«اغتصاب الزوجة» جريمة وهمية.. والشرع: أصل العلاقة الزوجية التراضى
انتشر "هاشتاج" الاغتصاب الزوجي، على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، مما تسبب في حالة من الجدل، وذلك على خلفية إعلان ندى عادل طليقة الفنان تميم يونس، في فيديو تحدثت فيه عن اغتصابها لها أثناء زواجهما.
أوضح علماء الدين الإسلامي، أنه لا يوجد بالإسلام ما يسمي بالاغتصاب، حيث إنه من حق الزوج أن تستجيب له زوجته في الوقت الذي يطلبها فيه، خاصة أن الزواج هو إيجاب وقبول بين الزوج والزوجة وبناء عليه يتم العقد، متسائلين: كيف تكون العلاقة الزوجية غصباً فى هذه الحالة؟
التراضى بين الزوجين
قال الشيخ محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة السابق، إن الزواج آية من آيات الله عز وجل، تقوم على السكن والمودة والرحمة، حيث قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها".
وأكد عز الدين، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن من أهداف الزواج، هو إنتاج الذرية الصالحة، مشيرا إلى أنه من أهدافه كذلك، أن يعف الزوجان بعضهما البعض، فيعطي الزوج زوجته حقها الشرعي، وكذا توافق الزوجة على ذلك ولا ترفض.
ولفت إلى أن هناك تحذير شديد من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حين قال: "إن لربك عليك حق، ولبدنك عليك حق، ولزوجك عليك حق"، مشددا على أنه لا يوجد ما يسمى باغتصاب الزوجة في الإسلام.
وأضاف أن مسألة اغتصاب الزوجة لا أساس لها في الشرع، حيث إنه من حق الزوج أن تستجيب له زوجته في الوقت الذي يطلبها فيه، وأن يتجمل لها كما تتجمل له، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يكون هناك تراض بين الطرفين، دون وجود أي عنف.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، فالمقصود بالأهل الزوجة، وألا تمتنع عنه الزوجة، وكذا يراعي الزوج ظروف زوجته.
ووجه الشيخ نصيحة للشباب المقلبين على الزواج، بأن يعرف كيف كان يتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، وأن تقرأ الفتاة كيف كانت تعيش السيدة خديجة، والسيدة عائشة في منزليهما، مشيرًا إلى أنه كما تعطي الفتاة اهتمامًا للمنزل والفستان والفرح، عليها أن تعطي الاهتمام لتثقيف نفسها، وكذلك الشاب، لأن ذلك واجب عليهما.
أساس العلاقة الزوجية
قال الشيخ أحمد تركى، مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إن الزواج هو إيجاب وقبول بين الزوج والزوجة وبناء عليه يتم العقد، متسائلًا، كيف تكون العلاقة الزوجية غصباً، طالما أنه قبول بين الزوجين.
وأكد أن ما نفهمه من الآية الكريمة "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) البقرة، وخاصةً من قوله "وقدموا لأنفسكم"، أن العلاقة الزوجية ارتواء، وليس أداءً جنسياً، كما الكائنات الأخرى.
وأفاد مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أن الارتواء العاطفي والجنسي، يعني انصهار بين الزوج والزوجة عاطفياً وجسدياً بل وروحياً حتى يكونوا، كما قال الله تعالى "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" البقرة 187.
وتابع أنه في حالة امتناع المرأة عن زوجها، وهى تقبله لتساومه على شيء، أو لتجعله يعانى الحرمان، فهذا حرام، مؤكدًا أن ذلك المقصود بالحديث الشريف "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".
وأشار إلى أن نفس الحكم ينطبق على الزوج، الذى يحرم زوجته من حقها في الارتواء منه، ويتركها تعانى الحرمان، هو كذلك ملعون من الملائكة وفق ما سبق ذكره.
وأضاف أن الله ختم الآية الكريمة التي تتحدث عن العلاقة الزوجية بقوله: "واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه"، ليعني بذلك جنبوا أنفسكم الألاعيب التي تضر الزوج والزوجة فيما أحله الله لكم، فالضرر في هذه المسالة ذنب كبير عند الله.