غياب الزوج بسبب السفر قد يسبب الكثير من المشاكل الأسرية، وتظهر بوضوح عند عودة الزوج من السفر لفترة طويلة، فنجد الكثير من الأسر تشتكى من وجود الزوج والأب الدائم فى المنزل وتدخله فى كل كبيرة وصغيرة فى شئون البيت والأولاد.
ويقول الدكتور مصطفى شحاته ـ استشارى الصحة النفسية: إن الأسرة تعنى زوجا وزوجة وأولاد شراكة ممتدة، كل منهم له حقوق وعليه واجبات، أما أن يتنازل طرف عن دوره بدعوى تحسين الوضع المالى للأسرة، فهذا يؤدى إلى خلل فى منظومة مدخلات تكوين الأسرة السوية.
ويوضح أنه ليس من العدل أن تلعب الأم دور الأب بالإضافة إلى دورها، وأن تعتاد هى الأخرى على عدم وجوده بالمنزل، وتتصرف على هذا الأساس، مما يترتب عليه إحساس الزوجة بأن زوجها ضيف ثقيل على منظومة البيت الجديدة، التى تكونت فى غيابه، وعليه تبدأ الصراعات داخل الأسرة، مرة بين الزوج وزوجته، ومرة أخرى بين الزوج والأبناء.
أما بالنسبة لرفض الأبناء وجود الأب فى المنزل فيقول شحاته: إن غيابه لفترة طويلة يؤدى إلى غياب سلطته عليهم، وتبدأ المشكلة بين أب يريد أن يستعيد سلطته، وأبناء يسعون إلى حياة بلا قيود، فالأب لا يمثل عندهم سوى مصدر مالى يلبى لهم طلباتهم متى أرادوها.
ويرى الدكتور شحاته أن الحل يتطلب ذكاء اجتماعيا من الوالدين فى التعامل مع مثل هذه المشكلات عن طريق الآتى:
- عمل جسور من الود والتفاهم الكامل لكل جديد فى حياة أولادهم.
- المشاركة فى القرارات وليس إملاء القرارات عليهم.
- إن استعادة دور الأب أو الزوج يستلزم الوجود الوجدانى بشكل دائم ومستمر.
- الحرص على أن تكون فترة الغياب ليست بالطويلة المستمرة، ولكن قصيرة متقطعة.
- التواصل الدائم يوميا من خلال قنوات الاتصال الاجتماعى لإثبات وجودك بينهم.
- الاهتمام العاطفى باحتياجاتها ورغباتها حتى لا تصل لمرحلة الفقر العاطفى مما يتسبب فى كثير من المشاكل الأسرية.