جمعت أمسية افتتاح معرض "عرايس الخبيز"، للفنانة سماء يحيى، العديد من الفنانين والنقاد والكتاب، الذين عاشوا ليلة من ليالي الذكريات الجميلة، في رحاب العرض الفني الذي احتضنته قاعة الباب بساحة دار الأوبرا المصرية.
جمع العرض بين النحت والعمل المركب والأخراج الفني الديكوري مما أضفى حالة من الصدق والمعايشة الحقيقية لطقس من الطقوس الشعبية التي مارسها أجيال من الأطفال وهي التشكيل واللعب بالعجائن يوم "الخبيز" وهو يوم صناعة الخبز في المنازل قبل إنتشار منافذ بيعه جاهزاً .. وهو يعكس اصرار الفنانة على استمرار تجربتها الفنية في محاولة استدعاء عادات وتقاليد مصرية أصيلة في أشكال فنية متنوعة تساعد على طفوها مجدداً مكافحة تأثير التقنيات والأساليب الحديثة في محوها أو مواراتها خاصة على الأجيال الجديدة التي ربما كثير منهم لا يعرفون عنها شيئاً.
وسبق للفنانة تقديم سلسلة من المعارض التي استخدمت خلالها مجالات متنوعة وخامات مختلفة حاولت فيها تشخيص أجواء مصرية خالصة من الماضي القريب والبعيد نسبياً كانت تشكل ملامح الحياة المصرية وعادات ناسها من بين هذه المعارض : "الراوي"، "ساعة مغربية"، "الخيامية"، "حكاوي القهاوي"، "فرح"، هنا عرايس بتترص"، "حلاوة زمان".
وتؤمن الفنانة سماء يحيى بأن هذه الأصداء الكثيرة التي خلقت عالم عرائس الخبيز ربما كانت أكثر قوة ووقعاً من صوت عالمنا الحالي الذي أوشك فيه طقس الخبيز أن يندثر كما أوشكت فيه براءة الفن المبهج على الإندثار تحت ضغط الاستهلاك والذوق التجاري وبراعة الآلة التي كادت أن تقضي على مخيلة الإنسان، فعرائس الخبيز التي تبدو فطرية ومظهرها أقرب للبدائية هي بمثابة عودة إلى أصل الجمال بعيداً عن التصنع.
سماء يحيى .. حاصلة على دبلومة الفنون من كلية التربية الفنية جامعة حلوان عام 2000، الدكتوراه من كلية التربية الفنية جامعة حلوان 2009، لديها مقالات بحثية ونقدية منشورة، شاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها، نالت عددٍ من الجوائز ولها أعمال مقتناه بالمتحف المصري للفن الحديث ولدى أفراد بمصر - كندا - السعودية - الكويت - إيطاليا– عمان - فلسطين، ويستمر المعرض من 22 يونيه حتى 3 يوليو2021.