بعد فوزه بجائزة نجيب محفوظ للروائيين المصريين.. علاء فرغلى: الجائزة أعطتنى شجاعة أكبر للتعبير عن الرأى
عبر الكاتب الروائي علاء فرغلي الفائز بجائزة نجيب محفوظ للروائيين المصريين برواية "وادي الدوم" عن سعادته لحصوله على الجائزة، وقال: "إن كل جائزة وكل تكريم وكل مقال أو دراسة أو رأي عن نصَ كتبته؛ لا شكّ أنه له تأثير، لأنه في الحقيقة يضيف مسؤولية جديدة بالإضافة إلى المسؤولية التي تفرضها الكتابة كنشاط إبداعي له متطلباته وظروفه الخاصة، وأن الجائزة إن لم تكن مؤشرًا لجودة العمل، فهي على الأقل كشاف إضاءة يتبصر به كثير من القراء والمتلقين.
وأوضح "علاء"، في تصرحات خاصة لبوابة "دار الهلال" عن تعامله مع روايته "وادي الدوم" وعما تميزت به من أسلوب سردي سهل وبسيط دون تعقيد وقال: "الإبداع هو التعبير عن الصعب والمعقد بأسلوب سهل وبسيط، وبالفعل كانت أمامي هذه المعضلة عند بداية الكتابة، وكان السؤال: كيف أجمع كل هذا الزمن بأحداثه وشخوصه وتفاصيله الصغيرة، في نصٍّ واحد يفهمه القارئ ويستوعبه، فلجأت إلى عدة تقنيات سردية ممكن تستوعب هذه الرغبة، منها الفلاش باك أو الاستباق أو فكرة الزمن الدائري؛ ويعني الانتهاء من نقطة البداية، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب اللغة والأسلوب الجمالي، ولو استطعت أن أخفف من وطأة الأسلوب أكثر لفعلت".
وتابع بأن أحداث الرواية إذا سقطت مني فما كنت سأنشر الرواية وأطلع عليها القراء، فالكاتب عنده عين داخلية وإحساس رهيف جدًّا بنصه، وعندما يشعر أنه أطال في جزء أو اختزل جزء بدون داعي على حساب المضمون، يعود للصفحة البيضاء ويشرح النص أو الجزء الذي يحس بنقص فيه، بالضبط؛ مثل الذي يقوم بعملية جراحية، فالعملية تتم على عدة مراحل، منها تجهيز غرفة العمليات، ثم تجهيز المريض، وفي الأخير الدخول في العملية نفسها ولكن على مراحل وبمنتهى الحرص، لأنها عملية تراكمية، كل مرحلة قائمة على التي قبلها وهكذا.. وهذا ليس معناه أنه يوجد شكل واحد للكتابة، بالعكس، دائمًا التجديد ومحاولة التجريب موجودة بشرط استيعاب ما تم حتى يمكن الإضافة إليه.
وأوضح الروائي علاء فرغلي سبب اختياره لاسم روايته الفائزة "وادي الدوم"، قائلا: "اخترت اسم روايتي لأسباب كثيرة.. منها مثلا أنه فعلاً يوجد مكان قريب من المكان الذي دارت فيه أحداث الرواية بهذا الاسم، غرب أسوان، في عمق الصحراء؛ لكن السبب الأهم، هو الذي عرفته عن أشجار الدوم وثماره، أو نخيل الدوم بمعنى أصح، هذا النخيل يستطيع أن يتحمل العطش والجفاف لفترات بعيدة، ودرجة الحرارة العالية والشمس القائظة، وبعدها ينمو مع القليل من الماء، وقبل هذا، الجيل الأول يطرح ثماره بعد حوالي 20 سنة أو 30 سنة، فأنه شجر معمر جدًّا، وليس سهل نقله من مكان لآخر، وبالتالي أصبح بالنسبة لي معادل لسكان هذا الوادي، أبطال الرواية، ويعد أغلبهم معمرين، أو أشياخ: كما يطلق عليهم، يتمسكون بالأرض ويحتالون على الغزاة، أحيانا بالمقاومة وأحيانا بالحيلة وأحيانا أخرى بالمعايشة والمقاومة الصامتة، وفي النهاية يظلون راسخين في أرضهم".
واختتم الروائي "علاء فرغلي" تصريحاته عن أهدافه المقبلة وهل الجائزة تركت أثرًا أو تغييرًا ما، قائلا: "لا أبدًا لا يوجد أي تغيير لا في الفكر ولا في الأهداف، لكن سيكون هناك حرص أكبر على الإجادة، والاستمرار في طرق عوالم روائية مختلفة وأفكار جديدة، وربما شجاعة أكبر في التعبير عن الرأي".