى الدولة الآن بيان حالة، أو على حسب قول أحد المسئولين شهادة ميلاد.. كل ذلك يضمن حياة بلا متاعب.. توزيعاً عادلاً للموارد والعوائد.. تجنب حدوث أزمات.. دحر الفساد والفاسدين.. ضمان اتخاذ القرار الصحيح.. وعدم التعدى على أصول وأملاك وأراضى وأموال الدولة.


الإنجاز الكبير الذى تحقق فى عهد الرئيس السيسى بالتخلص من العشوائية والارتجالية إلى أكبر عملية تحول رقمي، لتتحول مصر من عقود الإدارة الارتجالية إلى الإدارة العلمية المبنية على قواعد بيانات صحيحة ومدققة عن كل صغيرة وكبيرة فى مصر فى كافة المجالات لتجسد دولة حديثة وجمهورية جديدة ودَّعت الإدارة العقيمة إلى الإدارة العلمية الحديثة.


المواطن المصرى هو المستفيد الأول من خلال تحقق أعلى درجات العدالة والشفافية وأيضاً الخدمات اللائقة وسهولة الحياة وجودتها وضمان حقوق المستحقين للدعم.. وأيضاً الحصر الدقيق لكل إمكانيات وقدرات وثروات وأملاك وأراضى الدولة، لتصب فى النهاية فى خانة دولة قوية تدير شئونها بالعلم والإدارة الحديثة، وأيضاً مواطن يتمتع بالرضا والولاء والانتماء.. والاستغلال الصحيح والتوزيع العادل لكل موارد وثروات وعوائد نشاط الدولة.. وأيضاً توزيع الخدمات بشكل صحيح وفعال.
فى كل وزارة ومحافظة ومؤسسة هناك قواعد بيانات رقمية صحيحة يستطيع صانع القرار الاستعانة بها فى كل ما يتعلق بالخدمات واحتياجات المواطن.. وأيضاً فى رسم السياسات ووضع الأهداف وتحديد المستهدفين بدلاً من أن تمضى الأمور بشكل عشوائي.


رؤية الرئيس السيسى وفكره الثاقب وراء كل ما يحدث من إنجازات ونجاحات وطفرات فى كل المجالات والقطاعات.. والإدارة العلمية والمتابعة المستمرة، والمتابعة الميدانية.. والتواصل المباشر مع المسئول المعنى بالمشروع، والخدمة والتكليف لمتابعة كل صغيرة وكبيرة فيما يجرى على أرض مصر من بناء وتنمية وتصحيح لأخطاء الماضى لنكون أمام دولة وبحق «زى الكتاب ما بيقول».. التحول الرقمى سوف يغير حياة المواطنين إلى الأفضل.. ويصحح قرارات المسئولين وفى النهاية تكون النتائج كما جاءت فى الرؤية الرئاسية.

تحيا مصر