رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


‏« الأزبكية»‏.. الحديقة الأعرق تتحول لمأوى للكلاب الضالة

12-5-2017 | 16:25


‏ كتبت: أماني محمد

رغم كونها أعرق وأقدم حدائق مصر أصبحت حديقة "الأزبكية" اليوم في حالة يرثى ‏لها، فهي التي فقدت أراضيها بمرور الزمن، فبعد أن كانت مقامة على مساحة تصل ‏إلى 18 فدان أصبحت اليوم لا تتجاوز عشرات الأمتار، يحيطها الإهمال من كل ‏جانب داخل سورها وخارجه. ‏

ولم تشفع أطلال الماضي لتحافظ الحديقة على ما تبقى من عراقتها، فقد أضحت اليوم ‏مأوى للكلاب الضالة التي تنتشر بين أرجائها، فضلًا عن غياب الأمن والنظام بها ‏فهي خالية من أفراد الأمن إلا المتواجدين على بوابتها لقطع تذاكر دخول الأفراد، ‏فضلًا عن غياب الاهتمام بالنظافة وسلال للتخلص من المخلفات، كما رصدت ‏‏"الهلال اليوم" عمليات حرق للمخلفات الشجرية حرقًا داخل الحديقة.‏

وعن تأمين الحديقة، قالت أميرة عبد الله، الفتاة العشرينية، إنها زارت الحديقة مؤخرًا ‏ودخلتها لقضاء فترة انتظار لإحدى صديقاتها كانت ستتأخر لساعة ففضلت التوجه ‏إلى الحديقة بدلًا من الانتظار بالشارع، تضيف: "ما إن دخلت وبدأت في التجول بحثًا ‏عن مكان نظيف للجلوس حتى شعرت أن أحدهم يتبعني وبدأ التحدث معي بحجة أنه ‏خاف عليا من الدخول بمفردي وما كانت تلك إلا محاولة منه لمعاكستي".‏

هذا السبب جعلها تخرج قبل أن تكمل عشر دقائق بالداخل، وفي تقييمها قالت: "هي ‏حديقة رديئة ليست ذات جمال أو نظافة أو أمان فضلًا عن ارتفاع ثمن تذكرتها التي ‏تقدر بخمس جنيهات دون وجود خدمة أو ميزة للحديقة عن غيرها فما هي إلا ساحة ‏خضراء محاطة بسور حديدي".‏

وترجع الأزبكية إلى العصر المملوكي حينما أهدى السلطان قايتباي قطعة أرض ‏مساحتها 60 فدانًا لقائد جيوشه سيف الدين أيبك فأنشأ الأخير فيها الحديقة، وظلت ‏بدائية التصميم غير ممهدة حتى عصر الخديوي إسماعيل فجددها وتحولت في عصره ‏إلى مكان ذات طراز معماري فريد بها دار للأوبرا الخديوية وتمثال لإبراهيم باشا، ‏واللذان انفصلا عن الحديقة فيما بعد ليتحول إسم الميدان هناك على ميدان الأوبرا.‏

وتأسس في الحديقة مسرح وكشك للموسيقى، فكانت وقتها ساحة للاحتفالات الرسمية ‏والشعبية فشهدت الاحتفال بعيد الملكة فيكتوريا من قبل الجالية الإنجليزية في مصر، ‏وكذلك احتفال الجالية الفرنسية بعيد 14 يوليو، والاحتفالات المصرية بعيد الجلوس ‏السلطاني وكذلك احتفالات الجمعيات والمطربين عبده الحامولي ومحمد عثمان.‏

وكان سورها الحديدي يحميها ويحددها عن بقية ما حولها، حتى أمر المسئولون بعد ‏ثورة 23 يوليو بهدمه وإقامة سور حجري مكانه والذي تحول مع مرور الزمن إلى ‏مكتبة مفتوحة ومعرضًا ثقافيا دائمًا، فـ"سور الأزبكية" حتى اليوم يكتسب أهمية ‏خاصة وشهرة واسعة ربما أكثر من الحديقة ذاتها كمكان لبيع الكتب بمختلف المجالات ‏الثقافية والتعليمية بأسعار زهيدة.‏

ولم يكن هدم السور الحديدي أول ما خسرته الحديقة، فقد قسمت مساحتها إلى قسمين ‏وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا، وخسرت جزء من مساحتها أيضًا ورونقها بعد ‏إنشاء المترو فقد تسلمتها شركة مترو الأنفاق ووزارة النقل من سنوات أثناء عمل ‏توسعة المترو وإنشاء الخط الثالث لمترو الأنفاق.‏

وكشف اللواء محمد سلطان، مدير الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة، إنه سيتم ‏مخاطبة شركة مترو الأنفاق ووزارة النقل للوقوف على مدى حاجتهم الآن للحديقة ‏وتحديد موعد تسليمها مرة أخرى لمحافظة القاهرة، مضيفًا أن الحديقة تحتاج إلى ‏التطوير حاليًا لعودتها لمظهرها الحضاري والتاريخي الذي كانت عليه من قبل.   ‏