رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جزاء المعروف !

13-5-2017 | 10:29


بقلم : نبيلة حافظ

مع حالة إنسانية وطبية نادرة مثل تلك الحالة كان الغالبية العظمي من المتابعين لها على مستوى العالم يتوقعون أن يتم تقديرالجهد الطبي المبذول معها .

حزنت وتألمت كثيرا للهجوم الشرس التي شنته شيماء شقيقة إيمان عبد العاطي  المعروفة إعلاميا بأسمن امرأة في العالم  على الأطباء الهنود المعالجن لشقيقتها والذين تعهدوا بعلاجها وأخذوا على عاتقهم تلك المسئولية الكبيرة لم يقدر على تحملها أطباء من قبل، هجوم شقيقة إيمان مهما كانت أسبابه ومبرراته فهو غير مقبول جملة وتفصيلا وهو في النهاية يسيء لنا نحن المصرين  ككل، لأنه يحمل معاني كثيرة تؤكد على عدم تقديرالجهد الذي بذل والمال الذي أنفق من أجل علاج  تلك الفتاة المصرية التي كانت حالتها مستعصية ولا أمل فيها، فلم تكن مشكلاتها الصحية تنحصر في السمنة فقط بل في متاعب أخرى كثيرة جعلتها قعيدة لا تقوى على الحركة لسنوات طويلة مما دفعها لأن تصل لهذا الوزن الفريد  500 كيلو  والذي جعلها تحمل لقب أسمن امرأة في العالم، إذا لم نكن نحلم بأن تفقد إيمان نصف وزنها في تلك المدة القليلة والتي لم تتجاوز الثلاثة أشهر، وكان من الطبيعي والمتوقع ألا تعود إيمان إلى مصر وهي واقفة على قدميها خاسرة ثمانن بالمائة من وزنها، فهذا درب من الخيال وحلم بعيد المنال، وإذا كانت شقيقة إيمان قد توقعت ذلك فهذا خطأها ودليل على عدم فهم وتقديرمنها، أو من الممكن أن نقول إنه وهم رسمته في مخيلتها وعاشت فيه.

ومع حالة إنسانية وطبية نادرة مثل تلك الحالة كان الغالبية العظمي من المتابعن لها على مستوى العالم يتوقعون أن يتم تقديرالجهد الطبي المبذول معها ولم يكن أحد يتوقع على الإطلاق أن يكون رد فعل شقيقتها المرافقة لها كل تلك الاتهامات التي أطلقتها على الأطباء المعالجن لها، فبدلا من تقديم عبارات الشكر والامتنان لهم على ما قدموه من عطاء طبي وإنساني لشقيقتها، كانت عبارات الشجب والتشكيك والتخوين من جانبها لكل الفريق المعالج، فهي تتهمهم تارة بالكذب والتضليل، وتارة أخرى تتهمهم بالبحث عن الشهرة والمجد وإحداث شو إعلامي، وتارة أخرى تشكك في ذمتهم المالية وتدعي بأنهم فعلوا ما فعلوه مع شقيقتها من أجل جمع التبرعات. لم تقارن شقيقة إيمان ولو للحظة بن حالة إيمان قبل السفر والعلاج وحالتها الآن، ولم تكن منصفة مع نفسها ومع الفريق المعالج لكي تعترف بالحقائق المؤكدة والمؤلمة والتي تقول جميعها بأن إيمان حالة ميئوس منها تماما وأن في علاجها مغامرة ومخاطرة كبيرة لم يجرؤ أحد من قبل الأطباء الهنود على الاقتراب منها أو مجرد التفكير فيها، نسيت شقيقة إيمان أيضا الاستغاثات التي أطلقتها مرارا وتكرارا من داخل مصر تطالب فيها بإنقاذ شقيقتها من الموت البطيء الذي ينتظرها بعد أن وصلت لهذا الوزن الرهيب، وكانت على يقن تام أن تلك الاستغاثات لن تجد لها صدى داخل مصر، وأعتقد أيضا أنها لم تكن تحلم بأن يتولى فريق طبي كامل مسئولية العلاج والسفر إلى الخارج، ولكن تحقق  الحلم وكتب الله لإيمان أن تخرج من سجنها وعزلتها وأن تبدأ رحلة العلاج، هي رحلة صعبة وشاقة بكل  تأكيد ولكنها تحتاج الصبر والقوة والقدرة على التحمل، ليس من جانب إيمان المريضة فقط ولكن من جانب أسرتها التي كان يجب عليهم أن يقدروا المعروف ويشكروا أهله.

فجزاء الإحسان يجب ألا يكون إلا إحسانا!