رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


30 يونيو عيد قضائي

21-6-2021 | 16:33


صموئيل العشاي,

 

يمثل يوم 30 يونيو عيدا قوميا للمصريين يحتفلون فيه بنجاح ثورتهم وأسقطوا تنظيما سياسيا ظلمهم، بينما يحتفل قضاة مصر ببلوغ شيخ من شيوخ القضاء سن العطاء القانونية، ويستلم شيخ القضاة الراية من بعده، لاستكمال مسيرة الأمل والعمل، فى 30 يونيو يحتفل مجلس رؤساء محاكم الاستئناف وهو المجلس الذى يضم ثمانى محاكم موزعة على مستوى الجمهورية، يرأسها أقدم ثمانى قضاة فى التسلسل القضائي، وترأس هذه المحاكم الثمانى كافة المحاكم الجنائية والمدنية والتعويضات والعمالية والتجارية وغيرها من التخصصات المختلفة التى تقييم العدل بين طرفى الخصومة.

 

وداع دافئ لقاضى قضاة مصر وأستقبال حار للقاضى الجديد، يرحل المستشار عبده الأودن رئيس محكمة إستئناف القاهرة ورئيس مجلس رؤساء محاكم الاستئناف، ويأتى المستشار محمد رفعت رئيس محكمة استئناف الإسكندرية والرجل الثانى فى مجلس رؤساء محاكم الإستئناف، ويحتفل قضاة مصر بالرجلين الذين قدما ولازالا يقدمان الكثير والكثير من أجل تحقيق العدالة والسكنية والاطمئنان فى مختلف ربوع مصر.

 

منصب قاضى القضاة يمثل الموقع الأهم والأبرز، تتذكر معه عبارة رئيس وزراء بريطانيا، الذى قال: "حين علمتُ بأنّ قضاء الدّولة البريطانية بخير، أدركتُ أنّ بريطانيا باتت بألف خير"، وهذه الجملة تطبق على الموقع القضائى المصرى الأبرز، وتدرك جيداً أن الوطن بخير طالماً قضاته بخير، جملة رئيس الوزراء البريطاني، ما كانت هذه الكلمات تخرُج منْ فم هذا الرجل إلّا وقد خبر ما تعنيه السُلطّة القضائية والقضاء بشكل عام للدّولة وأفرادها، قاضى قضاة مصر ليس بالمنصبْ السّهل، وليس بالمنصبْ المُريح، فهو يحمل الأعباء والهُموم ما لا تُطيق الجبال على حمله، فهو مسئول عن العدالة فى إيطار الدوائر العديدة التى تبُتْ فى أمر النّاس، وتحكُم بينهُم، ويسعى القضاة الجالسون فى هذه المحاكم المتعددة جاهدين للوصُول إلى العدل، والرّحمة، والمُساواة فى الحُقوق، الإنصاف، وعقاب المُذنبين، والأهم من هذا كُله استغلال روح القانون والعدالة فى إعطاء دُروساً للمُذنبين والمُحاولة فى إصلاح حالهم.

 

المستشار عبده الأودن والمستشار محمد رفعت، يمثل لهما العدل بأنه لُغة المُساواة بين البشر وتحقيق الحقْ بين النّاس، وعدم التُمييز بين غنى أو فقير، ولا بين ذى عزٍ وجاه وسند وآخر ليس له إلّا نفسه فى هذه الحياة، ويرى المستشاران أن العدْل هو معاملة متساوية بين أولئك الذين يُوفدون للدّولة منْ خارجها، ليس عدلاً أنْ نميّز بين أبناء الدّولة والذين يزورونها، والمساواة بين الأفراد لا يميّزان بينهُم حين يبدآن فى الحُكم عليهم، فكُلٌ يٌؤخذ منهٌ كلامٌه حتى نهايتٌه، أمّا عن تأثيره هذه الخاصيّة فى القضاء والمُجتمع فلها الأثر العظيم فى هذا المُجتمع، فإنْ بدأت المُحاكمات والقضاء بين النّاس بالبداية العادلة هذه فحتماً سيكون له الأثر الطّيب والجميل وانتشاء المحبة لهذا الوطن الذى قد علّم أبناءه وأول ما علّمهم العدل والبُعد عن الظُلم.

 

فى قاموس المستشارين الجليلين أن لُغة العدْل هى لُغة ذات كلمات ومعانٍ لا يُدركُها الجميع ولم يختبرها سوى القضاة الذين يجلسون يوميا للحكم فى أحوال الناس، ويهتم القاضيان العادلان بشؤون البلاد والنّاس الأهمية البالغة التى ترمى أثرها فى المُجتمع، بل إنها قد تطال لتضع بصمات فى التّاريخ وعلى مرّ العُصور.

 

يعرف الجميع أن المستشارين الجليلين أقوياء فى الحق ولا يخافان سوى الله، ويطبقان المساواة ويحكمان بالعدل بين كافة الأطراف، وإذا تقدم له ابن رجل ذا شأن فى البلاد أو شخص ضعيف يحكمان بالعدل بينهم دون النظر إلى ذاك الغنى، فلا فرق بين البشر، وتطبيق المُساواة وإنزال الحُكْم العادل على الطّرف المُخطئ مهما كانت مكانتُه.

 

تحية للقاضين الجليلين، اللذان حافظا ولازالا يحافظان على محراب العدالة، وطهارة ثوبها الأبيض النقي، يرحل رجلً أدى الأمانة ويأتى رجل آخر يبدأ مشوارا جديد فى حماية وصون المحراب القضائى المقدس، فى هذا التاريخ يحتفل قضاة مصر ببلوغ عدد من قادة القضاة وحراس الأمانة سن العطاء، ويتقاعدون ليبدءوا حياة جديده بعد نهاية مهام وطنية مقدسه، ويأتى خلفهم أبطال آخرون يستمرون فى أداء الرسالة السامية التى أوكلها الله لهم من أجل تحقيق العدل بين الناس، تحية وداع للمستشار الجليل عبده بك الأودن الذى يبدأ مشواراً جديداً فى حياته الحافلة بالخير بأذن الله، وأهلا بالمستشار الجليل محمد بك رفعت الذى يبدأ فاصلاً جديداً، ويستكمل مسيرة العدالة فى مصر.