كنوز تاريخية.. جبل الموتى جبانة الفراعنة والإغريق والرومان
عندما تعود بالزمن إلى الماضي، وبالتحديد عام 1944، أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما اقتربت المعارك من واحة سيوة، ستعرف أن الأهالي تركوا بيوتهم وتوجهوا إلى الجبال للاحتماء بها، مما أسهم في الكشف عن جبل مخروطي الشكل، يحتوي على العديد من التجاويف داخله، ليتبين فيما بعد أنه أحد أهم المواقع الأثرية بواحة سيوة .
ويسمى هذا الموقع بـ"جبل الموتى"، ويقع على بُعد كيلومترين فقط من واحة سيوة، وسمي بهذا الاسم لاحتوائه على 3000 مقبرة، تمتلئ بالمئات من المومياوات، التي يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة الـ26، ويرتفع الجبل 500 متر، عن سطح الأرض، وهو يشبه خلية النحل إلى حد كبير، وأستمر الدفن في جبل الموتى حتى العصرين البطلمي والروماني المتأخر، أي حتي قبيل الفتح الإسلامي لمصر .
يضم الجبل العديد من المقابر الرائعة في تصميمها من أبرزها مقبرة سي أمون وهو أحد الأثرياء الإغريق، وكان يتبع الديانة المصرية القديمة، عاش بسيوة ودفن فيها، وتم الحفاظ علي مقبرته بشكل جيد، وتتمتع هذه المقبرة بأروع النقوش البارزة وتحتوي على رسومات تمثل الآلهة نات وهي واقفة تحت شجرة الجميز، ثم مقبرة ميسو إيزيس أحد أهم المقابر الأثرية بالمنطقة ويوجد بها نصًا يصف الإله أوزيريس بإسم الإله العظيم المبجل في ثات، ويرجح الأثريون أن يكون "ثات" هو الاسم القديم لسيوة، ثم تأتي مقبرة باتحوت وهي مقبرة كاهن للإله أوزيريس، حصل على لقب العظيم في مدينة العادل والمستقيم، ويوجد بالمقبرة نحت لنشيد موجه للإله تحوت، إضافة إلى منظر لطقس ديني يسمى بـ "سحب الثيران الأربعة".
إذا تجولت في إحدي هذه المقابر، تجد نفسك داخل ممر ضيق يؤدي بك لحجرة صغيرة سقفها منخفض مزخرفة برسومات فرعونية بديعة يتشعب منها مجموعة من الفتحات المخصصة لوضع أجسام الموتى، وتنتشر الكثير من الأساطير حول الجبل، فالكثير من أهالي المنطقة يقومون بالحج في أيام معينة من السنة بين الفصول إلي الجبل ويقيمون بين المقابر لمدة 7 أيام لا يتناولون فيها أي طعام إلا ثوم، ظنًا منهم أنه يمنحهم الصحة ويقيهم من الأمراض حتى الفصل المقبل.